Wednesday, April 25, 2007

خبير فى الشؤون السودانية ... روجر ونتر .. المبعوث الامريكى الخاص للسودان



تقرير/ محمد كشان

باشرالمبعوث الخاص للولايات المتحدة فى السودان السيد روجر ونترعمله من مقره فى واشنطون كممثل للادارة الامريكية بخصوص الازمة فى دارفور،وتطبيق اتفاق السلام الشامل . وحسب المتحدث باسم الخارجية سين مكورميك فإن ونتر ونتر سيمثل نائب وزير الخارجية روبرت زوليك بشأن السلام . كما سيكون مسؤولا عن دفع الأهداف الأمريكية في السودان والتي تم ترويجها خلال زيارة الوزيرة رايس الأخيرة إلى هناك الأسبوع الماضي وخلال زيارات النائب زوليك الثلاثة إلى الخرطوم ودارفور في شهر أبريل ويونيو ويوليو. وأوضح أن تعيين ونتر يعبر عن الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للتوصل إلى نهاية سلمية لمشكلة دارفور والتعيين يعكس الأولوية المرتفعة التي توليها الإدارة لوقف العنف في دارفور وتأييد تنفيذ اتفاقية السلام الشاملة التي وقعتها الحكومة والحركة الشعبية في يناير الماضي .واعلنت الخارجية الاميركية في بيان ان ونتر عمل في الموضوع السوداني منذ 25 عاما وكان نائبا لمدير وكالة التعاون الاميركية "USAID" و مكلفا بمسالة الديموقراطية. وتابع البيان ان اطلاعه على الملف السوداني وعلاقته الجيدة بالعديد من المسؤولين في السودان سيتيحان له دفع السياسة الاميركية في السودان قدما وتقديم المشورة المناسبة لرايس وزوليك.وتابع المتحدث ان تعيين هذا الممثل الخاص الذي سيكون مقره في واشنطن "لا يؤشر باي شكل من الاشكال الى ان روبرت زوليك المكلف بقضية السودان سيخفف من اهتمامه بهذا الملف".ويعد روجر ونتر ضمن فريق من الاختصاصيين المحترفين بالشأن السودانى الذين اوكلت لهم الادارة الامريكية وعلى فترات مختلفة ،مهمة متابعة مسألة الصراع فى السودان. ويرأس هذا الفريق القس جون دانفورث الذى عينه الرئيس الامريكى جورج بوش مبعوثاً للسلام، وكذالك المسئول المتقاعد في وزارة الخارجية "روبرت أوكلي" ونائب مساعد وزير الخارجية " شارلي سنايدر " والمنسق للشئون السودانية "جيف ميلينيغتون" ومدير الشئون الأفريقية في مجلس الأمن القومي مايكل ميللر.بل ان ونتر برز اهتمامه بالشأن الافريقى عامة منذ الثمانيات حين كان مهتماً بموضوع الصراع و المساعدات الانسانية فى القارة الافريقية خاصة فى الكنغو ويوغندا ورواندا وله سجل طويل فى هذا الجانب. ثم برز اهتمامه بالسودان ابان عملية شريان الحياة التى كانت ترعاها الولايات المتحدة، ثم دوره كمجموعة ضغط فى إدارة الرئيس الامريكى السابق بل كلنتون حين كان المدير التنفيذي لمكتب ''الولايات المتحدة للجنة شؤون اللاجئين''، وعمل مع الوزيرة الاسبق مادلين اولبرايت وسوزان رايس على قيادة حملة ضد الحكومة فى الخرطوم الى جانب المسئول السابق فى الادارة الخبير فى الازمان جون برندرقاست.وزار ونتر السودان مرات عدة منذ تعيينه فى وكالة التعاون الاميركية فى العام 2001 ، اشهرها فى فبراير من العام 2003 حيث عقد مباحثات مع المسؤولين في مجالات العون الإنساني تركزت حول ترتيبات برنامج ما بعد السلام وتقديم مشروعات تنمية للمناطق المتأثرة بالحرب. وزار ايضاً برفقة وزير الدولة بالخارجية حينها شول دينق إلى مدينة أبيى للوقوف على سير اتفاقية السلام الشعبي بين قبيلتي المسيرية والدينكا وتقديم برامج لمناطق "التماس" التي وعد في وقت سابق بتقديمها.فى تقريره الذى قدمه المبعوث الأميركي الخاص الى السودان، جون دانفورث فى العام 2002 الى الرئيس جورج بوش صنف دانفورث روجر ونتر من المساعدين المهمين له فى تنفيذ مهمته الى السودان، وكمساعد لمدير وكالة التنمية الدولية اندرو ناتسيوس، كما اشاد بخبرته العميقة بالسودان. وحسب دانفورث فان ونتر قد كان له دور اعداد المقترحات والموافقة عليها خاصة تنسيق البرامج الإنسانية والإنمائية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية ولغيرها من الدول المانحة كي يبين للشعب السوداني أن التحرك نحو السلام سينتج فوائداً على المدى القصير واحتمالات مكافآت على المدى الطويل.كما شارك ونتر فى المفاوضات التى جرت نجامينا في نهاية عام 2003 ومطلع عام 2004 بين الحكومة والحركات المتمردة فى دارفور. الا ان انه ظهر بكثافة فى اكتوبر 2004 حيث كان ضمن الوفد الامريكى الذى وصل الى نيفاشا الكينية التي كانت تحتضن مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية ، وقد ضم الوفد جون دانفورث و مدير برنامج المعونة الأمريكية أندرو ناتسيوس و تشارلس سنايدر. وشارك بعد ذلك فى عدة جولات من المفاوضات . كما كان من المقرر ان يصحب وزير الخارجية رايس فى زيارتها الاخيرة الى دارفور التى شاركها فيها رئيسه السابق فى برنامج المعونة الأمريكية أندرو ناتسيوس الخطوة التى فسرها المراقبون باتجاه الخارجية الامريكية لتعيين احد اعضاء الفريق الانسانى كمبعوث خاص للسودان. وكان روجر ونتر قد شارك فى مداولات تقرير (الحرب في السودان) ، المعد من قبل المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطون فى فبراير 2001 . وانتقد ونتر التقرير الذي قدمه المركز في اطار الحملة الدولية لايقاف الحرب في جنوب السودان, وشارك فيها نخبة من السياسيين والباحثين الامريكيين منهم السناتور وليام فرست, السناتور فرانك وولف رئيس لجنة الشئون الافريقية الاسبق بالكونجرس الامريكي, جيرمو شيستيكل رئيس المتحف التذكاري الامريكي د. جون هامر رئيس المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية, د. فرانسيس دينق , ود. استيفن موريسن مدير البرنامج الافريقي بالمركز الدولي, شيستر كوكر مدير معهد السلام التابع للولايات المتحدة. واشار ونتر في مذكرته التي قدمها للندوة المقامة بشأن التقرير إلى جوانب هامة فيه قائلا ان التقرير اذا اعتمد من قبل الادارة الامريكية على هذا النحو فانه سيخلق حلفا عدائيا للولايات المتحدة وسيمنح حكومة الجبهة الاسلامية كما وصفها في الخرطوم مشروعية لا تستحقها. وجاء في مذكرة روجر ونتر ان التقرير الذي اعده المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والدولية حول سياسة الولايات المتحدة تجاه السودان يقدم مساهمة محددة لوقف الحرب في جنوب السودان التي تعلنها حكومة الجبهة الاسلامية القومية في الخرطوم لكنه اعتقد ان ما جاء في التقرير لن يحقق السلام العادل.وان التقرير والذي يراد به توجيه سياسة الادارة الامريكية تجاه السودان ركز على ضرورة انهاء الحرب في جنوب السودان باعتماد (نظامين في السودان) (one sudan two systems) وهو ما يعبرعن مقترحات الحركة الشعبية لتحرير السودان لممارسة تقرير المصير للحكم الذاتي الذي تريد تحقيقه.واقترح ونتر بدائل شملها في وقف الحرب من خلال دور اساسي ومحدد للولايات المتحدة و ايفاد مبعوث خاص بتفويض واضح لقيادة مبادرة جديدة لتحريك مباحثات السلام و ان تواصل السفارة الامريكية في الخرطوم اعمالها دون مستوى السفير. وتحديد العقوبات على النظام السوداني حتى توقف الحكومة الاعمال العسكرية وقصف المدنيين ونزع سلاح الميليشيات القبلية و ان تعمل الولايات المتحدة على محاصرة وتجميد منتجات النفط السوداني في الاسواق حتى يمكن التوصل لاتفاق سلام. واشار اخيراً الى اهمية الدفع في اتجاه ان تقوم الولايات المتحدة والادارة الامريكية الحالية بعمل واضح من خلال سياسة محددة للتعامل مع الازمة السودانية لوقف الحرب وتخفيف الاستقرار في هذا الاقليم الهام. ومنذ ذلك التاريخ فى العام 2001 تغيرت السياسة الامريكية تجاه السودان كثيرا، كما تغير اهتمام روجر ونتر وبرز الى الساحة السياسية والانسانية كمطالبته الخرطوم بعدم ايواء الجماعات المتطرفة وعلاقة الخرطوم ببعض دول الجوار.وشارك ونتر فى اجازة عدة قرارات طرحت على مجلسى النواب والشيوخ الامريكيين بخصوص الوضع فى السودان ،وتحديدا جلسات الاستماع التى كانت تخصص لمناقشة الاوضاع فى اقليم دارفور خاصة فى لجنة العلاقات الدولية الفرعية المعنية بالشؤون الإفريقية وحقوق الإنسان بمجلس النواب برئاسة هنرى هايد والتى من المقرر ان تناقش اليوم مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات ضد الأفراد، المسؤولين عن جرائم دارفور ويتساءل المراقبون ما اذا كان روجر ونتر سيشارك فى الجلسة المخصصة للاقليم!فيما ينظر مهتمون بالشأن السودانى الى تعيين ونتر بعين الرضا والتفاؤل نسبة الى مواقفه والتى تغيرت كثيراً تجاه الخرطوم خاصة بعد بروز اتجاه الى تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطون.

No comments: