فى ختام قمة (س.ص) .. القذافي متفائل بمقدرة إفريقيا على حل مشاكلها
محمد كشان
شارك 15 من قادة ورؤساء الدول و نائب رئيس و رئيس للوزراء إضافة إلى ستة رؤساء وفود في القمة السابعة لتجمع دول الساحل و الصحراء (س.ص) التى عقدت يومي امس وامس الاول والمخصصة للإندماج الإفريقي والنظر فى مشاكل القارة العالقة . وشارك فى القمة الاستاذ على عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية و رئيس وزراء المغرب إدريس جطو إضافة إلى قادة ورؤساء كل من بنين ماثيو كيريكو وبوركينا فاسو بليز كمباوري و الكوت ديفوار لوران كودو غباغبو و إريتريا أسياس أفوركي و غينيا بيساوهنريك بريرا روزا و ليبيا القائد معمر القذافي و مالي أمادو توماني توري والنيجر مامادو طانجا و نيجيريا أولوسيغون أوباسانغو وإفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزي و السنغال عبد الله واد و تشاد إدريس دبي والتوغو فور غناسينغبي وفود بقية الدول الأعضاء والأمين العام لتجمع س.ص محمد المدني الأزهري . وعلى الصعيد السياسي كانت الأوضاع في دارفور التوغو والكوت ديفوار في محور المناقشات إضافة إلى صعوبات إقامة حكومة صومالية ما تزال في المنفى في كينيا و الأزمة في غينيا بيساو و النزاع الحدودي القائم بين إثيوبيا و جارتها إريتريا.من جانبه أتهم القائد الليبى معمر القذافي أطرافا خارجية لم يسمها بالعمل على إغراق إفريقيا في الحروب الأهلية والأزمات لحرمان القارة من الاستفادة بثرواتها وتوجيهها لخدمة التنمية وضمان غد أفضل لأبنائها وأشار الزعيم معمر القذافي إلي إحتمال وجود نزعة لدى الاستعمار القديم والاستعمار الجديد للسيطرة على إفريقيا من جديد والانقضاض على مقدراتها وإعادتها للعبودية والرق ومنجم وحديقة خلفية له .ودعا الزعيم معمر القذافي في كلمة له في الجلسة الختامية للقمة السابعة لتجمع دول الساحل والصحراء الشعوب الإفريقية لليقظة وتفويت الفرصة على الاستعمار القديم والجديد مؤكدا أن إفريقيا اليوم ليست إفريقيا الأمس وليست سهلة وقد يخسرون إذا ما فكروا في "تسيير إفريقيا عن بعد".وأشار الزعيم الليبي إلي أن الوضع في الكوت ديفوار وليبيريا لا يزال هشأ علاوة على إستمرار الأزمة في إقليم دارفور وهذه دول تقع داخل التجمع واضاف أن ليبيا بذلت جهودا كبيرة لحل المشكلة في دارفور وساندت جهود رئيس الاتحاد الإفريقي الرئيس أوليسغون أوباسانغو لإيجاد حل لها عبر لقاءات مع زعماء القبائل والسلاطين وقادة الجماعات المتمردة في دارفور .وأكد عدم وجود أى مطلب إنفصالي في دارفور ولكن هناك شكوى من أن منطقة دارفور تعاني من الحرمان والتخلف والتهميش. و بين القذافى أن أساس المشكلة بدأت بين أهل دارفور "الرعاة والمزارعين" أى بين قبيلة وقبيلة وقد تدخلت الحكومة لإخماد النار إلا أن الحكومة أصبحت بعد ذلك طرفأ متهمأ مما عقد المسألة. ودعا إلي محاصرة هذا الحريق ومنع أى تدخل خارجي .وبخصوص الوضع في القرن الإفريقي قال القائد معمر القذافي إن الوضع في الصومال وجيبوتي وإريتريا وهي دول أعضاء في س.ص يسير بالإتجاه الصحيح. ودعا رئيس الوزراء الأثيوبي مليس زيناوى إلي تسوية المشكل وعودة العلاقات إلي طبيعتها مع إيريتريا وترسيم الحدود بين البلدين خاصة بعد صدور حكم المحكمة في ذلك وقال إن إفريقيا ترفض أى تدخل خارجي لأن من شأن هذا التدخل أن يشعل النار ويزيد من حدة هذه المشاكل المحلية وتحويلها إلي مشكل دولي. كما دعا إلي الوقوف في وجه كل محاولات الوصاية علي إفريقيا مؤكدأ أن إفريقيا ليست طفلا يحتاج إلي حماية ووصاية فهي قادرة على تحمل مسؤولياتها وقال إننا في إفريقيا نقبل مد يد العون للمساعدة على حل هذه المشاكل إلا أن اليد التي تمتد بالإهانة ستقطع مثلما جرى في الماضي في إشارة إلي حروب التحرير لنيل الإستقلال في إفريقيا ولاحظ القائد معمر القذافي أن مشكلة تيبستي في تشاد والتي كانت تنذر بالتدهور قد تلاشت مؤكدأ أن الوضع هناك هادىء ولم يعد يبعث علي القلق. وقال إن ليبيا قامت بدورها للحد من تدهور هذه البؤرة وأن أهل تيبستي يبدو أنهم إقتنعوا أن السلاح لا يحل المشكل ودعا في هذا الخصوص إلي حل المشاكل في إفريقيا عبر التفاوض والحوار مشددا على أنه لا يجب إطلاقا أن يوجه السلاح الإفريقي إلي الإفريقي وأن هدر الدم الإفريقي علي يد الإفريقي محرم وأوضح أن بإفريقيا ألف قبيلة مقسمة على خمسين دولة وجمعها يعني تفتيت القارة وإغراقها في حروب لا تنتهي إلي يوم القيامة وشدد على ضرورة حل المشاكل الإفريقية بأيدى الأفارقة أنفسهم لأن الآخر هو أساس المشكل عندما قام بتقسيم القارة داخل حدود إصطناعية وأكد أن الحل يكمن في الإندماج والتسامي عن معطيات التجزئة.وأكد القذافي على ضرورة أن تلتحق الجزائر بالتجمع ودعا الرأس الأخضر وغينيا للإنضمام .وأشار إلي أن مصر تعهدت بالمصادقة على المعاهدة في أقرب وقت لتصبح عضوا كامل العضوية في التجمع وأعرب القائد معمر القذافي عن الإرتياح بعودة الوضع إلي طبيعته في التوغو وبتقلد فور غناسينغبي مهام الرئاسة في البلاد وعبر الزعيم معمر القذافي عن إرتياحه للإنجازات التي حققها تجمع دول الساحل والصحراء في السنوات الأخيرة. وقال إن القمة السابعة أتخذت قرارات هامة نحو مزيد من الإندماج والتكامل بين الدول الأعضاء.ويرى الزعيم الليبي أن كل المؤشرات تؤكد أن هذه المشاكل ترجع إلي مؤامرة خارجية تستهدف القارة الإفريقية بأسرها ولا تريد للقارة أن تنعم بالإستقرار فالقبيلة التي يعيش نصفها في دولة ونصفها الآخر في دولة أخرى يمكن جمعها بالتراضي وشدد على أن الاندماج الإفريقي وخلق دولة اتحادية واحدة وحرية التنقل والإقامة والعمل هو الحل الوحيد لمشكلة التمزق والتشتت التي خلقها الاستعمار وتحدث الزعيم الليبي عن مسألة التعددية فأكد أن هذه المسألة قد فاقمت من المشاكل في القارة إذ تراجعت الانقلابات العسكرية لتحل محلها الإنقلابات المدنية. فبعد كل إنتخابات نغرق في حرب أهلية وضرب مثلا على ذلك بالإطاحة بعدد من الرؤساء المنتخبين وأعرب الزعيم الليبي عن أمله في يتم إعادة النظر في الدساتير الإفريقية لتكون إرادة الشعوب هي النافذة فيها. وقال إن تقييد الدستور لفترة الرئاسة يصبح أمرا غير معقول إذا كان الشعب يريد إستمرار هذا الرئيس. وأكد أن الدساتير الغربية لا تقيد فترة الرئاسة فرئيس الوزراء البريطاني يمكن أن يستمر في الحكم إذا ما أعيد إنتخاب حزبه.وأكد أن طبيعة النظام في إفريقيا تقوم على أساس إجتماعي فإفريقيا تتكون من قبائل ومن مزارعين ورعاة وصائدى أسماك وليست بها طبقات رأسمالية عليا ولا نبلاء ولا لوردات و أن مسألة الأحزاب هي مسألة "أنتليجنسيا". فالنظام الاجتماعي هو الذى يناسبنا وليس النظام الحزبي. من ناحيته دعا الرئيس البوركيني بليز كمباوري قادة ورؤساء الدول و شعوب تجمع دول الساحل والصحراء (س ص) إلى تنمية و تعزيز وحدة العمل بهدف بناء إفريقيا مزدهرة تكون مستقرةعلى الصعيد السياسي و ناجحة على الصعيد الإقتصادي و قدم الرئيس البوركيني التهاني لنظيره المالي أمادو توماني توري على النجاح الذي حققه تجمع س.ص في ظل قيادته .و أعرب عن تقديره الكبير للقائد معمر القذافي الراعي السامي للمنظمة وللسلام في فضاء س.ص الذي كرس وقته وبذل جهودا كبيرة من أجل إيجاد حلول للنزاعات .التي تعرفها بعض مناطق هذا الإقليم كما عبر الرئيس كمباورى عن فخر الشعوب الإفريقية بإلتزامات الزعيم معمر القذافي لجعل القارة الإفريقية قارة سلام ووحدة وأمن و في كلمة ترحيب ألقاها بمناسبة الإفتتاح الرسمي للقمة دعا الرئيس البوركيني قادة و شعوب هذه المنظمة أيضا إلى التمسك بإلتزاماتهم من أجل تحقيق إندماج حقيقي كما دعا الرئيس البوركيني الذي أكد إنضمام بلاده لأهداف هذه المنظمة لأن تمكن نتائج هذه القمة من إعطاء دفعة جديدة لتجمع س.ص بهدف ضمان تكامل أكبر على المستوى الإقتصادي و السياسي والإجتماعي و الثقافي للدول الأعضاء .الجريمة ومكافحة الارهابوكذلك كانت مسألة الأمن حاضرة القمة حيث أن مدراء الأمن في الدول الأعضاء إجتمعوا على هامش القمة لمناقشة مكافحة الجريمة والتهريب عبر الحدود ومكافحة الإرهاب و تجارة المخدرات و بحث القادة والرؤساء كذلك القضايا المالية. و صرح وزير شارك في أعمال المجلس التنفيذي وفضل عدم الكشف عن إسمه أن حوالي عشر دول فقط هي التي قامت بتسديد مساهماتها المالية. و بالتالي سيسعى القادة و الرؤساء إلى تجنب عرقلة عمل المنظمة و تبني ميزانية 2005 المقترحة من قبل الوزراء والتي تقدر ب 7,8 مليون دولار أمريكي ومن جهة أخرى سيبحث و يوقع قادة ورؤساء الدول سلسلة من النصوص المتعلقة بالنقل البري والعبور وبآلية الوقاية و إدارة وتسوية النزاعات إضافة إلى إتفاقية تعاون في مجال الأمن .و أفادت وثيقة توصلت وكالة بانا للصحافة بنسخة منها أن مناقشات قادة ورؤساء الدول ستتمحور كذلك حول إقامة إذاعة لتجمع س.ص "لتجنب تهميش إفريقيا وبلدان الساحل والصحراء في معركة الإعلام والإتصال" .و تم كذلك إقتراح مشروع تنظيم دوري لكرة القدم لفئة الشباب بين الدول الأعضاء إضافة إلى إحداث معهد للدراسات و الأبحاث حول الهجرات و يندرج إقامة المجلس الإقتصادي والإجتماعي و الثقافي لتجمع س.ص كذلك في جدول أعمال القمة . ودعا الرئيس المالي أمادو توماني توري خلال الكلمة التي ألقاها في إفتتاح القمة الدول الأعضاء إلى إرسال ممثليهم إلى هذه الهيئة . ويتوقع أن يتم إقامة آلية تضامن بين الدول المنتجة و الدول المستوردة للنفط الأعضاء في هذه المنظمة. و سيطلب كذلك من الدول التي تمتلك شركات نفطية أن تعمل على القيام بأعمال التنقيب و الإستغلال ونقل و تسويق المحروقات والغاز في البلدان الأخرى .ومن جهة أخرى سيتم إقامة يوم للطاقة الشمسية يحتفل به يوم 7 أبريل من كل سنة في فضاء س.ص حسب ما جاء في الوثيقة التي إقترحها الوزراء على قادة و رؤساء الدول .و في مجال الزراعة سيطلب من قادة و رؤساء الدول العمل من أجل إصلاح ال 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية التي وضعتها مالي تحت تصرف تجمع س.ص . و يضم جدول المناقشات التي ستستمر إلى غاية يوم غد الخميس موعد إختتام القمة- مكافحة الجراد و الخبرة البوركينية في مجال الأمطار الصناعية وحرية تنقل الأشخاص والمملتكات .و قبل إختتام القمة سيقوم قادة و رؤساء الدول بإختيار البلد الذي سيستضيف القمة الثامنة لتجمع س.ص إلا أنه لم تقم أية دولة بتقديم طلب بذلك حتى الآن. و في حالة إستمر الوضع على ما هو عليه إلى غاية إختتام الأعمال فسيتم إختيار مدينة سرت الليبية لإحتضان القمة الثامنة للتجمع . وجه الرئيس المالي أمادو توماني توري رئيس الدورة السادسة لمجلس قادة ورؤساء تجمع دول الساحل والصحراء (س ص) يوم الأربعاء في واغادوغو نداء من أجل إنشاء هيئتين للزراعة و المياه بهدف تحقيق تنمية مستدامة و متجانسة في هذا الفضاء .و أعرب الرئيس المالي عن أسفه لأن الدول الأعضاء في تجمع س.ص الذي يزخر بإمكانيات هائلة من المياه السطحية و المياه الجوفية وخاصة من المياه المتحركة والأحواض لا تزال رهينة الصعوبات المناخية والكوارث الطبيعية. وعبر الرئيس توماني توري في بداية كلمته بهذه المناسبة عن تقديره العالي للقائد معمر القذافي للمساهمات الكبيرة والمشورة الهامة التي قدمتها الجماهيرية الليبية له خلال فترة رئاسته لتجمع س.ص مشيدأ بجهود الزعيم القذافي في تحقيق السلام والأمن في هذا الفضاء.و عن حصيلة فترة رئاسته لهذا التجمع الإقليمي قال الرئيس توري إن إنشاء هيئة عليا للزراعة يهدف الدفع بالتعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الحيوية للزراعة و المياه و تربية الماشية والصيد البحري وتربية الأسماك و إستغلال الغابات. أما الهيئة العليا للمياه فمهمتها إرساء سياسة جماعية للسيطرة على المياه وتنميتها و خصوصا إدارة الموراد المائية.و من خلال هذا المنظور طالب الرئيس المالي بإنشاء هاتين الهيئتين في أقرب الآجال و فيما يتعلق بإستصلاح و إستغلال 100 ألف هكتارمن الأراضي الزراعية التي وضعتها مالي تحت تصرف س.ص أوضح الرئيس امادو توماني توري أن مسودة إتفاقية تتعلق بشروط و إلتزامات استئجارها وإستغلالها قد تم إعداده من الجانب المالي و تم تقديمه للأمين العام للتجمعو أوضح أنه "وفقا للتعهد الذي تم إتخاذه خلال قمة باماكو سنة 2004 فإن حكومة مالي لن تدخر أي جهد لتشجيع و تسهيل الحصول على الأراضي من قبل المستثمرين و العاملين في قطاع الزراعة في تجمع س.ص" .0 وأعرب الرئيس أمادو توماني تورى من جانب آخر عن شكره للزعيم الليبي للمساعدات المادية والفنية واللوجستية التي قدمتها الجماهيرية الليبية للدول الأعضاء في س.ص التي تأثرت بغزو الجراد السنة الماضية كما أشاد بالدعم الذي تقدمت به كل من المغرب وتونس أثناء أزمة الجراد التي ضرب سنة 2004 مجمل دول الساحل و خلقت أوضاعا تهدد بالمجاعة. و حول النقل داخل التجمع أوصى الرئيس المالي بتبني مشاريع معاهدة تعاون في قطاعي النقل و العبور البري بين مختلف الدول الأعضاء في أقرب الآجال ومن جهة أخرى دعا إلى التفكير حول إدارة متضامنة لقطاع المحروقات خاصة أمام الزيادة المستمرة لأسعار النفط التي تثقل كاهل الدول غير المنتجة و ناشد الرئيس أمادو توماني توري مجلس قادة ورؤساء التجمع إلى التعيين الفعلي لأعضاء المجلس الإقتصادي و الإجتماعي والثقافي الذي سيمكن من رؤية و من قراءة أفضل لعمل التجمع. و في الوقت الذي أعرب فيه عن إرتياحه للتقدم الذي سجل في أزمة الكوت ديفوار من خلال التوقيع يوم6 أبريل الماضي على إتفاقيات بريتوريا دعا الرئيس توماني توري إلى تسريع عملية وضع آلية الوقاية من النزاعات وإدارتها و حلها .كما عبر الرئيس المالي عن إرتياحه للتطورات الإيجابية في جمهورية إفريقيا الوسطى و السودان و الصومال معربا عن أمله في رؤية تحقيق تسوية سريعة للأزمة في التوغو .وأشاد الرئيس أمادو توماني تورى بالمناسبة بجهود القائد معمر القذافي لحل النزاعات في إفريقيا وبالخصوص في الكوت ديفوار وإقليم دارفور من أجل أن تصبح إفريقيا قارة آمنة ومزدهرة و وجه في الختام نداء للدول الأعضاء الذين لم يقوموا بتسديد مساهماتهم- للوفاء بإلتزاماتهم من أجل تمكين تجمع س.ص من القيام بواجباته و تعهداته .
No comments:
Post a Comment