شكرا زيزو.. حلم الطموحات الجميلة تحول إلى كابوس
محمد كشان
منذ ان قرر وضع حد لمسيرته في الملاعب، كان صانع العاب منتخب فرنسا وقائده زين الدين زيدان يحلم بأن تكون مباراته الاخيرة على الملعب الاولمبي في برلين، لكنه لم يتصور ولو للحظة واحدة بأن حلمه هذا سيتحول الى كابوس بسبب لحظة جنون انتابته وجعلته يسدل الستار على مسيرة مظفرة بطريقة سيئة جدا. وبات زيدان (34 عاما) رابع لاعب يطرد في المباريات النهائية لكأس العالم بعد ان رفع الحكم الارجنتيني هوراسيو ايليزوندو بوجهه البطاقة الحمراء في الدقيقة 110 ضد ايطاليا عندما قام بنطح مدافع مدافع منتخب ايطاليا ماركو ماتيراتزي.الصحافة الفرنسية .. مرارة وحسرةورغم ان زيدان انتخب كأفضل لاعب في نهائيات كأس العالم، الا انه حصد انتقادات قاسية من الصحافة العالمية جراء ما بدر منه في المباراة النهائية وصدرت غالبية الصحف الباريسية بعناوين "الندم الابدي" و"كنا قريبين جدا من الحلم" و"الحلم تحطم"، فيما وجهت "لومانيته" تحية تقدير الى المنتخب الذي بدأ مشواره في النسخة الثامنة عشرة بطريقة سيئة قبل ان يتحسن مستواه تدريجيا وصولا الى المباراة النهائية، مضيفة "لقد تعالوا على اخطائهم (في الادوار الاولى) لكن لا ليستسلموا في المباراة النهائية. زيدان سجل لكنه تسبب بطرده"، مركزة كمعظم الصحف الاخرى على مسامحة قائد المنتخب زين الدين زيدان الذي طرد في الدقيقة 110 بعد تعرضه للمدافع الايطالي ماركو ماتيراتزي صاحب هدف التعادل لبلاده: "زيزو شكرا، شكرا على كل شيء".ولم يكن توجه "ليكيب" مماثلا لـ"لومانيته" اذ وجهت الصحيفة المتخصصة اللوم الى زيدان متوجهة اليه: "كيف يحصل هذا التصرف مع رجل مثلك؟"، مضيفة "اتصور انك ستكون تعيسا جدا هذا الصباح". وعنونت "ليكيب": "الندم الابدي"، مبرزة على صفحاتها ثقل الخسارة على زيدان، كاتبة: "لقد حلمنا بنهاية اخرى"، "الخيبة والدموع"، "دموع المواطنين" و"الرحلة التي لم تكتمل".وبدورها عنونت "ليبيراسيون" اليسارية المعارضة بالاحرف العريضة: "قاسية" تحت صورة خلفية لزيدان واضعا يديه على رأسه عقب طرده امس، وتابعت "منذ شهر، فرنسا تحلم مع زيدان، لكن اليوم فرنسا تصحو مع شيراك (الرئيس الفرنسي). فرنسا،ارض التناقضات، حتى وهي تلعب كرة القدم لا تستطيع ان تسيطر على العالم".واعتبرت "لو فيغارو" ان "الحلم تحطم"، منوهة بالاداء الايطالي: "ايطاليا ارهقت فرنسا"، مضيفة "مثل عام 1982 بعد فضيحة توتونيرو (التلاعب بالنتائج والمراهنات)، الانتصار الايطالي حمل رائحة الخلاص"، في اشارة الى تشابه وضع الكرة الايطالية بين عام 1982 واليوم عندما سيطرت موجة التلاعب بالنتائج وفضائح الفساد على الدوري المحلي. وعنونت "لو باريزيان" ببساطة: "شكرا".من جانبها وجدت الصحافة الفرنسية صعوبة بالغة في التسامح مع قائد منتخبها زين الدين زيدان ووصفه البعض بالـ"غباء" بعد طرده في المباراة النهائية للمونديال .وقالت صحيفة "لوفيجارو" : "لقد أصبنا بالخرس بسبب غباء زيدان والتصرف غير المسئول من جانبه بعد مسيرة أسطورية في الملاعب".وقالت صحيفة "ليكيب" اليومية الرياضية : "كان تصرفا غبيا ، كيف ستشرح لملايين الأطفال سبب ضربك لماتيراتزي؟".وقارنت الجريدة بين زيدان والأساطير الرياضية مثل البرازيلي بيليه والملاكم محمد علي كلاي وأضافت : "كيف يأتي هذا التصرف من رجل مثلك؟".وتساءلت صحيفة "لوباريسيان" عبر عناوينها قائلة : "كيف تنتهي مسيرة فنان مثل هذا باعتداء مثل هذا؟".أما جريدة "لاريبابليك دو سنتر" فقد فسرت تصرف زيدان بوقوعه تحت ضغوط كبيرة دفعته للجوء إلى العنف. من جانبها قالت مجموعة (اس.او.اس.) المناهضة للعنصرية إن ماتراتسي ربما وصف زيدان بانه "ارهابي قذر" قبل ان يقوم الاخير بضربه بالرأس في صدره .وقالت المجموعة في بيان "طبقا للعديد من المصادر حسنة الاطلاع في عالم كرة القدم فان اللاعب الايطالي ماركو ماتراتسي على ما يبدو وصف زيدان بانه "ارهابي قذر"."و ينتمي زيدان الى أصول جزائرية .الصحافة الالمانية.. "انزلاق" زيدانمن جانبها عبرت الصحف الالمانية بشكل مختلف عن الحدث. وذكرت صحيفة فرانكفورتر زايتونغ الألمانية ان صانع العاب منتخب فرنسا "اتلف هالة القداسة التي كانت تلفه، ولم يتمكن من السطيرة على انفعالاته، وشوه ظهوره الاخير سمعته كملك للعبة كرة القدم"، وفي ميونيخ عنونت صحيفة سودوتشه زايتونغ: "الوجه القاتم للعبقري، مشيرة الى ان مسيرة لاعب كرة القدم الكبيرة زين الدين زيدان انتهت بانزلاق".اما صحيفة بيلد الواسعة الانتشار في المانيا والتي يقرأها نحو 12 مليون شخص رأت ان "زيدان مسؤول عن ابشع صورة حصلت في المونديال الذي استضافته المانيا، وان ضربة الرأس التي وجهها الى ماتيراتزي وحصوله على البطاقة الحمراء، ارخت بظلالها بشكل ازلي على مسيرته الكبيرة".وحيت "بيلد" ابطال العالم، كما نوهت باللجنة المنظمة للمونديال والتي تلقت رسائل المديح من جميع انحاء العالم لشكرها على النجاح الذي حققته في استضافة هذا المونديال، وكتبت "شكرا المانيا" وجاءت كلمة الشكر بلغات عدة هي الالمانية والانكليزية والايطالية والفرنسية والاسبانية مؤكدة ان "الايام ال31 للمونديال غيرت المانيا والشعب الالماني، في الوقت الذي لم تنجح فيه السياسية الالمانية بتحقيق هذا الامر منذ سنوات طويلة رغم اصدار الكثير من القوانين والانظمة". وصدرت برلينر زايتونغ تحت عنوان "المانيا تفوز بمحبة الجميع" في حين كتبت صحيفة "تاغه شبيغل "ايطاليا فازت بالكأس والمانيا تحتفل بالعيد".الصحافة الاسبانية... وزيدان خسرواعتبرت صحيفة "اس" الاسبانية الواسعة الانتشار ان "ايطاليا فازت وزيدان خسر". وتمحورت عناوين الصحف الاسبانية الاخرى الصادرة امس على زيدان الذي شارك في مباراته الاخيرة قبل الاعتزال نهائيا، اذ كتبت "اس": "الوداع الحزين".واعتبرت "ال بايس" ان الفوز كان على الطريقة الايطالية وغير مستحق، مضيفة "منتخب ايطالي صغير فاز في نهائي سيطرت عليه فرنسا". وذهبت "اس" بالاتجاه عينه كاتبة "فرنسا كانت الافضل" فيما رأت "ماركا" ان ايطاليا لعبت بطريقة الحد من الاخطار المحدقة في مواجهة منتخب فرنسي كان الافضل.وركزت "ماركا" كغيرها من الصحف المحلية على طرد زيدان: "لقد اوجعتنا جميعا نطحة زيدان"، فيما اعتبرت "ال بايس" ان زيدان اظهر وجهين مختلفين، الاول بتألقه والثاني بحركته هذه. وكتبت "ماركا": "زيدان قل لنا ان من فعل هذا ليس انت"، معتبرة انه الوداع الاسوأ لافضل لاعب عرفه العالم اجمع، فيما تسألت "اس": "لماذا يا زيدان؟ بماذا فكرت عندما فعلت ذلك".واوردت "اي بي سي": "نهاية تعيسة للنابغة"، مشيرة الى ان قائد المنتخب الفرنسي لم يظهر الاحترام عندما رفض تسلم الميدالية الفضية.
No comments:
Post a Comment