Wednesday, May 6, 2009

تقرير عن أوضاع الحريات الصحفية في السودان العام 2008

Press Freedom Sudan الحريات الصحفية السودان Press Freedom Sudan الحريات الصحفية السودان sudanoo Press Freedom Sudan الحريات الصحفية في السودان

Thursday, March 19, 2009

اعتقال صحفيين سودانيين

القت الشرطة بالعاصمة السودانية اليوم الخميس 19 مارس القبض على صحفيين سودانيين هما عادل الباز رئيس تحرير صحيفة (الأحداث) والحاج وراق، الصحفي والكاتب بصحيفة (أجراس الحرية)، وذلك إثر الدعوى المرفوعة ضدهما وصحيفة (الصحافة) التى كانا يعملان بها من وزير الخارجية الأسبق لام أكول، والوزير السابق برئاسة الجمهورية تيلار دينق، وأمرت محكمة الخرطوم شمال، برئاسة القاضي مدثر الرشيد، بحبس عادل الباز والحاج وراق، لحين سدادهما مبلغ 27 ألف جنيه، إثر الدعوى المرفوعة ضدهما.
واتهم الكاتب الحاج وراق الوزيرين السابقين في مقال له في العام 2006 بولاءهما للحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) بالرغم من انتمائهما لحزب (الحركة الشعبية) ، وكانت المحكمة قضت بعد عدة جلسات بتعويض الوزيرين 100 الف جنيه، وتم تخفيضها بعد استئناف الحكم الى 60 الف جنيه، يسدد كاتب المقال الحاج وراق 20 الف والأستاذ عادل الباز 20 الف والصحيفة الناشرة (الصحافة) 20 الف لصالح الوزيرين، وقد تمّ الحجز على منقولات وأجهزة كمبيوتر بيعت لصالح سداد جزء من المبالغ المطلوبة.
وسبق ان تقدمت هيئة الدفاع عن عادل الباز والحاج وراق بسداد هذا المبلغ بالأقساط، إلا أنّ محامي الوزيرين رفض هذا الطلب، وطالب بحبس الصحفيين على ذمة التنفيذ، رغم إصرار هيئة الدفاع على أن هذه القضية قضية رأي عام، وأن المذكورين لا يملكان سوى قلميهما ومرتبهما الشهري الذي يتقاضونه من المؤسسات التي يعملان بها وهما ليسا أصحاب أموال ظاهرة أو معروفة.
ولا يزال عادل الباز والحاج وراق محبوسين منذ الخميس الماضي وحتى مساء اليوم السبت 21 مارس.
وعلي الصعيد نفسه عبرت مجموعة تضم مختلف المؤسسات والتنظيمات عن تضامنها مع وراق والباز بتشكيل لجنة قومية للتضامن مناهضة لحبس الصحفيين في قضايا النشر وتدعو للدفاع عن الحريات الصحفية، وضرورة تعديل القوانين المقيدة للحريات مثل قانون الأمن وقانون الصحافة والمطبوعات.
من جهة اخرى عبر عدد من الصحفيين عن مخاوفهم من ان يكون قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2009 الذي اجازه مجلس الوزراء في جلسته الخميس 19 مارس 2009، ان يكون سيفا مسلطا على رقاب الصحفيين، وكان القانون أثار جدلا واسعا وينتظر عرضه امام البرلمان لاجازته النهائية، ويُحمل القانون الجديد الصحفي او الكاتب كامل المسؤولية جراء نشره اية اخبار، ويفرض غرامات مالية على الصحفيين تصل الي 50 الف جنيه.



Monday, January 26, 2009

بشرى الصائم في حوار الساعة: تيار اليمين سيقود الحزب الشيوعي نحو الهاوية



حوار: محمد كشان
قبل أن يعقد الحزب الشيوعي السوداني مؤتمره الخامس، تقدم الشيوعي البارز بشرى الصايم مصطفى برسالة مفتوحة للمؤتمرين تناول فيها قضايا الحزب الغائبة عن التداول والمناقشة منذ انعقاد المؤتمر الرابع للحزب في اكتوبر 1967.
ورغم أن الرسالة حملت في غلافها الخارجي شعار الحزب الشيوعي السوداني، وذُيلت باسم بشرى الصايم كعضو بالحزب نفسه، إلا أن الرسالة لن تجد حظها من الوصول داخل المؤتمر ومناقشتها، لسببين أولهما أن الرسالة لم تُدرج ضمن المناقشات العامة للمؤتمر، وثانيها ان الصايم ليس عضوا في الحزب المذكور !!
(الأحداث) التقت الصايم، القيادي في التجمع النقابي والشيوعي البارز، وعضو هيئة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتناولت معه بعض القضايا المتعلقة برسالته الموجهة للمؤتمر، وعضويته بالحزب الشيوعي.
* بأي صفة تنظيمية وجهت رسالتك المفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي المنعقد حاليا؟
- وجهتها بصفتي عضوا بالحزب الشيوعي منذ العام 1968، وظللت طيلة هذه السنوات الواحد وأربعون امارس نشاطي الحزبي من خلال فرع الحزب بمدينة الخرطوم بحري.
* لكن سليمان حامد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أكد في تصريحات صحفية الأربعاء الماضي على أنك مفصول من عضوية الحزب؟
ــ لا أريد أن أرد على تصريحات سليمان حامد، وعضويتي في الحزب يؤكدها أو ينفيها فرع الحزب الذي انتمي اليه حاليا، وهو موجود ولجانه مكتملة ، وهي الجهة الوحيدة التي لها الحق في فصلي، أما الهيئات الأخرى بالحزب فليس لها صلاحيات تقرر من خلالها ما إذا كنت عضوا في الحزب أم لا.
* هل اتبعت القنوات التنظيمية الصحيحة لتسليم الرسالة؟
- الرسالة سلمتها خلال فرع الحزب بواسطة زميلي "سعودي دراج" لتصل عبر الاشكال التنظيمية مباشرة للجنة التحضيرية للمؤتمر، وبعدها بعشر دقائق سلمتها مباشرة لـ "السر عثمان بابو" الذي التزم برفعها للجنة التحضيرية، ولم تُبلغني إي واحدة من هذه القنوات بأنني ليس من حقي توجيه رسالة للحزب، أو بأنني مفصول ويحظر ان أُسلم أية خطابات للحزب.
* هل تم ترشيحك للمشاركة في المؤتمر، أو دعوتك لحضور فعالياته؟
- الدعوات تمت بصورة انتقائية، ولم توجه لي أي دعوة، وحتى بالنسبة للتضامن النقابي الذي انتمي اليه، تم توجيه دعوتين فقط، مع ان تضامن النقابات والعمال هو مكون أساسي للحزب، وسبق للجنة المركزية ان وجه الامين العام للتضامن النقابي بعدم عقد اجتماعاته في دار الحزب بدعوى ان بشرى الصائم سيحضر للدار!!.
* في رسالتك الموجهة للمؤتمر، ماذا تقصد بغياب القيادات التاريخية عن المشاركة؟
- الغياب هنا ليس غياب الأشخاص الذين غابوا بأرواحهم، لكن غياب المساهمات التي ظلت موجودة منذ انتهاء المؤتمر الرابع للحزب، فعبد الخالق محجوب له مساهمتان قام بإعدادهما لتقدم في المؤتمر الخامس، المساهمة الاولى حول الماركسية وقضايا الثورة السودانية، والمساهمة الثانية حول قضايا العمل القيادي، وهاتان المساهمتان لم تدرجا في الأوراق التحضيرية للمؤتمر، وإنما وُضعت أوراق بديلة ارتبطت كلها بقضايا التجديد، وهي خلافات فكرية قد تطول وتأخذ زمنا طويلا، وتم إهمال القضايا المرتبطة بمعالجة قضايا الجماهير، وغابت عن هذا المؤتمر مذكرة الاستاذ خضر نصر عضو اللجنة المركزية المنتخب سنة 1968، وهو الذي قررت اللجنة المركزية سنة 1976 إنزاله، وإنهاء تفرغه عن العمل الحزبي، في الوقت الذي كان فيه مطلوبا للأمن، والتزم خضر بقرار اللجنة المركزية ، وقدم استئنافا للمؤتمر الخامس، وها هو المؤتمر قد قام واستئناف خضر نصر ليس على طاولة المُؤتمرين، وهذه واحدة من أشكال الخيانة وعدم الأمانة والوفاء لرجل ميت، وأطالب هنا برد الاعتبار لـ "خضر نصر"، ورفع الظلم عنه.
* ثم ماذا في الرسالة؟
ــ رسالتي حوت قضايا كثيرة تم إبعادها عن قصد من مداولات المؤتمر، ومنها مناقشة المسائل المتعلقة بالحزب الشيوعي منذ انتهاء المؤتمر الرابع وحتى الآن، كالانقلابات والانقسامات المتعددة في تاريخه منذ 1970، ويوليو 1971، ومايو 1969، والانتفاضة 1986 ، ومناقشة 19 يوليو وتشريحها، ثم موقف الحزب من مظاهرات السكر في 1988 التي قادتها أحزاب اليسار والبعثيين، ومنعه للقيادات الشيوعية من المشاركة فيها، وبالتالي وقوفه ضد نضال الشعب، ثم انقلاب 30 يونيو ومعرفة قيادة الحزب الشيوعي بموعد تنفيذه وعدم تحركها، وثم الهروب الجماعي والاختفاء الاختياري لعضوية الحزب بعد 30 يونيو، ونقل مركز المعارضة من الداخل للخارج ، وترغيب اعداد كبيرة من الكوادر الشيوعية في الهجرة الى الدول الغربية، ومن ثم توجيه كوادر الحزب بالعمل في منظمات المجتمع المدني ، والفساد المالي في هذه المنظمات، واختفاء الأموال التي كانت ترسلها منظمات المجتمع في الخارج لعضوية الحزب في الداخل لدرجة أن احدهم اختلس مبلغ 42 ألف دولار وحين تم إبلاغ القيادة بذلك، ردت عليهم (اشتكوه في البوليس)، ثم هناك قضايا تنظيمية مثل عزل عضوية 150 من الطلاب الخريجين وايقاف توصيلاتهم لفروع الحزب، لذلك أدعو المؤتمر أن لا يتعجل في إجازة التقرير الرئيسي بصورته الراهنة، لانه يعبر عن وجهة نظر تيار واحد.
* ما هي النتائج التي تتوقع أن يخرج بها المؤتمر؟
- المؤتمر الحالي هو لقاء احتفالي، فكل الوثائق أجيزت بالإجماع من قبل المؤتمرات التي عقدت منذ الخميس الماضي خلال اجتماع اللجنة المركزية، وحتى منصب السكرتير العام للحزب تم اختياره.
* من هو؟
- دار صراع وخلاف كبير حول اختيار السكرتير العام وذلك لوجود أكثر من مرشح للمنصب، نتيجة لبروز ثلاث تيارات داخل الحزب، وبالتالي وجود ثلاث مرشحين، بينما ترشح لعضوية اللجنة المركزية ما يقارب الـ 150 عضوا، والعدد المطلوب هو 33 عضوا، وقامت لجنة من عقلاء الحزب، وطلبت من الاستاذ محمد إبراهيم نقد أن يتولى منصب السكرتارية لمدة عامين، وذلك لتجاوز مرحلة الانقسامات التي بدأت تظهر، واستجاب نقد لطلب هذه اللجنة وهو حاليا المرشح الوحيد للمنصب.
* اذن نقد هو السكرتير العام القادم؟
- نعم، لكن نقد غير مؤهل لقيادة الحزب وذلك بحكم السن، فرجل فوق السبعين تصبح قدراته الفكرية اقل مما كانت عليه في السابق، والماركسية تتطلب قائد متوقد الفكر.
* الم يعتذر بدعوى حالته الصحية أو التقدم في السن ؟
ــ حاول أن يعتذر، لكنه وافق للمحافظة على وحدة الحزب، بالرغم من أنه سئُل من قبل ما إذا كان سيترشح لمنصب السكرتير العام، فأجاب بلغة انجليزية (why not).
* صنف لنا هذه التيارات الثلاثة التي ذكرتها؟
- التيار اليميني التصفوي ويقوده الشفيع خضر، وهو المتمسك باختيار نقد سكرتيرا عاما للحزب، ثم تيار يدعي الوسطية الماركسية ويمثله السر بابو، وتيار الطبقة العاملة ويمثله سليمان حامد، والأخير يقف ضد ترشح نقد للمنصب.
* أين الحرس القديم ؟
- قدامى الشيوعيين والماركسيين الحقيقيين جميعهم في فروع الحزب بالخارج، وهم الجهة الوحيدة التي لها رأي مختلف عن خط الحزب الحالي، لكن القيادة عملت على إبعادهم عن المؤتمر بتغيير مواعيد انعقاد المؤتمر الخامس ثلاث مرات، فبعد أن حددت القيادة لمناديب الخارج 17 ديسمبر 2008 موعدا لانعقاد المؤتمر، قامت بتأجيله للأول من يناير 2009 ، وانتظروا كثيرا إلى أن رجعوا لدول المهجر دون انعقاد المؤتمر، وتم تمديده مرة أخرى للتاريخ الحالي، والمناديب الذين تم اختيارهم أولا لن يستطيعوا الحضور، وربما يحضر آخرون بديلا عنهم ، وشيوعيي الخارج هم تيار ماركسي قوي ومؤثر ، ولهم حرية أكبر وذلك لبعدهم عن قبضة القيادة بالداخل، وأتاح لهم وجودهم بالخارج وسائل متعددة للتعبير، واستفادوا من التكنولوجيا، وتطور الأحزاب الشيوعية في العالم، لذلك فهذا التيار مختلف عن شيوعيي الداخل.
* ماذا تقصد بقبضة القيادة بالداخل؟
- الحزب الشيوعي بالداخل فرض قبضة قوية على عضويته، مثلا القيادات في المديريات الأخرى ، أو المدن، او حتى المكاتب المركزية، هي قيادات معينة منذ العام 1970 ولم يتم انتخابها، والجهة الوحيدة التي يحق لها الانتخاب هي فرع الحزب، وحتى خلال فترة الديمقراطية عقب الانتفاضة لم تتَح الفرصة لانتخاب أي من القيادات، وبالتأكيد أي شخص مُعين لن يعمل ضد من قام بتعيينه ، ونتيجة لوجود فكر ديمقراطي داخل الحزب، قامت القيادة بفصل أي عضو أبدى مخالفة لوجه نظر القيادة، بدءًا من قيادة الحزب بمديرية الخرطوم التي ظلت على رأس الحزب منذ 1979 وحتى الانتفاضة، والتي تمت إقالتها لأنها تحركت في اتجاه مغاير لقيادة الحزب، وفضحت اللجنة المركزية بأنها وقفت ضد الانتفاضة وأصدرت توجيهات تقول للجماهير (دي ما انتفاضة) بل ومنعت عضويتها من المشاركة فيها، والدخول في عضوية التجمع النقابي بدعوى ان المظاهرات نُظمت لكشف الشيوعيين واعتقالهم.
* اذن أنت ترى أن الحزب الشيوعي انحرف عن مساره ومبادئه القائمة على الديمقراطية ونضال الجماهير والطبقة العاملة؟
- نعم .. والقيادة الحالية هي التي قادت الحزب لهذا الانحراف، وهي قيادة يمينية تصفوية، وطرحها الحالي يتنافى تماما مع مبادئ الماركسية ويقود الحزب نحو التصفية، وهذا ما يجعلنا متمسكين بالحزب كحزب شيوعي يهتم بقضايا الجماهير ونضالها.
وشعار الحزب الشيوعي الذي خرج به من المؤتمر الرابع "لنجعل من الحزب الشيوعي قوة جماهيرية كبرى" لكن الحزب قطع صلاته بالجماهير وقضاياها، وذلك لابتعاد برنامجه عن الماركسية ، والحزب منذ العام 1971 (شغال رزق اليوم باليوم).
* منذ متى بدأ هذا الانحراف ؟
- منذ العام 1968 أي بعد المؤتمر الرابع، ولذلك طالبنا في رسالتنا الموجهة للمؤتمر الخامس تقييم انقسام الحزب سنة 1970 لأنه كان البداية الفعلية للانحراف اليميني في داخل الحزب ، فهناك أعضاء يحملون أفكارا يمينية ووقفوا مع "عبد الخالق محجوب"، لكنهم في الحقيقة حنوا رأسهم للعاصفة، وهنالك عضوية خرجت مع معاوية "إبراهيم سورج" مع انها تحمل أفكارا ماركسية.
* هل تصنف التقارب بين الحزب الشيوعي والمؤتمر الوطني كأقصى درجات الانحراف؟
- الخلاف بين الحزب الشيوعي والمؤتمر الوطني كبير وقديم، لكن المدهش إنهما تلاقيا، وذلك نتيجة لأن الحزب سائر في اتجاه التصفوية اليمينية، والدليل أن هناك أحزابا يسارية في الساحة لا زال موقفها من المؤتمر الوطني هو نفس الموقف القديم من الإسلاميين، باختصار الحزب الشيوعي أصبح يعبر عن مصالح طبقة برجوازية يمكنها أن تتصالح مع اليمين بسهولة وتنسى مصالح الجماهير.
* أنت منحاز ومتعصب بشدة للطبقة العاملة !!
- الطبقة العاملة هي التي من أجلها جاء الحزب الشيوعي، لكن القيادة الحالية جعلت الحزب لا يعبر عن مصالح هذه الطبقة ، بل أصبح يعبر عن الطبقة البرجوازية والتي لا تختلف مصالحها عن مصالح الطبقة البرجوازية في الحزب الاسلامي أو غيره، ما أدى لغياب الحزب الشيوعي عن الشارع تماما وتحوله لحزب "البرجوازية الصغيرة" كما تُعرف فى الماركسية، وصار حزب أُسر وبيوت محددة .. الحزب فقد صفاته الشيوعية منذ أن بدأ يتقلص عدد العمال داخل اللجنة المركزية ويزداد عدد البرجوازيين المثقفين، فالحزب في السابق كان محافظا على توازن عدد العمال مع عدد المثقفين ، لكن بعد العام 1970 بدأ تيار الماركسية داخل الحزب في الانحسار.
* ألا يوجد ماركسيون في الحزب الشيوعي الآن!!
- هناك تيار ماركسي كبير داخل الحزب وذلك على مستوى القيادات والجماهير.
* لماذا لم يتدخلوا لإيقاف هذا الانحراف عن الماركسية؟
- تدخل هذا التيار كثيرا، وأبرز مواقفه المشهودة وضحت في لقاء محمد إبراهيم نقد في الساحة الشعبية بالديم عقب ظهوره العلني، فتصريحات نقد وحواراته وكتاباته التي كتبها خلال فترة اختفائه كانت كلها تعبر عن الاتجاه اليميني التصفوي في الحزب، لكنه عندما واجه الجماهير التي هتفت بنضال الحزب الشيوعي والطبقة العاملة، تيقن نقد أن هناك رجالا من الحرس القديم ما زالوا على مبادئ الفكرة الماركسية، وارتجل نقد مقولته الشهيرة وقال (نحن ما نطينا .. نحن ما زلنا ماركسيين).
* نرجع لموضوع عضويتك في الحزب الشيوعي .. هل هذه أول مرة تسمع فيها بأنك مفصول من عضوية الحزب؟
- لا .. ليست هي المرة الأولى التي اسمع فيها أنني مفصول، فالإشاعة السابقة كانت إبان مؤتمر المديرية الذي عُقد في 2006 بالخرطوم حيث كتبت مقالا في صحيفة (الأضواء) انتقد فيه كيفية انعقاد المؤتمر وما دار فيه ، وأصدرت مدينة بحري بيانا أنكرت فيه عضويتي للحزب، مما اضطر صحيفة (الأيام) لأن تسأل يوسف حسين الناطق الرسمي باسم الحزب حول عضويتي، والذي نفى علمه بأن قرارا قد صدر بفصلي ، وأن بشرى الصائم ما زال عضوا في الحزب.
* ما الداعي للحزب أن ينفي انتسابك له؟
- إنكار العضوية في تاريخ الحزب الشيوعي ليست بالغريبة، ومن قبل أنكر الحزب عضوية شوقي محمد علي ، الطالب في معهد المعلمين في القضية الشهيرة المرتبطة بأحداث حل الحزب الشيوعي سنة 1965، وفي العام 1978 اُنكرت عضوية محمد عبد الرحمن شقل في افتتاحية جريدة الميدان الناطقة باسم الحزب، والإنكار في هذه المرة يجئ من شخص يرغب في حجب رسالتي من الوصول الى المؤتمر بقصد التشويش على عضوية المؤتمر والرأي العام، وللمصادفة أن نفس الشخص الذي أنكر عضويتي ، هو نفسه من قام بحجب الورقة المقدمة من محمد إبراهيم عبده كبج في مؤتمر سنة 1970 وادعى ضياعها ، وفي كل الحالتين الهدف هو منع وصول الرسالة.
* هل من الممكن أن يتم فصل العضو دون إخطاره؟
- سليمان حامد هو المسؤول التنظيمي للحزب الشيوعي، ويعرف جيدا لائحة الحزب ، وأسس الفصل فيها ومراحله، كونه مسؤول عن تطبيق لائحة الحزب، والمراحل التي يتم بها الفصل، وإخطار العضو من اول هذه المراحل.
* ما هي مراحل الفصل؟
- تبدأ بتحديد تهمة للعضو يتم تسليمها لفرع الحزب الذي يقوم بالتحقيق في الاتهام الموجه له، وإذا وجد أنها ترتقي للتهمة يتم تشكيل لجنة لمحاسبته، والتي بدورها تقوم بالتوصية بنوع العقوبة، وفرع الحزب هو الذي يؤيد أو يرفض أو يعدل هذه التوصية ، وبعد أن يتخذ القرار يرفعه لقيادة الحزب التي ما عليها إلا تطبيق القرار، وتقوم بإعلانه ، ثم تعطي العضو الحق في الاستئناف أمام المؤتمر العام، وبما أن سليمان حامد يدعي أنني مفصول، أقول له إن الهيئات الحزبية موجودة، بدءا من فرع الحزب، وقياداته ، وإذا وجدت أي جهة قامت بتطبيق هذه اللائحة فأنا سأقبل الفصل.
* لماذا انت متمسك بحزب يقول إنك مفصول، وتختلف معه فكريا وتنظيميا؟.
- أصررنا على وجودنا داخل هذه المؤسسة وأن لا ننقسم أو نكوّن مركزا آخر، رغم أنني دُعيت للخروج من الحزب من قبل قياداته (ده حزبنا وكان ما عاجبك أمشي سوي ليك حزب تاني)، ووجودنا داخل الحزب هو السبيل الوحيد لمنعه من التفكك والانجراف نحو هاوية اليمين.
* لكنك تنقل خلافاتك مع الحزب الى الإعلام والصحف؟
- كتاباتي عبر الصحف هي أولا امتثالا لتوجيهات قيادة الحزب ممثلة في يوسف حسين الذي وجهنا للكتابة وإبداء الرأي في مختلف وسائل الإعلام والصحف، وثانيا لأن بعض المساهمات التى قدمناها للحزب تم رفضها وإرجاعها، لذلك وجدت طريقها للصحف.
* أخيرا هل ستذهب الى مكان إقامة المؤتمر؟
- نعم سأذهب لأوصل رسالتي لعضوية المؤتمر حتى تحكم ضميرها الشيوعي وتمارس الديمقراطية وتتيح الفرصة لمناقشة القضايا الغائبة.

Tuesday, September 23, 2008

المواطنون تحت رحمة الانقطاع العشوائي للكهرباء

http://alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/ContentID/16467/Default.aspx

الخرطوم: محمد كشان
استبشر المواطنون خيرا بعد اعلان الهيئة القومية للكهرباء استقرار امداد التيار الكهربائى، وعدم وجود قطوعات نهائيا خلال شهر رمضان الحالي، لكن وقبل أن يمضي علي بداية الشهر الكريم ساعات حتى تفاجأ الناس بتضاعف القطوعات وبصورة متكررة وعشوائية حسب افادات المواطنين الذين استطلعتهم (الأحداث) خلال جولة لها في بعض أحياء العاصمة.
وحسب ما جاء في الافادات فأن قطوعات الكهرباء لم تستثني أحدا، وحتي في المناطق التي شهدت استقرارا نسبيا في امداد الكهرباء، كانت القطوعات مبرمجة ليوم في الاسبوع وفي بعض المناطق يومان، تغيب عنها الكهرباء منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة بعد الظهر.
وكان المدير العام للهيئة القومية للكهرباء المهندس مكاوى محمد عوض بشر المواطنين باستقرار التيار الكهربائي طيلة شهر رمضان، مناشدا المؤسسات الحكومية بترشيد الاستهلاك خلال ساعات العمل الرسمية.
لكن الأستطلاعات التي أجرتها (الأحداث) أكدت على وجود قطوعات مبرمجة وغير مبرمجة (عشوائية) ، وخلال فترات مختلفة ليلاً ونهارا، الأمر الذي دفع بعدد من المواطنين للتفكير بجدية في الاستغناء عن خدمات الهيئة القومية للكهرباء والاعتماد عي المولدات الكهربائية، خاصة ان المواطن في كل الحالات يدفع لشراء الكهرباء او المولدات.
وطالت القطوعات المتكررة والمتذبذبة أحياء ام درمان والثورات والعباسية وسوق ام درمان والسوق الشعبي والفتيحاب والمربعات، وفي الخرطوم والخرطوم بحري وأحياء الكلاكلات والشجرة والعزوزاب والحلة الجديدة وجبرة والصحافة والحاج يوسف.
واشتكي المواطنون في هذه الاحياء بانهم أصبحوا (تحت رحمة) ادارة الكهرباء، فلا يستطيع احد ان يبدأ عمل ما، أو مشاهدة التلفاز أو غيره دون ان يضع في حسابه انقطاع التيار الكهرباء في اى لحظة.
وحتي نحن في هذه الصحيفة وغيرها من الصحف والمؤسسات التي تعتمد في عملها على أجهزة الكمبيوتر نتأثر كثيرا بقطوعات الكهرباء، ولولا امتلاك هذه المؤسسات لمولدات كهربائية لتعطل عملها تماما، لكن الضرر يلحق بأجهزة الكمبيوتر جراء هذه القطوعات المتكررة والعشوائية، وعند عودة التيار الكهربائي كثيرا ما نفاجأ بضياع نظام التشغيل، وبالتالي ضياع كل ما يحتويه جهاز الكمبيوتر من ملفات وصور ومواد ارشيفية يرجع تأريخها لسنوات، وتضيع في ثانية من الزمن.
قطوعات عشوائية
يؤكد الاستاذ أحمد بشير أحمد (للأحداث) وهو محامي يسكن أم بدة الحارة الثانية انه بالفعل أشترى مولدا كهربائيا منذ بداية هذا الشهر ولم يعد يُعير الكهرباء العامة اهتماما سواء ان (جات ولا ما جات) وحسب تعبيره (كهربتو بقت في يدو). ولم ينكر أحمد استخدامه للكهرباء العامة، لكنه قال انه يعتمد كثيرا على كهرباء مُولده الخاص به، وآخر مرة اشتري كهرباء الدفع المقدم كانت قبل شهر ونصف.
اما المهندس وليد عبدالله محمد وهو من سكان بري فقال ان قطوعات الكهرباء أصبحت يومية وبصورة مزعجة وتدفع بالمواطن الى السب واللعن في هذا الشهر الكريم، والثلاثاء الماضي انقطع التيار الكهربائي عن منطقة سكنه منذ الساعة العاشرة صباحا ولم يُعد حتى الساعة الرابعة بعد الظهر، لينقطع بعد نصف ساعة فقط ليعود بعد 3 ساعات، وفي اليوم التالي انقطع الامداد الكهربائي ايضا في الفترة المسائية لمدة تجاوزت الساعتين.
ويحكي وليد انه ذهب الثلاثاء نفسه لتلبية دعوة للافطار في الكلاكلة القبة، حيث تكثر دعوات الافطار في هذا الشهر المعظم، ويضيف وليد ما أن حانت ساعة الافطار وبدأ الموجودين بتناول حبات التمر حتي انقطع التيار عن المنطقة باكملها، ولم يرجع حتي صلاة التروايح.
اما في منطقة الكلاكلة أبوآدم فهناك وجه آخر للمعاناة، فهذه الكلاكلة تعاني من القطوعات المستمرة للكهرباء طيلة حولين كاملين، وحسب المواطن مرتضى ابراهيم فان المنطقة ظلت طيلة العامين الماضيين تعاني من قطوعات مستمرة للكهرباء، وازدادت هذه القطوعات خلال شهر رمضان الحالي، وينقطع التيار الكهربائي منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الخامسة أو السادسة بعد الظهر !!. وأحيانا يتم القطع في أثناء ساعات الليل ويطال الانقطاع المدراس والمراكز الصحية والمساجد وبالطبع البيوت السكنية.
كهرباء الجحيم
أما في منطقة ام بدة فقطوعات الكهرباء تجاوزت حدا لا يطاق حسب تصريحات الأهالي الذين استطلعتهم (الأحداث). وقالت علوية جار النبي وهي معلمة في مرحلة الأساس ان قطوعات الكهرباء في منطقتها (الحارة الأولي) اصبحت كابوسا مرعبا ومزعجا أحال حياتها هي وابنها الي "حجيم" . وتضيف علوية انها لم تعد قادرة علي الثقة في مؤسسة حيوية وهامة كالهيئة العامة للكهرباء، فأبنها مصاب بامراض الربو الشعبي (الأزمة) والسكري، ولا يستطيع ان يعيش من غير تهوية جيدة، والادوية التي يستعملها لا تستطيع أن تصمد امام لهيب هذا الصيف الحار، هذا غير فساد الأطعمة واللحوم، وتوقف الثلاجات نتيجة لتذبذب التيار الكهربائي وانقطاعه وعودته لاكثر بصورة مزعجة ومتكررة، ما زاد من الأعباء المعيشية لهذه الاسرة من طبخ وشراء للخضروات بشكل يومي.
العترة بتصلح المشية
المواطن محمد دهب وهو صاحب ثلاجة فواكه بالسوق الشعبي أم درمان فقال انه أسس منذ شهرين ثلاجة حديثة لحفظ الفواكه بمواصفات عالمية، ولم يضع في حسبانه هذا الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وبلغت خسارته الاسبوع الماضي 5 مليون جنيه، عبارة عن فواكه لا تحتمل انقطاع الكهرباء، وجدت طريقها الي الزبالة، ما تسبب في هذه الخسارة، ولكن دهب يقول (العترة بتصلح المشية)، واشتري دهب مولدا كهربائيا بمبلغ 4 مليون جنيه، هذا غير ما ينفقه على المُولد يوميا من الوقود.
ويرى بعض المواطنين في أحياء الخرطوم الشعبية ان الهيئة القومية للكهرباء تمايز بينهم وآخرين في الامداد الكهربائي، وبينما تشهد بعض أحياء الخرطوم استقرارا نسبيا في الامداد، تعاني مناطق اخري من القطوعات المتكررة واليومية، بالرغم من ان المناطق الشعبية كالفتيحاب والحاج يوسف وام بدة تستهلك معدلا اقل من الكهرباء، وحسب استبيان عشوائي قامت به (الأحداث) بين كل 10 أُسر في منطقة الفتيحاب مربع 3، توجد أُسرتان فقط تستخدم مكيفات الهواء، و4 أُسر تستخدم المكواة الكهربائية بشكل يومي، بينما ارتفعت النسبة الي 100% في حي الرياض الراقي وسط الخرطوم.

حقوق الانسان أولاً
يصف الناشط في حقوق الانسان د.محمد حمزة ما تقوم به الهيئة القومية للكهرباء من قطوعات متكررة ومزعجة وعشوائية بانه امتهان لكرامة الانسان وادميته، ويطالب حمزة هيئة الكهرباء باحترام الانسان السوداني وانتهاج طريقة حضارية، اما بتوفير الكهرباء، أو ابلاغه عبر الصحف اليومية بوجود قطوعات مبرمجة حتي يهيئ نفسه لهذه القطوعات أو يبحث عن بديل للكهرباء العامة، ويتفق حمزة مع القطوعات المبررة للتيار الكهربائي والتي تتسبب فيها عوامل الطبيعة والأمطار، وان كان هذا يدل علي قصور في البنية التحتية للتنمية المتمثلة في تشييد خطوط وابراج كهرباء تتحمل الظروف الطبيعية.
ويشير حمزة الى ان الكهرباء من الخدمات التى يجب ان تقدمها الدولة لشعبها، واذا لم تستطع دولة ما تقديم خدمة أساسية كالكهرباء، فتدخل في تصنيف الدول الفاشلة، وهي الدولة الغير قادرة علي توفير الحماية والرفاهية لشعبها.
المُولدات .. الحل المؤقت
اتجهت عدد من المؤسسات والمستشفيات والمراكز التجارية والمدارس لامتلاك مُولد كهربائي ذو طاقة تشغيلية عالية تغطي حاجة المؤسسة من الاستهلاك اليومي للكهرباء أثناء انقطاعها، وكانت ظاهرة المُولدات تنتشر فقط في المجمعات والوحدات السكنية الراقية، والشركات الكبيرة ، لكنها وجدت طريقها لاحياء المدن الشعبية وأسواقها، وذلك لانخفاض أسعارها ، ودخول المولدات الصينية الي سوق المنافسة، وأصبح في مقدور الأسر متوسطة الدخل اقتناء مُولد كهربائي (جنريتر) بأقل تكلفة، وبات من الشائع سماع أصوات هذه المُولدات وهي تدور في الاحياء والاسواق الشعبية والطرفية.
يقول علي بابكر يوسف مدير أعمال محمد الصادق الشريف المليح لتجارة مُولدات الكهرباء في ام درمان، أن دخول المُولدات الصينية الي الأسواق أسهم كثيرا في خفض أسعارها، وجعل الناس تُقبل على شرائها خاصة بعد القطوعات المتواصلة هذه الايام ، ويوجد نوعان من هذه المُولدات، الأول ذات تبريد هوائي ، والآخر تبريد مائي، ويصل سعر المُولد الصغير (6 حصان) الي 200 الف جنيه (بالقديم). ويشير علي بابكر الى ان هذا النوع من المُولدات يستطيع ان يعمل لـ 6 ساعات متواصلة، ويمكنه تشغيل لمبات الاضاءة والمرواح وثلاجة صغيرة ، اما المولد سعة 8 حصان فيمكنه تشغيل ثلاجة وتلفزيون ومكيف ماء صغير ويصل سعره الي حوالي 600 الف، ويشير بابكر الي أن هذا النوع من المولدات يمكن أن يُوضع علي البلكونة أو خارج الغرفة دون أن يسمع له صوت.
وعن زبائنه يقول بابكر ان معظمهم من مناطق الاسواق في الخرطوم وأم درمان، والريف الشمالي والجموعية، ويلاحظ علي بابكر اقبال مواطنين من العاصمة لشراء المولدات الصغيرة، لأن سعرها قليل واسبيراتها متوفرة وأعطالها قليلة، ويحتاج فقط للمتابعة وعدم استخدامه لساعات طوال بصورة متواصلة.
اما عادل عبدالله من أعمال البرعي لبيع الاسبيرات والمُولدات فيقول ان معظم المؤسسات الصغيرة والعمارات السكنية اتجهت اخيرا لشراء المُولدات الكبيرة كاتمة الصوت، ويستطيع هذا النوع ان يغطي كافة الاستخدامات اليومية للكهرباء وأسعاره في متناول الجميع.
وعن المولدات الصغيرة يقول عادل ان المُولد يستهلك 1 جالون وقود ليعمل فترة 6 ساعات متواصلة خلال اليوم، لكن يُفضل عادل تشغيله بين 4 – 6 ساعات متواصلة، مع الصيانة الدورية لحمايته من الأعطال والتوقف، اما مولد التبريد المائي فيعمل بكفاءة طيلة 24 ساعة ويستطيع ان يغطي كل حاجة المنزل من الاستهلاك الكهربائي ومن عيوبه علو الصوت.
كهرباء صديقة للبيئة
لكن خبير بيئي استطلعته (الأحداث) عن تأثير استخدام المُولدات علي البيئة قال ان الدخان والحرارة المتصاعدة من هذه المُولدات يمكن ان تتسبب في ظاهرة احتباس حراري اذا لجأ كل الناس الي استعمال المُولدات بصورة يومية ، واشار الهادي نور الدين الى ان هناك بعض الحلول ابتكرها الناس للتقليل من انبعاثات الغازات والدخان تتمثل في ابعاد المُولد عن موقع السكن ، او تغطية العادم لمنع الدخان، أو وضعه داخل حفرة علي الأرض لتقليل الصوت ومنع انتشار الدخان.
وينادي الهادي بأهمية توفير الطاقة الكهربائية من مساقط المياه والسدود باعتبارها كهرباء آمنة ونظيفة، عكس الكهرباء التي يتم توليدها من محطات الديزل الحرارية الكبيرة.
هروب صغار المستثمرين
يبين مسلسل قطوعات الكهرباء وجها آخر للمأساة يحكيها لنا هنا مستثمر مصري اسمه لطفي، وهذا المستثمر جاء الي السودان بعد ان سمع بأن (ربنا فتحها علي السودانيين) ولكنه فوجئ بآخرون يحولون بينهم، وهذا الفتح الكريم.
أنشأ لطفي مصنعا صغيرا لتقطيع الرخام ومعالجته، ويقع هذا المصنع في منطقة سوبا بالخرطوم، وكان لزاما عليه استخدام الكهرباء العامة، لان معدات تقطيع الرخام تستهلك قدرا أعلي من الكهرباء، لكن قطوعات الكهرباء المتكررة أفلست شقيقنا المصري لطفي، ويفكر الان بالبحث عن مكان آخر لينقل له المصنع أو مغادرة السودان لانه كما يقول "في مصر كل دقيقة بثمنها" ولا يستطيع ان يهدر مزيدا من الوقت علي السراب !!.
ومعلوم ان الكهرباء واستقرارها تعد مؤشرا قويا من مؤشرات التنمية والجذب الاستثماري، ويعول القطاع الصناعي كثيرا علي دخول كهرباء سد مروي للشبكة القومية بحلول أكتوبر 2008 ، اذ ان مشروع كهرباء سد مروي سينتج 1200 ميقاواط ، وبحلول 2012 سيتضاعف انتاج مشروع كهرباء الروصيرص الي مقدار 50% من الطاقة المُنتجة حاليا بعد الانتهاء من مشروع تعلية الخزان ، ولكن حتي تلك السنوات ما هي الحلول المناسبة التي ستتبعها الهيئة القومية لكهرباء لسد العجز في التوليد، وتلافي أعطال الخطوط الناقلة للكهرباء !!؟ هل ستفتح الدولة باب الاستثمار في الكهرباء وفك احتكارها، أم ان الكهرباء خط ضغط عالي غير قابل للتفاوض وطرحه للشركات المستثمرة !!؟ ، لماذا لا تكون هناك أكثر من شركة كهرباء مثلما هناك أكثر من شركة اتصالات، وأكثر من شركة نفط !!؟ ولماذا لا تفعل الحكومة مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسودان الذى أعلنته مصر ضمن مشروع استثمار الطاقة بين دول حوض النيل !!
الشكية لغير الله مزلة
قابلت الأثنين الماضي عند مدخل هذه الصحيفة مواطنا سودانيا جاء يشتكي من القطوعات المتكررة للكهرباء وقال لى (الكهرباء دي نحن بنشتريها بقروشنا وبرضو ما لاقينها) .. هذا المواطن يمتلك ورشة حدادة في منطقة حلة كوكو وحسب قوله ان تذبذب امداد التيار الكهربائي وانقطاعه تسبب في خسارة فادحة وتحول هذا المواطن الصالح الي عاطل في فترات النهار ، وعامل في الليل، اذ يبدأ عمله بالورشة من الساعة 12 ليلا وحتى الساعات الأولي من الصباح ، بعد أن يضمن استقرار التيار الكهربائي، قال لي هذا المواطن: (يعني نحن نشتكي لي منو) فقلت له: الشكية لغير الله مزلة، واذا أردت أن تزل نفسك فاذهب واشتكي، ربما تجد اذانا صاغية، وربما لا .. المهم اذهب واشتكي .. الحكومة يشتكونها في المحامي العام، أو ربما المحكمة الدستورية .. المهم أذهب ولا تيأس، قال لي (انا جيت أشتكي لجريدتكم دي) .. قلت له هذا ليس محل شكاوى، لكن لا عليك ، انا وانت سنشتكي ، اذهب انت واشتكي أولا ربما تجد لك اذانا صاغية !!.

مسجد فاروق .. عمارة المملوكيين والفاطميين في السودان

http://alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/ContentID/16465/Default.aspx

محمد كشان

يُعد مسجد فاروق ، الذي تغيّر اسمه الى مسجد أرباب العقائد، من أروع نماذج العمارة الاسلامية في السودان، ويرجع تاريخه الى أربعينات القرن الماضي، حين أعاد الملك فاروق ، آخر ملوك مصر، بناءه في مكان مسجد وخلوة الشيخ أرباب العقائد، أشهر رجال الدين والفقه في فترة ما قبل المهدية، ومر مسجد أرباب العقائد بمراحل متعددة منذ أن كان خلوة صغيرة، الى أن صار تحفة معمارية رائعة يندر وجودها بين مساجد السودان.
وكان المسجد مبنيا في فترته الأولي من القش والطين والبوص، وعند دخول الامام المهدي الخرطوم ، صلى أول جمعة له بالخرطوم بمسجد أرباب العقائد، وبعد ان انتقل المهدي الى أم درمان، أُعيد بناء المسجد مرة اخرى، وتمت توسعته بعد ذلك على يد خورشيد بك باشا ، ولكن يرجع تاريخ عمارة المسجد في شكله الحالي الى عهد الملك فاروق ، ملك مصر والسودان آنذاك ، وأمر فاروق ببناء مسجد في الخرطوم بالقرب من الكنيسة التي لا زالت موجودة الى يومنا هذا ، وبدأت أعمال البناء فيه سنة 1946، بواسطة عمال ومهندسين مصريين، الى أن أُفتتح رسميا في سنة 1953 بحضور وزير الأوقاف المصرية الشيخ أحمد حسن الباقوري.
يقول د.خالد محمد يسن وهو من أبناء الخوجلاب، وجلهم من تلاميذ ومريدي الشيخ أرباب العقائد، أنه في حوالي عام 1691 عبر أرباب العقائد النهر من جزيرة توتي الى الغابة الواقعة بين النيلين الأزرق والأبيض (منطقة المقرن الحالية) حيث بنى مسجدا ومنزلاً، وتوافد عليه الطلاب والمريدون حتى بلغ طلاب خلوته الألف طالب ومعظمهم من أبناء التكارير والبرقو.
ويشير د. خالد أن المسجد تعرض للهدم على يد الدفتردار عند مجيئه على رأس حملته الانتقامية، وقُتل حفيد أرباب العقائد ، الشيخ عثمان بك الفكي ، خليفة المسجد آنذاك، وتفرق المريدون الذين كانوا يأتون للمسجد والخلوة، وفيما بعد أمر اسماعيل باشا بترميمه.
تأهيل المسجد
تعتزم هيئة الأوقاف الاسلامية بولاية الخرطوم صيانة مسجد أرباب العقائد وتوسعته وفق أحدث النظم الانشائية بتكلفة تبلغ أكثر من مليار جنيه. وقال المهندس عبدالرحمن محمد شريف، المُشرف على صيانة المسجد أن أعمال الصيانة والتأهيل تشمل توسعته بتقليص المساحات الخضراء، واضافة مظلات متحركة ، وتغطية الساحات الأرضية الخارجية بالرخام.
ويشير المهندس عبدالرحمن الى أن المسجد يسع 800 – 850 مُصلي، وهذا ما دعا الي التفكير في أعمال التوسعة والصيانة، وتم تكوين لجنة لذلك برئاسة الدار الاستشارية وعضوية هيئة الأوقاف الاسلامية، وهيئة الآثار، بغرض المراجعة المعمارية والصيانة لحمايته من التشقق والتآكل، ويشير عبدالرحمن الى تأثر بعض الزخارف الداخلية بعمليات الغسل بالماء، وتدرس اللجنة اعادتها الى ماكانت عليه بنفس طرازها للحفاظ على قيمتها الاثرية.
كما تشمل أعمال الصيانة إزالة بعض الحمامات داخل صحن المسجد، وانشاء مكتب للجنة المسجد محلها ، وترقية الوضايات، وتركيب نجفات جديدة للاضاءة يجري جلبها هي والمظلات من تركيا.
وعن النمط المعماري لمسجد أرباب العقائد يقول المهندس عبدالرحمن انه مزيج مابين حضارة الدولة الفاطمية والطراز الأندلسي في بناء المساجد، اما الزخارف المنحوتة على أعمدته فتمت بطريقة يدوية، وحوائطه بُنيت من الحجر الصناعي الذي يدخل في تركيبته (السيخ) والحصي والرمل والأسمنت، وحوائطه الرخامية زُخرفت بطريقة النحت بالماء.
تماذج الحضارات
يشير استاذ وخبير المعمار د.هاشم الخليفة الى أن روعة وجمال عمارة مسجد أرباب العقائد تتمثل في صغر حجمه وبساطته، وبنائه من الداخل بالحجر الرملي، وحجر الجرانيت على الأعمدة، ويتميز الحجر الرملي المُستخدم في البناء بالبساطة، وخلوه من التموجات التي تشتهر بها الأحجار الرملية، ما أعطى خلفية صافية للخطوط والنقوش المحفورة على الحوائط.
ويضيف الخليفة أن مسجد فاروق اشتهر بأجمل أنواع المشربية في السودان، وهي من العناصر التي ترجع الى عمارة المملوكيين والعثمانيين ، كذلك أبواب المسجد مطعمة بقطع من النحاس ، وأروع مافي المسجد تلك الفوانيس المتدلية على مداخله وهي من عناصر عمارة الفاطميين الاسلامية في القاهرة.
ويرى الخليفة أن المعالجة المعمارية لمسجد فاروق ارتبطت بعلاقة فلسفية قوية مع تهيئة الانسان للعبادة والتقرب الى الله، فالمعمار في مسجد أرباب العقائد يتميز بالهدوء والتناسق، دون أن تشغلك الزخرفة أو الخطوط المنقوشة على حوائطه عن العبادة، وخاصة في محراب المسجد الذي صُمم بطريقة جمالية وفلسفية تهيئ الفرد للتعبد والتأمل.
ويشير د.هاشم أن عمارة المسجد أظهرت من جانب آخر قيمة المنافسة والمساجلة بين الأنجليز والمصريين، فبينما بنى الانجليز كنيسة القصر بالحجر الرملي، بنى المصريون جامع فاروق بنفس الحجر، وكان المُستفيد من هذا التنافس السودانيون.
ونادي د.هاشم الى التعامل برفق مع مسجد فاروق كأثر معماري رائع، وذلك بعدم تشييد مباني أمامه بحجة التوسعة، والاستعاضة عن ذلك بتوسعة مؤقتة ، كعمل شماسي في الخارج تطوى بعد انتهاء الصلاة ، واشاد الخليفة بالمستوى المتقدم في اضاءة المساجد بالخرطوم.
وكانت المساجد في السابق تضاء بالعناقيد والمصابيح الملونة، ما يقلل من قيمتها الروحية، وأصبحت تضاء الآن بما يسمى بالإضاءة الفيضية (Flood Light) وهي كشافات توضع تحت المبنى وتجعل المسجد كأنه يسبح في نور من الضياء، ونفذ هذا النوع من الاضاءة بنجاح في مسجد الشهيد وقاعة الصداقة.
وأكد د.هاشم على أهمية صيانة المساجد الأثرية بطريقة علمية لا تغير من عمارتها الاصلية، وأن لا تُزال كما أُزيل مسجد أم درمان العتيق، والمحافظة عليها خاصة مسجد فاروق باعتباره ثراث معماري عريق وهدية رائعة من المصريين للسودانيين.

Saturday, September 6, 2008

صناعة الفخار في ام درمان تواجه خطر الإندثار


تشهد صناعة الفخار (الخزف) في أم درمان عصرا جديدا ومهما ، بعد ان أصبح عنصرا اساسيا من عناصر الديكور المنزلي، وتطور أشكاله واستخداماته على يد فنانين وحرفيين مهرة لا يتوقفون عن تصميمه على شكل قطع خزفية ذات ألوان ونقوش جذابة تجمع بين أصالة الماضي وروعة الحاضر، لكن من جانب آخر تواجه هذه الحرفة خطر الاندثار والزوال بسبب عوامل اقتصادية تتعلق بصناعته، واتجاه الناس لاستخدام بدائل أخري للفخار.
أم درمان .. عاصمة الفخار
اذا أردت شراء زير لحفظ الماء وتبريده فاذهب الي قماير ام درمان .. واذا رغبت في اقتناء آنية لتضع عليها زهرة قاردينيا أو وردة جهنمية، ففي أم درمان تُصنع أجود أنواع المزهريات و(الأصايص) متعددة الأحجام والأشكال والألوان، ولا تقتصر صناعة الفخار في أم درمان على الاستخدامات الجمالية فقط، بل تتعدى ذلك الى تلبية حاجات الانسان المادية اليومية، فتجد في اسواق الفخار الأمدرماني صناعة (الجبنات) و (المباخر) وأقداح الطعام وبالطبع الأزيار.
وتعد صناعة الفخار وتزيينه من أقدم فنون العالم التقليدية التى لازمت مجتمعاته وحضاراته القديمة والحديثة على امتداد التاريخ، اضافة كونه مؤشرا قويا في دراسة هذه الحضارات.
وام درمان اشتهرت كواحدة من عواصم الفخار التقليدي في العالم، ووُجد فيها الفخار منذ فترة العصر الحجري الحديث، وتطور مع نشؤ حضارات كرمة ونبتة ومروي، التى عرفت صناعته وصقله وتزيينه، واشتهرت الأخيرة منها بالخزف المروي.
وعُرفت الأحياء الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل والنيل الأبيض في مدينة ام درمان بصناعة الفخار التقليدي، من الفتيحاب جنوبا وحتى الريف الشمالي شمالاً (الشهيناب).
ويرجع الفضل في تطور عمل الفخار في تلك المنطقة الى أجيال متعاقبة من الفخاريين نذكر منهم آل قباني وعبد القادر بشير وشعبان محمد سعيد وغيرهم، ويمارس احفادهم الى الآن هذه الصنعة بعد ان توسعت واصبح الفخار من المقتنيات التي لا يخلو منزل منه.
وتتركز حاليا صناعته في القماير، وبعض مناطق أم درمان القديمة، وتنتشر في أحياء العباسية والموردة وبيت المال مشاغل صغيرة للفخار ارتبطت بمشاتل الزهور والحدائق.
يقول التجاني موسى وهو صاحب ورشة "الزهور والورد" لصناعة الفخار بالقماير ان هذه الحرفة نشأت مع بدايات تاريخ ام درمان القديم، وتطورت إلى ان وصلت إلى ما هي عليه الآن، ومن اوائل الذين اشتغلوا بها قبائل "التاما" و"القِمر" من غرب السودان ، وقبائل شمال السودان ووسطه ، وكانوا يصنعون منه الأواني والحلل والأزيار والأقداح، إلى ان جاءت طريقة عمل الفخار القناوي من صعيد مصر ، وتحوّل معظم الصنايعية الي عمل الأزيار القناوية واندثرت شيئا فشيئا الأزيار "التاموية" القديمة التي تتميز بحجمها الكبير.
والأزيار القناوية أصلها من مصر ، دخلت الي السودان في فترة الاستعمار المصري التركي، بعد ان تم جلب عمال مصريين متخصصون في صناعة أزيار القطارات ذات الشكل الأسطواني المدور ، واستقروا في منطقة ابي روف الحالية وشيئا فشيئا ازدهرت صناعة الأزيار المصرية في السودان وامتدت الي كل المدن عبر السكة حديد، وكانت بيوت أفندية وموظفي السكة حديد في تلك الفترة تتميز بأزيار الصعيد المصري، من عطبرة شمالا ، وحتي واو جنوبا .. ونيالا وبابنوسة في الغرب .. وبورتسودان في الشرق، وأصبحت تنافس الزير التاماوي الأفريقي ذو الحجم الكبير. ورغم ان صُناع الفخار حاولوا المحافظة على شكله التقليدية ، الا ان الأزيا القناوية المصرية لاقت شهرةً واسعة على امتداد البلاد.
سودنة الفخار
يحكي لنا التجاني ان المرحلة التالية كانت حاسمة في صناعة الفخار في السودان، بعد ان أُدخل تدريسه في مدرسة الصناعة بام درمان ، وظهر في تلك الفترة صناع مهرة أمثال المعلم عبد القادر بشير وهو من اوائل الذين اشتغلوا في عمل الفخار ، وآخرون منهم حسن آدم والأمين عبد العزيز وشعبان محمد السيد، إلى أن تم وقف استيراد الأزيار القناوية من مصر، واصبحت هناك صناعة فخار سودانية تعتمد علي الصانع المحلي، وتطورت هذه الحرفة الي ما نراه الان من أعمال فخارية متنوعة.
وعن تاريخ صناعة الفخار يقول التجاني ان صناعة الفخار بدأت في بيت المال ، ثم انتقلت إلى أبي روف حتى وصلت إلى منطقة القماير الحالية، وانتقالها جاء نتيجة للتطور العمراني الحديث، اذ ان الفخار يعتمد على عملية الحرق التقليدي ، وهذا ما يسبب ضيقا للمواطنين القاطنين بجوار افران الحرق.
وتتميز منطقة ام درمان بالطين الجيد الموجود على ضفاف نهر النيل، ويتم خلطه بتراب من جبل طورية جنوب ام درمان، ويستخدم بعض صانعي الفخار تراب مروي وجبال النوبة، وهي أجود أنواع التربة اللازمة لصناعته.
ويشارك التجاني معارض الفخار والزهور المحلية، ويصنع بعض انواع الفخار للزوار الأجانب وغيرهم، وله تعاون مع طلاب كلية الفنون الجميلة والتطبيقية، ولا يطلب سوى الاعتراف بهذه المهنة وتنظيمها وتخصيص محلات ثابتة لها يؤمها الزوار والسياح.
تراجع الاهتمام بالفخار
والشاهد ان صناعة الفخار حاليا تنحصر في عمل الأزيار والمزهريات والبلاصات والجبنات والمباخر، ويشكو التجار من تراجع اهتمام الناس بالفخار ويرجع ذلك للتطور الحضاري للسكان ، اذ استغني عدد كبير منهم عن استخدام الأزيار لوجود اقبال شديد من الثلاجات التي يفوق ادائها الأزيار، ولم تعد الناس تأكل في اقداح الفخار أو تشرب به، وانحصر استخداهم في تزيين المنازل والحدائق، وبعض الاستخدامات الأخري، وحتى مُبخر الفخار المعروف والشائع في كل البيوت، قل استخدامه لظهور مباخر تعمل بالكهرباء، وتُصنع من خامات متعددة ومتنوعة تتحمل ظروف الطبيعة وسؤ الاستخدام.
وعمل بعض الصناع على مواكبة التطور واحتياجات الناس بتطوير هذه الصناعة التقليدية كأسرة عبد الكريم القباني وامين القباني الذين قاموا بادخال الطوب الحراري والمزايكو والمارسيليا، وهي بالطبع صناعات تحتاج لتمويل كبير من المصارف ورجال الأعمال ويعجز صغار المصنعين عن الدخول في هذه المجالات.
وتعاني صناعة الفخار حاليا في ام درمان من مشاكل عدة منها الطريقة التقليدية للحرق باستعمال حطب الوقود، وعدم ملائمة الافران للمواصفات العالمية للحرق، وتوجد طرق اخري للحرق منها الكهربائي والغاز، لكنها ذات تلكفة عالية ولا تتناسب مع أسعار بيع الفخار.
الزير الأُمدرماني
داخل ورشة قباني للفخار عشرات من الصناع المهرة يعملون على تجهيز الطين وخلطه وتصفيته، ويقول العامل محمد اسحق ان اهم مرحلة في هذه الصناعة هي مرحلة تجهيز الطين وخلطه مع طين الآبار، ونوع آخر يُجلب من جبل طورية جنوب ام درمان.
يقوم اسحق بعمل زير علي الطريقة الأُمدرمانية، ويمر الزير علي ثلاث مراحل، فبعد ان يجهز الطين ويوضع على العجلة الدوارة، يقوم بعمل الجزء السفلي من الزير، ويضعه بعد ذلك تحت أشعة الشمس حتى يجف قليلا ، ثم يقوم بارجاعه الى العجلة ويضع عليه الجزء الثاني وهو الجزء العلوي للزير ذو الرقبة الاسطوانية، وبعد التحامهما معا ، وعمل اللمسات النهائية بمساعدة ادوات يستخدمها العامل، يوضع الزير ليجف تحت أشعة الشمس الحارقة ، وبعد ثلاثة ايام يُحرق في الفرن، والفرن عبارة عن حفرة داخل الأرض لها فتحة كبيرة لادخال الفخار، واخرى صغيرة لمرور الهواء.
خلال جولتنا في القماير وقفنا ايضا على صناعة المباخر التي تشتهر بها المنطقة ، ويقول بشير آدم انها ثلاثة أنواع أشهرها مُبخر العديل والزين ويتميز بنقوشه وزخرفته الجميلة والملونة، وهو خاص بالجرتق، ثم مُبخر البخور العادي وهو أقل حجما ويكون غير منقوش، ثم المبخر العادي وهو الأصغر ويستعمل في المنازل.وبعد ان يتم عمل هذه المباخر وحرقها، تُلمع وتُلون باللونين الأصفر والأحمر خاصة مُبخر الجرتق.
يقول نور الدين سعد المأمون وعيد الله مأمون اللذان يعملان في صناعة المزهريات والجبنات ، انهما ورثا هذه الصناعة عن آبائهما، وهما يعملان بها منذ فترة طويلة، وتزدهر هذه الصناعة خصوصاً في مواسم الأعياد، حيث يقبل الناس على شرائها للزينة واستعمالها ديكوراً للمنازل.
خزف الشقلة الشعبي
وللفخار في أم درمان وجه آخر قد لا يراه الكثيريين ربما لوقوع هذا الجزء من المدينة في أقصي جنوبها وبعيدا عن مركزها، وتقع هذه المنطقة علي ضفة النيل الأبيض جنوبا وبمحاذاة الفتيحاب وتسمي (بالشقلة عد أبوزيد) أو حي البرامة (نسبة الي بُرمة الفخار) وتسكن هذه المنطقة قبائل الدواليب والجعليين الذين وفدوا الي المكان عقب قيام الثورة المهدية حينما حل الامام المهدي بالفتيحاب.
وتقتصر صناعة الفخار في حي البرامة حاليا علي صناعة الأزيار، وتقول الحاجة أم جبارة أحمد انها توقفت عن عمل أشكال الفخار الاخري لتوقف الناس عن استعمالها ، ولكن البعض يأتي اليها طالبا عمل (دوراية) وهي اناء لتسخين اللبن ويعطيه نكهة مميزة، وتصنع ام جبارة بعض المباخر والأصايص لكن حسب الطلب.
وتشبه أزيار الشقلة الأزيار التاموية الكبيرة الا انها أقل حجما، وتطابق الي حد كبير أزيار غرب السودان المدورة. ويتم الحرق في الشقلة باستخدام افران واسعة تحفر علي سطح الأرض ويوضع الفخار عليها بعد ان يُغطي بالحطب وروث البهائم والأحجار والصفائح لزيادة درجة الحرارة ، وتوضع الأواني والأزيار المراد حرقها بطريقة معكوسة لضمان الحرق الجيد.
سلالة فخار الشهيناب
تقول الفنانة التشكيلية عوضية يسن تبيدي أن فخار الشقلة يدخل فيما يسمي بالخزف الشعبي، ويختلف عن فخار القماير في طريقة صنعه وتزيينه وحرقه ، اذ يدخل في صناعته روث البهائم الذي يساعد علي التماسك والحرق ، بعد خلطه مع طين القرير والتراب الأحمر، ويتميز فخار الشقلة عن غيره بالتلوين والصقل والزخرفة، وهي بعضا من سمات خزفيات حضارة الخرطوم القديمة التي وجدت في موقع الشهيناب الأثري.
وتضيف عوضية تبيدي (للأحداث) وهي باحثة تشكيلية أجرت عددا من الدراسات حول خزف الشقلة الشعبي، أن الهجرات المتعاقبة على المنطقة أدخلت الفخار الشعبي هناك الي مرحلة التصنيع التجاري، وهذا ما أدي لاختفاء كثير من الأشكال الخزفية التي كانت تُصنع في السابق، وأصبح السكان الأصليين أصحاب الحرفة أقلية أمام الهجرة الجماعية وتمدد العمران ، وبالتالي تدهورت احدي أهم عناصر التراث الشعبي في المنطقة، ومهمة الجهات الرسمية والثقافية الان تطوير صناعة فخار الشقلة الشعبي وحمايته من الاندثار.
التيفال يهزم الفخار
تقول الفنانة التشكيلية انعام عبدالله صالح أن صناعة الخزف أو الفخار في السودان بدأت مع وجود الانسان منذ القدم تلبيةً لحاجاته واستخداماته اليومية فظهرت الأواني الخزفية كالاقداح وآنية طبخ الطعام وحفظ الماء وغيره، واشتهر السودان بخزف الحضارة المروية، كما اشتهر بخزف غرب السودان.
وتضيف انعام في حديثها (للأحداث) ان صناعة الخزف تواجه اليوم خطر الاندثار والتراجع نتيجة لظهور بدائل اخري لا تنافس كالتيفال وغيرها من المواد الحديثة المستخدمة في صناعة الاواني المنزلية، كما ان الفخار الموجود حاليا هو من النوع التجاري ، ويتم تلوينه بالبوهيات، ويتخذ قالبا وشكلا موحدا، وهذا ما يقلل من قيمته الجمالية واخفاء اللون الطبيعي للفخار.
وتقول انعام وهي تخرجت في كلية الفنون الجميلة العام 1996 ان دور خريجي الكلية ضعيف جدا في تطوير وترقية هذه الصناعة وذلك للمشاكل التي تواجهم عقب التخرج، فمواد صناعة الخزف غير متوفرة، والطين الأجود غالي جدا اذ ويأتي من منطقة مروي، اضافة الي طين الفتيحاب وهو اقل جودة من الطين المروي، ويستخدم أغلب صانعوا الخزف طريقة الحرق التقليدي، ولا تتوفر طرق الحرق الحديثة كالغاز والكهرباء الا نادرا، هذا ما يقلل من فرص الخريجين في العمل والتنافس لترقية هذه الصناعة، واتجه بعض الخريجين مؤخرا للعمل في مصانع السيراميك، ولكن يقتصر عملهم علي عمل المعالجات الكيميائية، والزخارف.
وتشير انعام الي محاولات فردية من بعض الخريجين لعمل مشاغل خزف ولكنها تبقي تجارب فردية، وعلي سبيل المثال الفنان التشكيلي ياسر الحلبي وهو أحد خريجين كلية الفنون وأسس له مصنعاً لعمل الفخار بام درمان وتجد منتوجات رواجا كبيرا لتميزها بلمسات جمالية لا نجدها في مشاغل الخزف الاخري.
وتطالب انعام بمزيد من التوعية بفوائد واستخدام الفخار في الطبخ حيث تتميز آنية الخزف بنسبة تشرب عالية، وله قدرة علي الامتصاص ما يعطي نتيجة أفضل، كما تؤكد علي التذكير بالقيمة الجمالية للخزف السوداني الذي تراجع استخدامه وأصبح ينظر اليه كشئ من التراث.
الفخار .. أصل الحضارات
يقول البروفيسور عبد الرحيم محمد خبير رئيس قسم الآثار وعميد كلية الآداب بجامعة جوبا في حديثه عن دور الفخار وتأثيره علي الشخصية السودانية ان الفخار يعتبر من أكثر أنماط الفنون المادية التي تكشف بجلاء عن الهوية الثقافية لأصحابه، ولقد تميزت فخاريات عصور ما قبل التاريخ في السودان بأنها يدوية الصناعة وتميل في معظمها إلى اللون البني بدرجات متفاوتة كما وأن بنياتها تتراوح بين الرمل (الكوارتز) والمواد العضوية (التبن والقش). ووجدت فخاريات هذه الفترة في العشرات من المستوطنات المتباعدة جغرافيا شملت وادي النيل ومنطقة البحيرات الاستوائية وشمال أفريقيا وغربها، وربما كان ذلك بدواعي اتصال حضاري مباشر أو غير مباشر حيث أن الظروف الجغرافية المطيرة في عصر الهولوسين (Holocene) كانت مواتية للتنقل و التداخل الحضاري عبر بقاع شاسعة.
ويضيف البروفيسور خبير أن صناعة الفخار السوداني تطورت في عهد مملكة كرمة (2500-1500ق.م) من حيث الصنعة والحرق والتشكيل والزخرفة بصورة تضاهي نظائره في أفريقيا و الشرق الأدنى القديم، وفي عهد مملكة مروي (900ق.م-350م) بلغت صناعة الفخار شأواً كبيرا حيث أنتجت مروي القديمة فخاريات متميزة تعتبر من أجود ما صنعه العالم القديم من الفخار، وخلال عهد الممالك المسيحية (543-1504م) حافظت صناعة الفخار السوداني على مستواها التقني الرفيع بفضل الاستخدام الواسع لعجلة الخزاف وبرزت أنماط جديدة من الأواني والأدوات والزخارف، أما في العهود الإسلامية فقد غلبت الأنماط المحلية على صناعة الفخار المتأثرة بتقاليد متوارثة و إن تم العثور على أنماط مستوردة من مصر و الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، وتلزم الإشارة هنا إلى أن هناك تجانسا كبيرا تقنيا وثقافيا بين أقوام هذه المجموعات الفخارية في كل فترة تاريخية على حدة. وفي ذات الوقت لابد من التنويه إلى قواسم حضارية مشتركة خلال الفترات التاريخية المتعاقبة للحضارة السودانية تومئ إلى الوحدة الثقافية التي جمعت بين أسلافنا الذين أبدعوا فنون هذه الفخاريات صناعة وتشكيلا وزخرفة في كل الممالك والدول التي أقاموها في السودان القديم.
وتجد صناعة الفخار اهتماما كبيرا من قبل هيئات الثقافة والفنون خاصةً في مصر والمغرب والهند ، وهي من الصناعات الحرفية التقليدية التي تهتم الحكومات بتمويلها ورعايتها للحفاظ عليها وحمايتها من الزوال.
ففي المغرب تشتهر كل المدن هناك بصناعة الفخار، ويتعدي مفهوم استخدامه من الجمالي الي الاواني والمعدات المنزلية، ولا يخلو بيت هناك من طواجن الفخار ، وهو من الآنية المفضلة للطبخ ، والطاجن اسم يطلق ايضا علي الأكلة نفسها. ولم يمنع انتشار اواني النيكل والالمونيوم الحديثة من استخدام الطاجن الفخاري لعمل الأكل. وأصبح الفخار من رموز الحضارة المغربية، وتتركز صناعته في مدينتي فاس ومكناس.
وتشتهر دول كالصين بعمل الفخار المزجج، وايران بالفخار الاسلامي (خزف القيشاني)، وبرع المصريون القدماء في صناعة الفخار القناوي باشكاله الملونة والمزخرفة ، ويشمل الأكواب والأباريق والقدور وغيرها من الأواني المنزلية متعددة الاستخدامات، وتشتهر منطقة النوبة الجنوبية ومحافظتي قنا وسيناء بصناعة الفخار المصري القديم.

Tuesday, September 2, 2008

مسجد الحسن الثاني .. تُحفة العمارة المغربية الراقية


مسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء أحد عجائب المغرب الفاتنة التي تبهر الزائرين وتسر الناظرين، فهو تحفة معمارية فنية راقية تجمع ما بين حداثة المعمار ، وأصالة الحضارة المغربية وتفردها، يُميزه علو بنيانه ومتانة أساسه .. مئذنته الأندلسية المربعة تعانق السماء في فخر وخشوع، وجذوره الحجرية الصلبة تضرب في عمق المحيط، لتجعل منه أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين بالأراضي المقدسة.
يقع المسجد في الجزء الجنوبي من المدينة، فيما يسمى بالحي الحسني، أو حي الجامع، واذا جئت قادما للدار البيضاء (كازبلانكا) بالطائرة أو بالقطار أو عن طريق البحر فأول ما ستشاهده هو مسجد الحسن الثاني .. منارته العالية تهدي الزائرين ليلا ونهارا الى ذاك الجزء من المدينة، ويمكنك مشاهدة سفن المحيط التجارية راسية بامتداد المحيط في انتظار دورها لدخول مرفأ الميناء المجاور للمسجد الكبير.

يطل المنزل الذي سكنت فيه خلال زيارتي مؤخرا للمغرب، من جهته الغربية على المحيط الأطلسي، ومن الجهة الجنوبية على مسجد الحسن الثاني، ويفصل بين المنزل والمسجد شارع اسلفت عريض يعج ليلا ونهارا بمئات الزائرين لمسجد الحسن الثاني.
ورغم ان المسجد اُفتتح في العام 1993، الا ان العمل لا يزال جاريا في الأبنية الملحقة بالمسجد، والتي تشمل قاعات دراسية ومكتبات ومشاريع عقارية ، كما تجري أعمال أُخرى لبناء وحدات سياحية وحدائق ومنتزهات على ساحل المحيط وبمحازاة المسجد.
ولا يتوقف العمال عن العمل بالمباني الملحقة بالمسجد الا لساعات قليلة خلال الليل، ويمكنك ان ترى العشرات منهم وهم يتسلقون الأسطح العالية في همة ونشاط ، ومعظمهم من العمال المهرة الذين يبرعون في أعمال الجبس والحجر والرخام والمرمر، وبعضهم عمل في بناء المسجد قبل افتتاحه في 1993، وحكى لى احدهم ويدعى رشيد بلحور أنه شارك في عمليات البناء مع أكثر من 3000 عامل كانوا يعملون ليل نهار لإكمال العمل، يساعدهم الآلاف من الفنيين والحرفيين الذين وضعوا اللمسات الجمالية الساحرة للمسجد، ويقول رشيد إن المغاربة جميعهم ساهموا في هذا المسجد الذي يعود الفضل في بنائه الى الملك الحسن الثاني المتوفي فى العام 1999.
وتمتد أعمال التوسعة من باحة المسجد غربا، وحتى شارع مقر المعرض الدولي جنوبا ، والذي يتفرع منه الطريق المؤدي الى رصيف الميناء القديم الذي طالته ايضاً عملية الترقية والتطوير ، وتعمل به شركات اماراتية ومغربية بهدف تحويل المنطقة من المسجد وحتى المرفأ الى منتجع سياحي وترفيهي.
يتميز مسجد الحسن الثاني بأشكاله الزخرفية المنقوشة على الطراز الأندلسي القديم ، وبمئذنته المربعة التي تشابه مآذن وصوامع تلك الفترة الإسلامية المزدهرة، ويصل ارتفاع المئذنة الى أكثر من 200 متر فوق سطح البحر، وبعرض 10 أمتار ، ويكسوها الرخام من كل جانب، ما يجعلها أعلى وأكبر مئذنة في العالم.
وعمارة المسجد هي مزيح ما بين عناصر الفن المغربي العريق، وطراز الأمويين المعماري القديم ذو الزخارف والنقوش المتحركة ، كتلك التي تُزين مساجد دمشق وقرطبة ، وقصور قرناطة الأندلسية بأبوابها المقوسة وأعمدتها الحجرية الضخمة.
ويتميز المسجد بفسيفسائه الخزفية الملونة المرصعة على جنباته، وتُميزه كذلك سقوفه الدائرية الشاهقة ، وجدرانه الرخامية العالية، أما صحنه الداخلي فتُزينه ألواح كبيرة من الزليج (الفسيفساء المغربي) ذو اللونين الأبيض والأخضر، والذى جاء في الأصل، كما قال لي أحد مهندسي المعمار من مدينة فاس الواقعة شمال المغرب، والتي صنفتها اليونسكو كأحد المواقع الأثرية العالمية الهامة.
أما قاعة الصلاة بالمسجد فيغطيها سقف متحرك يُفتح اتوماتيكيا ، وبالمئذنة مصعد كهربائي يرتفع بك الى علو 200 متر في لمح البصر لتشاهد المدينة من كل اتجاه.
مسجد الحسن الثاني يؤمه المصلون والزوار من داخل المغرب وخارجها، ويتسع بهوه الداخلي لـ 25 الف مصل، وباحته في الخارج لأكثر من 80 ألف خاصة في الأعياد وخلال شهر رمضان، إذ يحرص جميع أفراد الأسرة المغربية على أداء صلاتي العشاء والتراويح فيه خلف إمامه الشيخ عمر القزابري، المقرئ المشهور، والقزابري هذا يبلغ من العمر 35 عاما فقط، وهو إمام مسجد الحسن الثاني منذ سنوات، وخطبته تستقطب الآلاف من رجال ونساء الدار البيضاء.
وحتى في غير شهر رمضان الكريم تمتلئ باحة المسجد الخارجي بالزوار والسياح من العرب والأجانب الذين يسمح لهم بدخول جزء من قاعات المسجد الداخلية، وهذا هو المسجد الوحيد في كازبلانكا (الدار البيضاء) الذي يسمح فيه للأجانب بالدخول لغرض الزيارة، وتدخل النساء من باب بينما يدخل الرجال من مدخل آخر.
حق للمغاربة أن يفخروا كثيرا بهذا الصرح المعماري الفريد من نوعه، وبالأخص سكان (كازا) وهذا هو الأسم المحبب الذي يطلقه أهالي الدار البيضاء على مدينتهم التي لا زالت حتى يومنا هذا تحتفظ بشوارعها ومبانيها العتيقة التي يعود تاريخها الى الدولة العلوية.
تزدهر كازبلانكا في موسم الصيف وهي تستقبل ضيوفها من السياح العرب والأجانب .. يصلها القادمون عبر مطار محمد الخامس، أكبر موانىء افريقيا الجوية، والذى يبعد عن مركز المدينة مسافة تقطعها السيارة في ساعة واحدة، وأقل من ذلك بالقطار السريع الذي يربط جنوب المغرب بشماله، تشتهر المدينة بمطاعمها التي تقدم أسماك القريدس المشوية والمقلية منها، وبمأكولاتها البحرية اللاذعة المذاق، وبحسناواتها الجميلات سلالة العرب والأمازيغ.

Monday, June 23, 2008

!!


wife's President


with the President


Presidential legs


a refugee in a dust storm

a refugee from western Darfur covers his face as he runs for shelter during a dust storm at Djabal camp near Gos Beida in eastern Chad

Saturday, March 29, 2008

الخُبز يا بشار !!

إذا صدقت توقعات لبنان بأن القمة العربية ستفشل، فإن ذلك لا يعني أن للبنان حدس قوي، وإنما هو توقع منهجي ومدروس لتداعيات انعقاد مؤتمر القمة العربية والذي تلتئم بعض من اطرافه اليوم في العاصمة السورية دمشق.
وتُعقد القمة في سوريا علي خلفية التوتر مع لبنان، واتهام دمشق بإطالة أمد الأزمة بين حكومة بيروت المدعومة من المجتمع الدولي، والمعارضة المؤيدة لسوريا.
بدأت ملامح فشل القمة تتضح منذ إعلان الرئيس السوري بشار الأسد ان القمة ستعقد في موعدها وبمن حضر من الرؤساء العرب!! كان ذلك بمثابة أول المسامير في نعش القمة ، فتسعة دول عربية من أصل اثنتان وعشرون دولة أكدت مشاركتها علي مستوى الرؤساء ، بينما تمثل الدول الـ 11 المتبقية بمستوي اقل، ورغم طلب أمين عام الدول العربية عمر موسي من دمشق تأجيل القمة ريثما تُحل أزمة الرئاسة اللبنانية، أصرت دمشق علي ان تسعة رؤساء تكفي لانعقادها !!.
فالعرب سيجتمعون في غياب الزعامة التاريخية العربية، لدول مثل السعودية التي تمثل بمستوي وزاري اقل، ومصر التي تشارك بوزير دولة، والأردن التي لن يشارك عاهلها الملك عبد الله، واليمن التي أوفد الرئيس علي عبدالله صالح نائبه، إضافة لغياب رئيسي العراق والبحرين، ومقاطعة لبنان، فيما تأكد حتى كتابتي لهذا الرصد مشاركة رؤساء السودان وموريتانيا وجزر القُمر والإمارات وفلسطين وتونس وليبيا !! وهي اضعف الحلقات في الرابطة العربية ما يعني تزايد احتمالات فشل القمة في تحقيق أهداف انعقادها، ثم الملاحظ ان إعلان رؤساء السعودية ومصر والأردن واليمن مقاطعة قمة دمشق شرخ العالم العربي إلي مجموعتين، الأولي هي المجموعة الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة السعودية ومصر، والثانية مجموعة دول تسعي للمشاركة من اجل المشاركة، وهذا ربما فُهم إطار علاقة واشنطن المتوترة مع دمشق، ومحاولة أمريكا إضعاف موقف الرئيس بشار الأسد العربي، ورغبة الأسد في خطف الزعامة العربية ما أدخله في هذا الصراع.
ثاني قرار خاطئ اتخذته دمشق، بأن اقتصرت الدعوات لحضور القمة علي الرؤساء والملوك العرب، وقلل هذا القرار الخاطئ من حظوظ قمة العرب في النجاح، فمشاركة الزعماء والرؤساء من غير العرب للقمم العربية هو تأريخ وإرث اجتماعي وسياسي قديم ، وليس في القمم العربية وحدها بل قمم ومؤتمرات العالم اجمع، فحضور قادة دول مثل إيران وتركيا واندونيسيا وماليزيا ، ومشاركتهم في الجلسات الافتتاحية للقمة يثري بلا شك هذا الملتقي الدوري التقليدي، ويجعل منه محط تفاعل وتحالف استراتيجي بين العرب ورصفائهم من الدول الإسلامية والصديقة، ويركز الأنظار علي قمم العرب التي بلا شك ستقل أهميتها في غياب دولة مثل تركيا ، العضو في حلف شمال الأطلسي، أو إيران وباكستان الدولتين النوويتين، أو اندونيسيا وماليزيا ذات القوي الاقتصادية العظمى.
نجاح القمة العربية الحالية وإنقاذها من الفشل مرهون بالقرارات الاقتصادية المتوقعة في ختامها، وإن غاب عن الملف الاقتصادي المزمع مناقشته قضايا مهمة كقضية الخبز العربي وارتفاع أسعاره مثلا، فأن علي القمة وعلي الحاضرين من الزعماء العرب السلام ، فالمقترح الذي تقدمت به اليمن ويتضمن مناقشة موضوع الغلاء في العالم العربي، هو المس المباشر لمأساة المواطن العربي، لا السوق العربية المشتركة .. ولا تحرير التجارة العربية.. ولا إقامة اتحاد جمركي عربي .. ولا دفع العمل العربي الموحد، ولا المصير العربي المشترك، ولا قضية لبنان ولا فلسطين ولا دارفور، ولا العراق ولا حتى غزة، ولا الضفة الغربية .. لا شئ من هذا أو ذاك ينتظره المواطن العربي من زعماءه الكرام، وحده رغيف الخبز العربي هو ما يحتاجه المواطن العربي ، لا توجد دولة عربية واحدة لا تعاني من ارتفاع أسعار الخبز، بل وندرته كما في مصر وقطاع غزة بفلسطين هذه الأيام. في مصر تحوّل الحصول علي رغيفات من الخبز إلي حرب واقتتال يموت فيه المواطن المسكين دون ان يتحرك ادني طرف لمسؤول، بينما ترتفع أسعار السلع الاخري بين ليلة وضحاها إلي الضعف، وتتمدد أزمة الخبز والغلاء كسرطان في جسد الوطن العربي، من الخرطوم جنوبا، الي مصر وغزة شمالاً، والي اليمن جنوباً، وحتى المغرب ، ثم العراق .. باختصار كل الدول العربية أضحت تعاني من أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار وفي مقدمتها الخبز. . جملة واحدة ينتظرها الشعب العربي في ختام اللقاء العربي: دعم الخبز !!

Tuesday, February 26, 2008

تركيا على طريق الجمهورية الثانية.. أحفاد أتاتورك في مواجهة التغيير

تركيا.. على طريق الجمهورية الثانية تركيا.. على طريق الجمهورية الثانية kashan30 تركيا.. على طريق الجمهورية الثانية (1) .. أحفـاد أتاتورك في مواجهة التغيير

Saturday, January 26, 2008

الحجاب وحلم الانضمام لأوروبا

تركيا والحجاب تركيا والحجاب kashan30 أحفاد أتاتورك في مواجهة التغيير..تركيا ..الحجاب وحلم الانضمام لأوروبا

Sunday, November 4, 2007

أطفال الايدز .. كلاكيت ثانى


محمد كشان
كثير من الإشارات كانت تدل علي أن قضية تهريب الأطفال الأفارقة من تشاد، إلى أوروبا، هي في المقام الأول قضية سياسية أكثر منها إنسانية، والإشارة الأقرب إلى الحقيقة كانت توضح ان المجموعة التي كانت تنوى منظمة (ارش دو زوي) الفرنسية “تهريبها” إلى فرنسا، لم يكونوا من دارفور، وإنما هم مزيج من لاجئي المناطق الحدودية التشادية مع دارفور ذات الاختلاط العرقي المتداخل والأنساب المتقاربة، بل وحتى المدن متشابهة الأسماء والصفات، يجمعهم الماء والكلأ وتفرقهم الحروب والصراعات والطبيعة الجغرافية القاسية.والجانب السياسي الانسانى في القضية أفرزته أزمة دارفور وربما من قبل مذابح رواندا في إفريقيا التي راح ضحيتها عدد مقدر من الأطفال، ومن ثم مذابح سربنيتشا في البوسنة، وقبل كل هذا محرقة النازيين لليهود في ألمانيا وفرنسا، وسائر دول أوروبا.ومعظم المنظمات الإنسانية العاملة في مجال الطفولة والأمومة تستند على ان الأطفال هم الضحايا الحقيقيين للحروب والنزاعات التي يقودها الكبار، وتقبع في أرشيف تلك المنظمات الإنسانية الآلاف من الصور والبيانات التي تقدر عدد الأطفال المفقودين في فترة الحكم النازي لألمانيا وأوروبا بأكثر من مليونيي طفل تقريباً، قتل نصفهم، واُستغل النصف الأخر في أعمال السخرة وغيرها. وفى نهاية الثلاثينيات نفذت الجمعيات الانسانية اكبر عملية نقل لأطفال، أتت بالآلاف من اللاجئين اليهود الصغار إلى بريطانيا وفرنسا هربًا من ألمانيا النازية، وتشهد إلى اليوم قرية “لوشامبون ، على تلك الفترة من الحكم النازي، وما عرف بمحرقة النازية (الهولوكوست).فإبادة أطفال اليهود في تلك الفترة، وتشبيه جمعياتهم الموجودة حاليا في الولايات المتحدة لما يجرى في دارفور وشرق تشاد بالـ (الهولوكوست)، هو الدافع الرئيسي لـ (ارش دو زوي) وغيرها من المنظمات ذات الارتباط اليهودي في إعادة توطين الأطفال سواء أن كانوا من دارفور أو تشاد ، فالمهم عند هذه المنظمات هو (إخراجهم) من تلك (المحرقة)، وفى الغالب ان المنظمة جمعت أموالاً من يهود في بلجيكا وفرنسا على أساس إنقاذ الأطفال الـ 103. والمتابع لتغطية وسائل الإعلام للقضية يجدها في الغالب تحفظت على تحديد كلمة مهمة، بعض تلك الوسائل دونتها بـ تهريب، اختطاف، ترحيل، و البعض بـ إنقاذ، إعادة توطين، إجلاء، وبعيدا عن المهنية الإعلامية التي تتطلب النقل وليس الوصف، فإن العملية في مجملها لا تخلو من مناورة سياسية تشادية، أو ربما ذات ارتباط بعلاقة فرنسا ودورها في تشاد التي لن تجرؤ على معادة باريس أو الدخول معها في معترك كهذا، وهى الحليف العسكري الأول لباريس، وكل من، دبي وساركوزى في غنى تام عن اى توتر في المنطقة.وبالأمس قال مستشار لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان الأطفال موضوع القضية “معظمهم تشاديون لاباء تشاديين وليسوا من يتامى دارفور”، ولكن (ارش دو زوي) تقول ان زعماء القبائل في المنطقة الحدودية أكدوا لها ان هؤلاء الأطفال يتامى من دارفور، مما يرجح تورط تشاديين في كسب أموال من تجميع الأطفال من مناطق مختلفة وتسليمهم إلى المنظمة التي ستُبرأ ذمتها في هذه الحالة كونها ليست على دراية بأجناس المنطقة ولهجاتها، فهي تهتم بالدرجة الأولى بإيواء أطفال الحروب وتوفير الحماية العاجلة لهم، أو إعادة توطينهم في مجتمعات أخرى بعيداً عن استغلالهم أو الاتجار، وتساؤلات الرئيس التشادي إدريس دبي عن محاولة “بيعهم أو قتلهم ونزع أعضائهم”، تأتى من باب إثارة الحس الانسانى في القضية والمبالغة فيها.وبالطبع لا تمانع فرنسا ودولاً أخرى في عملية تبنى الأطفال وفق قانون يدعو إلى إتباع الوسائل القانونية في التبني ، وحقهم في العودة متى شاءوا إلى وطنهم الأم، وتختلف قوانين كل دولة عن الأخرى ولكنها تتفق في عدم الاتجار بالأطفال أو الإساءة إليهم، وهو إذا ما ثبت في قضية (ارش دو زوي)، فان القضاء التشادي تعهد بمعاقبة الأوروبيون الـ 16 وسجنهم، هذا ما سيجعل القضية مرشحة للتطور والتداول طيلة السنوات القادمة، على غرار ما جرى في قضية (أطفال الايدز الليبيين) المعروفة

عملية أبيشى .. إجلاء إنساني، أم تهريب أطفال ؟


محمد كشان

في سابقة هي الأولى من نوعها، أحبطت الحكومة التشادية محاولة منظمة فرنسية غير حكومية تهريب أكثر من مائة طفل من إقليم دارفور لأجل إعادة توطينهم وضمهم بالتبني لعائلات فرنسية مقابل أموال طائلة دفعتها تلك العائلات في خطوة أثارت انتقاد وسائل الإعلام والجمعيات الحقوقية، وخلقت أزمة دبلوماسية جعلت من وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير ينوى التوجه إلى أنجمينا برفقة مسؤولة حقوق الإنسان في وزارته رحمة ياد التي زارت دارفور مؤخراً.وليست هي المرة الأولى التي يتم فيها إعادة توطين أطفال سودانيين خارج بلادهم، فالآلاف ممن عرفوا ( بالصبية الضائعين) يعيشون الان في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أُعيد توطينهم في العام 2001 من معسكرات النازحين في جنوب السودان، لكن هذه المرة ثارت شكوك حول نوايا المنظمة التي أُتهمت بالتورط في تهريبهم.وكانت السلطات التشادية أوقفت الخميس الماضي في مطار مدينة أبيشي المتاخمة لدارفور تسعة فرنسيين من منظمة “لارش دي زو”، اتهموا بمحاولة تهريب 103 أطفال تتراوح أعمارهم بين عام وتسعة أعوام كانوا في مخيمات النازحين واللاجئين في دارفور وشرق تشاد.والمنظمة المعنية هي مجموعة فرنسية غير حكومية أعلنت في وقت سابق من العام الجاري اعتزامها جلب أطفال أيتام من السودان لتبنيهم من قبل عائلات فرنسية، غير أنها لم توضح حينها طريقة ترحيلهم إلى فرنسا.وقامت المنظمة بإحضار الأطفال الـ 103 إلى مدينة “أبيشي” حيث كانت تعتزم ترحيلهم جوا إلى أحد المطارات القريبة من العاصمة الفرنسية باريس، لكن السلطات التشادية أوقفت العملية وألقت القبض على الفرنسيين التسعة، وأودعت الأطفال مركزا للإيواء لحين التعرف على المناطق التي أحضروا منها.وتم إحباط العملية عندما اكتشفت دورية تشادية أن هناك أطفالا يجري تجميعهم قرب قاعدة جوية بمدينة “ أبيشي”، وأن المسئولين الفرنسيين المرافقين للأطفال لا يحملون وثائق رسمية تخول لهم إخراج الأطفال من تشاد، وأن الأوراق التي يملكونها تخول لهم فقط الرعاية الصحية للأطفال قرب مركز المنظمة في المنطقة.وبالرغم من ادعاء المنظمة الفرنسية أن كل الأطفال أيتام، فإن مسئولا في إحدى المنظمات الخيرية الفرنسية العاملة في السودان نفى الأمر مؤكدا أن غالبية الأطفال الذين حملوا إلى تشاد لنقلهم إلى فرنسا لهم آباء وليسوا بأيتام.من جانبها قالت سفيرة فرنسا في الخرطوم كريستين روبيشون لوكالة فرانس برس أنها أعربت عن “إدانة باريس الشديدة لتلك العملية غير الشرعية”، وقالت بعد محادثات مع وكيل وزارة الخارجية د. مطرف صديق “رُفعت قضية في فرنسا وتشاد وسيحاكم الأشخاص الذين خططوا لتلك العملية”.من جانبه شكر وزير الداخلية الزبير بشير طه تشاد على إحباط عملية نقل أولئك الأطفال إلى فرنسا،واعتقال أعضاء المنظمة الفرنسية.وفى السياق طالب مجلس الوزراء الاتحادي وزارة الرعاية بتقديم تقرير مفصل ومتكامل للمعالجات والإجراءات التي اتخذتها أجهزة الدولة حيال محاولة ترحيل الأطفال ، وقدمت وزيرة الرعاية سامية احمد محمد للمجلس تنويرا حول العملية، فيما وجه وزير العدل محمد على المرضى بفتح بلاغ جنائي بتهمة الاختطاف ضد المنظمة الفرنسية، في وقت أبدى وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير استعداده للتوجه “في أقرب وقت ممكن” إلى تشاد للتباحث مع سلطات هذا البلد حول عواقب متاجرة مفترضة بأطفال دارفور من قبل منظمة “لارش دي زو”.وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان نشرته أمس في باريس أن كوشنير أكد للرئيس التشادي إدريس دبي في اتصال هاتفي معه استعداده واستعداد وزير الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان راما ياد للتوجه إلى أنجامينا. وأكد البيان أن “الوزير عبر كذلك للرئيس دبي عن تضامنه مع الأطفال المعنيين بهذه العملية وكذلك مع الشعب التشادي وسلطات البلاد” موضحا من جهة أخرى أنه تم تشكيل خلية أزمة في باريس حول هذه القضية وتابعت وزارة الخارجية أن “هذه الخلية تهدف لضمان متابعة مستمرة للعواقب الإنسانية للعملية التي قامت بها منظمة “لارش دي زو”.وكشفت الوزارة في تطرقها إلى مصير مسؤولي هذه المنظمة الفرنسية غير الحكومية الذين تم وضعهم منذ الخميس الماضي رهن الحبس في ذمة التحقيق في أبيشى. وأشار البيان كذلك إلى أن “قنصل فرنسا في تشاد توجه منذ الجمعة الماضي إلى أبيشى بهدف تأمين الحماية القنصلية لرعايانا المعتقلين هناك في إطار هذه القضية”. من جانبها نددت راما ياد وزيرة الدولة الفرنسية المعنية بملف حقوق الإنسان بوزارة الخارجية بما اعتزمت “لارش دي زو” القيام به ووصفته بأنه “غير قانوني وغير مسئول” مشددة على أن “مسئولي هذه المنظمة يجب أن يخضعوا للتحقيق”.ولايزال الغموض يلف القضية، فبينما تقول المنظمة ان أطفال دارفور في حاجة إلى الحماية العاجلة، ترى منظمات إنسانية أخرى ان “لارش دي زو” متورطة فى عملية اتجار وتهريب للاطفال.وتبث “لارش دي زو” حاليا في الصفحة الرئيسية بموقعها على الإنترنت شريطا وثائقيا تحت عنوان “طفل يموت كل خمس دقائق في دارفور”، وتحت عنوان “عملية إجلاء أيتام دارفور” تتبنى المنظمة بشكل علني برنامجا لجلب أطفال دارفور “الأيتام” إلى فرنسا مستندة بذلك إلى “حق اللجوء” والقوانين الدولية المتعلقة بحماية الأطفال.ويرى محللون ان الأزمة التي صنعتها “لارش دي زو” ربما تؤدى بمزيد من التوتر في العلاقات الهادئة بين تشاد أنجامينا وباريس، بينما يستبعد أوساط عليمة بالعلاقات الفرنسية التشادية ان تشاد ما كانت ستقبل على إفشال العملية لولا وجود ضوء أخضر من باريس لتوقيف الفرنسيين التسعة.ومن جانبها وصفت وسائل الإعلام الفرنسية في رصدها لحالة البلبلة في أوساط المنظمات غير الحكومية هذه العملية “الإنسانية” “بالعملية المحرجة ذات العواقب الدبلوماسية الخطيرة”.وخصصت الصحافة الفرنسية في أعدادها الصادرة أمس الأول مساحات كبيرة لتهمة المتاجرة بأطفال دارفور الموجهة إلى “لارش دي زو”.وقالت صحيفة “لوموند” تحت عنوان “إعتقال عشرة فرنسيين في تشاد يشتبه في تورطهم في تجارة بأطفال دارفور” إن قرابة 300 أسرة دفعت حتى الآن ما بين 2800 و 6000 يورو للحصول على أطفال من دارفور يتم نقلهم من تشاد تحت غطاء عملية إنسانية.وأكدت “لوموند” أن منظمة “سفينة زووي” قامت بتعبئة مطعم متنقل وفريق طبي وحتى موسيقيين لترفيه الأطفال”.وتابعت “لوموند” منددة بالأسر التي أختيرت في فرنسا لاستقبال هؤلاء الأطفال أن “دافع هذه الأسر بسيط وهو إنقاذ هؤلاء الأطفال من خلال إستقبالهم لمدة غير محددة. إن الأمر يتعلق حسب رأيها بإجلاء عاجل. مسألة حياة أو موت. أما الباقي فهو ثانوي”.ومن جانبها رأت صحيفة “ليبيراسيون” أن العملية التي دبرتها هذه المنظمة الفرنسية غير الحكومية تشبه “ملحمةغريبة” تقوم على “الغموض والتعتيم حول أطفال تشاد”. وكتبت الصحيفة تقول “لقد كادت جمعية زووي أن تصحبمعها الخميس الماضي 103 طفل على متن طائرة بوينغ 757 نحو فرنسا حيث كانت تنتظرهم بعض الأسر لإستقبالهم. غير أن السلطات التشادية وضعت حدا لعملية الإجلاء هذه ذات ملامح المتاجرة بالأطفال”. وكشفت “ليبيراسون التي أكدت عدم إنسجام موقف الحكومة الفرنسية أن الجيش الفرنسي قام عدة مرات بنقل هذه المنظمة غير الحكومية المتهمة بين أنجامينا وأبيشي التي كان يفترض أن يقلع منها أطفال دارفور نحو فرنسا.وأوضحت “ليبيراسيون” التي لم تقتنع بالخطاب الرسمي لباريس أن “الملامح المشبوهة لناشطي هذه المنظمة غير الحكومية الذين كان معظمهم يرتدي بزة رجال إطفاء كان من المفترض أن تثير شكوك السفارة الفرنسية أو العسكريين الفرنسيين الذين يتباهون بأنه لا يخفى عنهم شيء مما يحدث في تشاد، والشيء نفسه ينطبق على الطائرات التي نقلت الأطفال من أدريه إلى أبيشي”.ومن جانبها نقلت “لوباريزيان” عن الرئيس التشادي قوله عن مسؤولي هذه المنظمة غير الحكومية “سيتم تسليطعقوبات صارمة ضدهم”، ونشرت هذه الصحيفة التي ركزت على تحليل شخصية مسؤولي جمعية “سفينة زووي” صورة عن رئيسها إيريك بريتو الذي قدمته على أنه “رجل إطفاء سابق” أراد أن يأتي بآلاف الأطفال إلى فرنسا.وتابعت “لوباريزيان” تقول “لقد تم أمس في مركز النجدة في أرجونتوي (فال دواز بفرنسا) حيث سبق وأن عمل إيريكبريتو لمدة طويلة رجل إطفاء متطوع إعطاء أوامر بلزوم الصمت. أما في إدارة نوفيل سورواز الجهوية لقسم الإطفاء حيث كان يعمل منذ 2005 وحيث يستشف إحساس بالإحراج والإشمئزاز فقد تم الإكتفاء أيضا بالقول إنه كان من رجال الأعضاء المتطوعين للقسم”.وإعتبرت بدورها صحيفة “لومانيتي” ذات التوجه الإشتراكي تحت عنوان “جدل حول عملية إنسانية” أن “حرب المنظمات غير الحكومية ليست غريبة عن عملية أبيشي التي كانت تسعى لإجلاء “10 آلاف طفل من دارفور” نحو أوروبا والولايات المتحدة.وترى الصحيفة التي تساءلت “هل هو إستخفاف أم إنعدام للمسؤولية أم تلاعب؟” أن جمعية “سفينة زووي” إرتكبت من “الأخطاء ما يثير حولها شكوك “بالإرتزاق من النشاط الإنساني و”غياب الضمير”.ونقلت جريدة “لوفيجارو” الفرنسية الصادرة أمس الاول عن مسئول تشادي بمدينة أبيتشي: قوله إن خطف الأطفال بهذه الطريقة سيجلب السخط على المنظمات الإنسانية؛ حيث إن خاطفي الأطفال سيتهمون بأنهم ينزعون أطفالا مسلمين من بيئتهم الإسلامية ونقلهم إلى بيئة مسيحية. وأوضح المسئول التشادي قوله: “إن الدين له مكانة حساسة بين السكان في المنطقة”، دون أن يستبعد أن تكون “المنظمات الخيرية هدفا لعمليات انتقامية من منظمات إسلامية”

Thursday, October 4, 2007

(افريكوم)


محمد كشان
أدى هوس الولايات المتحدة بالسيطرة على أماكن محددة في العالم إلى استحداث وسائل استعمارية جديدة كقواعدها وقياداتها العسكرية المنتشرة في كل أنحاء العالم وفق خارطة عسكرية إستراتيجية محددة. وكانت أفريقيا حتى وقت قريب تتبع إلى القيادة العسكرية الوسطى، والتي تشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بينما تتبع دول أخرى كمصر إلى قيادة المنطقة الأوروبية. لكن تطورات الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة، وبحثها عن مصادر طاقة أكثر استمرارية، جعلت النظرة الأمريكية للقارة الأفريقية تتغير على عدة اتجاهات. فقد أعلنت واشنطن، وبعد مداولات ومفاوضات كثيرة رسمياً اختيار “شتوتغارت” بجنوب ألمانيا مقراً للقيادة العسكرية الإقليمية لإفريقيا (افريكوم) والتي أُنشئت مؤخراً لتضاف إلى القيادات الأمريكية الأخرى. وحسب بيان للجيش الأمريكي فأن (افريكوم) ستكون مسؤولة عن العلاقات العسكرية للولايات المتحدة مع الدول الثلاث والخمسين في القارة.وحسمت الولايات المتحدة بذلك أشهرا من الجدل الدائر حول اختيار مقر لـ (افريكوم) ، منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في فبراير الماضي تكوين القيادة الامريكية الافريقية. ونشط الجنرال هنري ريان المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية منذ ذلك الوقت في جولات افريقية شملت إثيوبيا، غانا، كينيا، نيجيريا، السنغال، جنوب أفريقيا، المغرب، ليبيا، الجزائر، وحتى جيبوتي التي تضم اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، والسبب المعلن لهذه الزيارات التي تواصلت حتى وقت قريب هو البحث عن مقر إقليمي لـ (افريكوم). واحتارت واشنطن بين أي من الدول تختار وتفاوض لاستضافة القيادة الأمريكية فى افريقيا، لكن جهود ريان قوبلت بالرفض في المغرب العربي، حيث رفضت ليبيا والجزائر والمغرب اختيارها مقراً لـ (افريكوم)، بينما وافقت دول أخرى كجيبوتي والنيجر. ولكن عين واشنطن ليست على جنوب الصحراء الإفريقية، وإنما كانت تأمل أن توافق إحدى دول الشمال الافريقي على استضافة (افريكوم)، كون الشمال الافريقى هو الهدف الاساسى للوجود الامريكى فى المنطقة. فالنزاعات التي نشأت في منطقة غرب إفريقيا وشمالها، ونشاط تنظيم القاعدة الذي امتد إلى المغرب العربى وأصبح يهدد حلفاء واشنطن في شمال المتوسط واوروبا، ونشاط مجموعات متمردة كالطوارق على حدود مالي مع الجزائر، ونزاعات أخرى كالتي نشأت في مثلث تشاد - أفريقيا الوسطى - السودان، لكل هذه الأسباب كانت أمريكا تمني نفسها بمقر لقيادتها العسكرية في دولة من دول الشمال الافريقى.وكان لواشنطن أن تتنازل باختيارها جنوباً، حيث السيطرة على مناطق الإنتاج النفطي الغزير في خليج غينيا وتشاد ونيجيريا، لكن خوفها من تمدد النشاط الاصولي المتطرف في الشمال الافريقي، ورغبتها في عدم إثارة قلاقل وسط افريقيا في الوقت الحالي، والوجود الفرنسي في المنطقة، كل هذه الأسباب جعلت واشنطن تفضل اختيار شتوتغارت الألمانية مقراً، إذ ستعمل (افريكوم) في إطار (يوكوم) أي القيادة الإقليمية الأمريكية لمنطقة أوروبا.والى اليوم لم تقل واشنطن ما الهدف الرئيسي لوجودها في المنطقة الإفريقية،والذى سمته مجازا بوجود “المهمات العسكرية البحتة” ومساعدة الدول على ترقية أمن حدودها الإقليمية وأمنها البحري.ولم يتطرق مسؤول امريكي بالحديث عن البترول الأفريقي الذي يشكل الآن أكثر من 10% من الواردات النفطية الأمريكية، ولا حتى عن قلق واشنطن من منافسة الصين لها على موارد النفط الأفريقية !!. ولم يتطرق مسئول امريكى بالحديث عن النفط الأفريقي الذي يشكل الآن أكثر من 10% من الواردات النفطية الأمريكية، ولا حتى عن قلق وواشنطن من منافسة الصين لها على موارد النفط الأفريقية !!.
http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/ContentID/972/Default.aspx

شراكة الاستعمار

محمد كشان
تقوم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل حاليا بزيارة افريقية تشمل أثيوبيا وجنوب أفريقيا، في بادرة تعد الأولى من نوعها لميركل، الرئيسة الحالية لمجموعة الدول الثماني الكبار، والشريك الأول في عملية التنمية مع أديس أبابا. وتعقبها بزيارة إلى جنوب أفريقيا، الحليف التجاري لألمانيا بعد المملكة المتحدة واليابان والولايات المتحدة. والزيارة تكشف مدى الاهتمام الاوروبى المتنامي بالقارة السمراء العجوز ، وإن جاءت في إطار ما سمى بالشراكة الجديدة مع إفريقيا عقب مباحثات (قمة الثماني) بألمانيا في يونيو الماضي.
ولأوروبا تاريخ طويل وحافل بشراكات المصالح في قارتنا الفقيرة، يخفت حين تستغني الدول العظمى عن ثرواتها وطاقاتها ، ويزدهر مع الحاجة للنفوذ والتسلط، وفرض الهيمنة والاستعمار. وليست ميركل هي الأولى التي تقود مبادرة التحرك والإنقاذ لشعوب القارة الجائعة، ولا أثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي استجابت لمبادرات الدول الأوروبية طيلة العقود الماضية.فبريطانيا خلال رئاستها للإتحاد الأوروبى في العام 2005 دشنت مبادرة (لجنة أفريقيا) التى أطلقها رئيس وزرائها السابق تونى بلير منذ العام 2004. وجاء بلير حينها إلى أديس أبابا وقال في خطابه الشهير انه يبحث عن” كيفية تحويل الاهتمام الدولي إلى فعل لمساعدة أفريقيا على إنهاء الصراعات والقضاء على الفقر”. ووعد بلير بأن العام القادم (2005) سيكون “عام القرار لأفريقيا وللمجتمع الدولي”.
وحتى قبيل إنتهاء ولايته بأيام في مايو 2007 ، كانت القارة الأفريقية محطة هامة لبلير ، زارها ونادي بضرورة إعطاءها الأولوية الأكبر فى مجال التنمية والسلم. ولكن، لا زالت القارة السمراء إلى هذه اللحظة تشتعل حروباً وفقراً، وصراعات تندلع وتتأجج، خاصةً إذا دخل اللعبة مارد جديد كالصين، أو الولايات المتحدة.فأوروبا تعتبر منذ أمد بعيد أن القارة الأفريقية بمثابة الحديقة الخلفية لها، خرجت منها في الستينيات، ولا تزال تحمل كثيراً من الحنين والألفة لثمارها وأشجارها ونفطها، وتقهر شبابها وتصدهم على أعقابهم منتهكة بذلك ابسط حقوق الإنسان.ولكن للمستشارة الألمانية أوجه أخرى للتعاون والتفاوض، فهي تنظر إلى الدور الإيجابي مثلاً للصين في أفريقيا، خاصة ما يخص السودان ونزاعه الدائر في دارفور، على عكس فرنسا التى تخشى كثيراً من التأثير الصيني على مصالحها في أفريقيا ، ويقلقها تمدد شركات النفط الصينية غرب ووسط القارة ولا ضير فصراعات الزعامات الأوروبية دائماً ما يصل شرره الى القارة السمراء.
فبينما نجد دولاً كالمغرب والجزائر تتصارع في ولائها وقربها لفرنسا مثلا، تبرز دول أخرى مثل ليبيا تنادى بوحدة القارة في وجه ناهبي ثرواتها ، وتقول انه السبيل الوحيد للنجاة في المستقبل.فى هذا الخضم تحاول دول أخرى كايطاليا الدخول إلى المعترك الافريقى ، وحديث رئيس وزرائها رومانو برودي بالأمس ودعوته الأوروبيين لخلق مبادرات تتعلق بإفريقيا ، وتشديده على العوامل التاريخية التي تربطها مع روما خير دليل على ما سقناه.لكن دعوة برودي جاءت متأخرة بعض الشئ، لاسيما أنها تغرد خارج سرب الحلفاء الذي تقوده واشنطن وتتقدمه لندن وباريس وبرلين. والواقع ان روما تمتلك مفاتيح الولوج للقارة المظلمة لما لها من سياسات متوازنة تجاه القارة، ولثقلها الديني النابع من كونها مركزاً كاثوليكياً تدين به معظم دول جنوب القارة. على ان مثل هذه المبادرات تحتاج الى دعم من زعماء القارة فى الداخل،
وإرساء المزيد من أُسس الشفافية والحكم الراشد والنزاهة والاتزان

Thursday, July 26, 2007

احتكار تشغيل الانترنت والرسوم تعيق تطور واستخدام الخدمة بالسودان


طالب عدد من مشغلى ومزودي خدمة المعلومات الإلكترونية (الانترنت) باتاحة قدر اوسع من الحماية وعدم فرض أية تكاليف اضافية لمقدمى الخدمة، ووضع تعريفة جديدة حتى يتمكن اكبر قدر من المواطنين من الدخول الى الشبكة الدولية للمعلومات واستخدامها.وأجمع المشاركون فى الورشة التى اقامتها الهيئة القومية للاتصالات الخميس الماضى حول (قضايا الانترنت) على ارتفاع نسبة مستخدمى الانترنت فى السودان، بينما اشار آخرون الى تدنى هذه النسبة حسب البيانات الواقعية.

واشار وزير الاعلام والاتصالات الزهاوى ابراهيم مالك الى وجود مشاكل حقيقية فى مجال الانترنت، ، مشيرا الى ان17 شركة كانت تعمل فى مجال تقديم خدمة الانترنت توقفت منها 15.وطالب المشاركون فى الورشة السماح بدخول اجهزة الحاسب ومتعلقات صيانتها بدون أي رسوم ، اضافة الى توصيل الانترنت في الولايات بواسطة الهيئة القومية للإتصالات والمشغلين، الى جانب مواكبة التطور الكبير فى خدمات الشبكات عن طريق تقنيات الشبكات اللاسلكية.وأجمع المشاركون على ضرورة إلغاء أي ضرائب أو رسوم ترددات كانت تفرضها الهيئة القومية للاتصالات على المشغلين، ومطالبة الهيئة بحماية المشغلين من نفوذ الشركات الكبرى عليها.وطالب المشاركون في الورشة بإيجاد علاقة شراكة وتعاون بين شركات الاتصالات الاساسية ، ومشغلى خدمة الانترنت للوصول الى تقديم خدمات (السعات العريضة) لاكبر شريحة من المستخدمين ، وخلق بيئة تنافسية وسط مشغلى خدمات الانترنت تسمح بتقليل الاسعار وزيادة الخدمات.ووصف مشاركون خدمة الانترنت التي تقدمها شركات الموبايل بأنها ليست انترنت بالمعنى المفهوم للخدمة، واللاسلكية بأنها ليست ذات سعات عريضة DSL ، فيما أشار مهندس اتصالات إلى أن خدمة (mdsl) هي الأخرى ليست ذات سعات عريضة حسب مفهوم تلك السعات وتمكينها المستخدم من الاستفادة القصوى من شبكة الانترنت ونقل البيانات. وشارك في الورشة التي أقامتها الهيئة القومية للاتصالات عدد من شركات الاتصالات الكبرى التي تقدم خدمة الانترنت (سوداتل،كنارتل، موباتل، أم تى أن)، إضافة إلى مشغلي ومزودي خدمة الانترنت والذين يقدمون الخدمة للجمهور عبر الشركة السودانية للاتصالات (سوداتل) التي تملك المنفذ الوحيد لشبكة الانترنت في السودان.وامن الجميع على أهمية شبكة الانترنت في الحياة اليومية بدء من الحكومة الالكترونية والتعليم والتطبيب عن بعد واستخدام الصراف الالى وتحصيل الفواتير والاستخدام الاذاعى والتلفزيوني والبريد الالكتروني وغيرها من الاستخدامات الأخرى.وقدمت كل من شركات سوداتل وكنار وموباتل رؤيتها ودورها في تطوير وتقديم خدمة الانترنت في السودان.وأوصت الشركة السودانية للهاتف السيار (موباتل) بالسماح بدخول أجهزة الحاسب ومتعلقات صيانتها بدون أي رسوم وتقديم التسهيلات لمزودي الخدمة من حيث الرسوم والضرائب حتى يتثني لهم عرض الخدمة بأسعار أقل للمستخدمين، وتحفيز صغار المستثمرين لتوسيع رقعة انتشار المقاهي، فيما أوصت الشركة السودانية للاتصالات ( سوداتل) بمواكبة التطور الكبير في خدمات الشبكات اللاسلكية وتوسيع تطبيقات الهاتف السيار.واستعرضت شركة كنار للاتصالات دورها الرائد في تقديم خدمة الانترنت إلى المستخدمين بمميزات وأسعار أفضل.وشاركت في الورشة شركة (زينة نت) ممثلة لمزودي خدمة الانترنت والتي أوصت بعدة توصيات تمكن مزودي الخدمة من الاستمرار في تقديم الانترنت للجمهور بتكلفة اقل وجودة أعلى.وأشار ممثل (زينة نت) بضرورة الاتفاق بين المشغلين وشركات الانترنت لتخفيض أسعار الخدمات خاصة تكلفة السعات ونقل المعلومات، ودعم توصيل الانترنت في الولايات بواسطة الهيئة القومية للاتصالات والمشغلين ، وإيجاد صيغة عملية لتقديم خدمة السعات العريضة للجمهور بواسطة شركات الإنترنت وبالتنسيق مع المشغلين الرئيسيين علي أن تكون هذه الصيغة برعاية وتحت مراقبة الهيئة القومية للاتصالات حتى تتمكن تلك الشركات من تفعيلها الفوري وتسويقها للجمهور.يذكر أن خدمة السعات العريضة(DSL) تقدم فقط عبر الشركة السودانية للاتصالات (سوداتل)، بينما يقدم المشغلين خدمة الانترنت بالاتصال العادي Dial Up .من جهته قال مدير شركة (أشراف) للاتصالات أن السودان لازال في مرحلة الاتصال العادي بالانترنت مع تدنى نسبة المستخدمين مقارنة مع الدول الأخرى. ونادى خلال مشاركته في الورشة بضرورة إيجاد تقنيات لاسلكية أخرى أكثر تطوراً للاتصال بالانترنت، تضمن استخدام أوسع للشبكة يخرج من دائرة التصفح العادي.ووصف مدير (أشراف) المهندس جمال زمقان خدمة الانترنت التي تقدمها شركات الموبايل بأنها ليست انترنت بالمعنى المفهوم للخدمة، واللاسلكية بأنها ليست ذات سعات عريضة (DSL ) تسمح بالاستخدام الكامل للانترنت.وأشار زمقان إلى تأخر انتشار خدمة السعات العريضة DSL في السودان وذلك لعدة أسباب ساقها مقدم الورقة إلى رداءة الموصلات السلكية (النحاسية) المستخدمة من قبل الشركة، وعدم سماح سوداتل بدخول مستثمرين واحتكارها لهذا المجال، مما أدى لإغلاق 15 شركة من أصل 17 حصلت على رخصة لتقديم الخدمة، مشيرا إلى التكلفة العالية التي تفرضها الشركة على قيمة السعات (الباوندث).وفى ختام ورقته طالب زمقان بمراجعة اتفاقية الشراكة المقدمة من سوداتل ومقدمي الخدمة، وقدم اقتراحا بتطوير تقنيات لاسلكية أخرى كخدمة الـwimax والتي تغطى دوائر لاسلكية واسعة وذات تكلفة اقتصادية اقل، مضيفاً أن شركته تعد الأولى في إفريقيا والشرق الأوسط التي أدخلت هذه الخدمة في السودان .وفى ورقته المقدمة بعنوان (إدارة الانترنت في السودان)، رأى المركز القومي للمعلومات ضرورة تشكيل فريق عمل لدراسة كيفية إدارة الانترنت في السودان والاستفادة من الأفكار العالمية التي تم تداولها في قمم مجتمع المعلومات السابقة لتحقيق وجود سوداني فاعل على الانترنت.وفى مداخلته قال نائب المدير العام للهيئة القومية للاتصالات المهندس صديق إبراهيم إن مؤسسته ستدشن في ابريل من العام القادم اكبر بنك رقمي المعلومات تصل سعته التخزينية إلى 60 تريليون قيقا بايت، يعمل على إتاحة مراقبة حركة تبادل المعلومات وحمايتها من الاختراق، وتوفير اكبر قدر من برامج تشغيل الكومبيوتر وتطبيقاته،ويمنح البنك خدمة مجانية تتيح للمستخدم الوصول إلى معظم تطبيقات الكمبيوتر والانترنت.لكن الدكتور ابوبكر الصديق أستاذ الهندسة بجامعة النيلين، اتهم الهيئة بتدخلها أكثر من اللازم في جانب تشغيل خدمات الاتصالات ، وطالبها بدعم الشركات والمشغلين دعماً مباشرا والالتزام بكونها جهة تنظيمية وليس تشغيلية، واصفا الجانب التقني في الهيئة بالضعيف.وقال الصديق إن عدم وجود منافسة في مجال تقديم الانترنت واحتكار التشغيل يضعف الخدمة المقدمة للمستخدم ويزيد من سعرها.من جهته طالب خبير المعلوماتية ورئيس مجلس الصحافة البروفسير على محمد شمو يايجاد تعريفة تفضيلية بالنسبة للمؤسسات الأكاديمية وتشجيع استخدام الانترنت فيها، وإتاحة الخدمة لأكبر قطاع ممكن لسكان السودان خاصة في الولايات.وأمن البروفيسور شمو على حق المواطن في الدخول إلى عالم الانترنت والاستفادة منه خاصة بالنسبة إلى طلاب الجامعات والمدارس على السواء وذلك بهدف نشر ثقافة المعلوماتية التي تتيح للجميع المعرفة والاستفادة، مضيفا إلى وجود فجوة تقنية كبيرة تستوجب المعالجة.ودعا رئيس جمعية الانترنت السودانية المهندس محمد البشير إلى ضرورة إيجاد علاقة شراكة وتعاون بين شركات الاتصالات الأساسية ، ومشغلي خدمة الانترنت للوصول إلى تقديم خدمات (السعات العريضة) لأكبر شريحة من المستخدمين ، وخلق بيئة تنافسية وسط مشغلي ومزودي خدمات الانترنت تسمح بتقليل الأسعار وزيادة الخدمات.وطالب رئيس الجمعية التى تدير نطاق السودان على الانترنت .sd بضرورة إعادة تفعيل خدمات السعات العريضة عبر الكيبلات الأرضية وعدم الاستغناء عنها مشيرا إلى تجربة شركة (اتصالات مصر) وشراكاتها مع موفري خدمات الانترنت والتي مكنتها من التوسع الهائل و تقديم خدمات السعات العريضة بأسعار رمزية في جمهورية مصر.وأكد رئيس جمعية الانترنت السودانية على أهمية قيام مراكز بيانات (data center) تدعم وتطور
خدمات تطبيقات الانترنت والمعلومات بالسودان سواء كانت حكومية أو عبر القطاع الخاص
التقرير على موقع الجريدة

Tuesday, July 3, 2007

خلية الاطباء النائمة ..ملائكة الموت الملتهبة








حين يتحول الطبيب، الى مخطط ومنفذ لهجمات على المدنيين الآمنيين،يصبح ( قسم ابوقراط) مجرد نكتة طبية قديمة،وتصبح عبوات الاكسجين التى ينقذ بها الطبيب مريضه غازا تحترق به اجساد الابرياء، وتمتلئ الشوارع باشلاءهم اطفالا ونساءً ورجالا،حينها فقط تتسع دائرة التساؤل والحيرة والاستفهام!!؟
فالتفجيرات التى كان مخططا لها ضرب مناطق حساسة فى العاصمة البريطانية لندن،فشلت جميعها ووجهت اصابع الاتهام الى خلية طبية تعمل فى المستشفيات جلها من الاطباء اجمعوا على تنفيذ المهام ضاربين بذلك بشرف المهنة عرض الحائط،وبدلا من ان يكونو عونا للمرضى والمصابين، اصبحوا انفسهم قتلة.
المواد التى استخدمت فى التفجيرات الفاشلة، سواء فى السيارتين اللتين لم تنفجرا، او سيارة الجيب التى اصطدمت بمبنى مطار غلاسكو ، هى مواد فى متناول اليد، ومن المستحيل تفجيرها عن طريق الاتصال باجهزة الموبايل التى تركت داخلها، او عن اى طريق آخر اللهم سوى الاصطدام بحائط او مبنى.
فالبنزين والغاز والمسامير لاتصلح ان تكون قنبلة ولا حتى فى اللهو البرى، من الممكن ان يصاب عدد كبير من المارة جراء هذه التفجيرات لو حدثت، لكنها لاتنم على تخطيط سديد وتنظيم له اذرع وخلايا حتى فى المجال الطبى!!
فالاغلب ان هؤلاء الاطباء كانوا ضحية اجهزة استخبارتية كبيرة،عرفت تلك الاجهزة بميولهم الارهابية وايقظت فيهم الحس الانتحارى لخدمة مصالح استخبارتية تخصها وحدها، فتخلصت منهم بهذه الطريقة باعتقالهم متلبسين، او قتلهم، وضمنت عدم قيامهم باى عمل ارهابى لوحدهم مستقبلا، وارتاحت من عناء المراقبة والتتبع ، وخدمت مصلحتها المتمثلة فى هذه الحالة فى حث رئيس الوزراء البريطانى الجديد غوردون براون الى السير على خطى سلفه تونى بلير الحليف الرئيسى للولايات المتحدة فى مكافحة الارهاب والتطرف!!
وبالطبع كانت الاجهزة الاستخباراتية تمسك بفتيل الاشتعال فى العملية كلها والا خرجت الامور عن سيطرتها، وفى الوقت المناسب منعت الانفجار من الحدوث، او انها كانت تعلم انه لن يكون هناك انفجارا ولا يحزنون، وادراكهم بعدم خطورة المواد التى بحوزة الارهابيين حتى لو كانت من الغاز والبنزين؟؟
وكما هو معلوم فالاجهزة الاستخباراتية عندما تنفذ عملية كهذه،تخطط لها وكانها عملية حقيقية، لايعلم المنفذ انه وقع ضحية جهاز استخباراتى قذر، فتكون العملية قد نفذت بنجاح،وقد تكون هناك مبالغ مالية نظير العملية كمرتزقة، اواغوائهم دينيا وعقائديا حسب نهج كل وتفكيره.
تبقى مجرد تفسيرات فى انتظار المثير والكثير حول هذه العملية.