Monday, April 30, 2007

فشلت فى الغاء حزب الله .. اسرائيل تفقد الرهان


محمد كشان

يرى الخبراء ان الحرب الاسرائيلية على حزب الله التي دخلت يومها الحادي عشر لم تستطع النيل من قدراته العسكرية كما فشلت اسرائيل في رهانها على تأليب الراي العام في المناطق الشيعية التي تقصفها ضد الحزب. ويقول المحلل وليد شرارة، واضع كتاب بعنوان "حزب الله: حركة اسلامية وطنية"، ان "حزب الله اثبت" على المستوى العسكري "ورغم كل الادعاءات الاسرائيلية عن تدمير صواريخه، قدرته على الاستمرار في القصف على شمال اسرائيل وقد كثف قصفه منذ ثلاثة ايام". لكن من الصعب معرفة خسائر حزب الله الحقيقية. ويعتبر المحلل مايكل يونغ ان "حزب الله يقول ان قدراته العسكرية ما زالت كاملة فيما اسرائيل تؤكد انها دمرت قدراته العسكرية. ربما الحقيقة ما بين الاثنين". ومنذ بداية الهجوم الاسرائيلي على لبنان في 12 يوليو الجاري، قتل 15 مدنيا اسرائيليا بصواريخ اطلقها حزب الله على شمال اسرائيل، بينهم ثمانية في حيفا. وقال شرارة "في المواجهات الميدانية، يتكبد الاسرائيليون خسائر جسيمة ولم يستطيعوا ان يحققوا اختراقات جدية"، ولم يتمكنوا من النيل من اي من قيادات الحزب. وشنت اسرائيل في الايام الثلاثة الماضية سلسلة من عمليات التوغل المحدودة داخل الاراضي اللبنانية تخللتها مواجهات ضارية مع مقاتلي حزب الله اسفرت الخميس الماضي عن مقتل اربعة جنود اسرائيليين قرب قرية مارون الراس الحدودية. واضاف المحلل "على المستوى السياسي واضح ان الرهان الاسرائيلي لم ينجح. فقد فشلت محاولة تأليب المدنيين ضد حزب الله لان تماسك القاعدة الشعبية ازداد حول حزب الله". وتابع ان "اسرائيل فشلت ايضا في محاولتها اللعب على التناقضات الطائفية وزرع الخلاف بين الطوائف اللبنانية"، مضيفا "حتى القوى التي انتقدت حزب الله في الايام الاولى للمواجهة غيرت خطابها وباتت تشدد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وتاجيل النقاش حول مسؤولية شن العدوان". ويبدو المحلل يونغ اكثر حذرا اذ يعتبر ان "حزب الله ليس عدوا ضعيفا وهو يظهر حاليا انه لا يزال ناشطا عسكريا وسياسيا". ويقول "سياسيا، لا يزال قادرا على رفض كل حل سياسي لا يناسبه، وعسكريا، لم تستهدف اسرائيل حزب الله بل المناطق المدنية والبنى التحتية". واكد النائب حسين الحاج حسن من حزب الله لوكالة فرانس برس انه "بعد عشرة ايام من الضربات الجوية لم تحقق اي اصابة للبنية القيادية والعسكرية للمقاومة"، مضيفا ان الاسرائيليين "قتلوا فقط مدنيين ودمروا بنى تحتية". وتابع "على الارض قصف الصواريخ مستمر والمواجهات مستمرة والاسرائيليون تكبدوا خسائر وفشلوا في التقدم كما انهم فشلوا في تاليب الراي العام" ضد حزب الله. وتقول جوليا شقير من مؤسسة "كارنيجي" الاميركية حول الشرق الاوسط، ان "في امكان اسرائيل ان تلحق اضرارا كبيرة بالقدرات العسكرية لحزب الله الا انها لا تستطيع الغاء حزب الله على المدى القصير بالوسائل العسكرية". واعتبرت المحللة ان "موت مدنيين لبنانيين يغذي مشاعر الحقد، ما يعزز موقع حزب الله" بين السكان. ويبدو سكان جنوب لبنان والضاحية الشيعية لبيروت اللاجئون الى مدارس العاصمة مؤيدين بمعظمهم لحزب الله. وتقول الحاجة خديجة يحيى من كفركلا "كلما ضربونا كلما ازداد تعلق الناس بالمقاومة وبالسيد حسن نصرالله"، الامين العام لحزب الله. فى هذه الاثناء تتلقى اسرائيل دعما معنويا وماديا من دول فى مقدمتها الولايات المتحدة فى هجومها على لبنان.ونشرت مجلة فوكوس اون لاين عن مصدر اعلامي اميريكي خبرا مفاده ان اسرائيل تلقت من الولايات المتحدة عبر شحن سريع جدا عددا كبيرا من الصواريخ من نوع معين كي تستعملها في حربها في لبنان. وحسب ما ورد في الخبر اكدت مصادر اميركية امس ان تل ابيب طلبت اسلحة بعد قصفها مواقع حزب الله الاسبوع الماضي فناقشت الادارة الاميركية الامر واقرته في وقت قصير جدا.والكم من السلاح الذي تسلمته اسرائيل يشكل جزء من الدعم العسكري الاميريكي الذي خصص لها العام الماضي. لكن ما يلفت النظر وغير عادي طلب تل ابيب العاجل لتسلم السلاح منها صواريخ حديثة النوع،مما يفسر انها تريد استعماله لضرب اهداف محددة في لبنان.ولم يتوفر حتى الان تفاصيل عن حجم ما تسلمته الحكومة الاسرائيلية من سلاح ونوعه. من جانبها قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ان واشنطن تكثف جهودها لارسال قنابل موجهة بالغة الدقة الى اسرائيل التي طلبت تسريع الصفقة بعدما بدأت هجومها على لبنان. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الادراة الامريكية، طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم، ان القرار اتخذ بعد نقاش محدود داخل الادارة الامريكية. وقال المسؤولون إن طبيعة الصفقة غير عادية وهي مؤشر على أن عدد الأهداف التي تعتزم إسرائيل ضربها في لبنان كبير. وأضافوا قائلين إن الأسلحة الموجهة بالأقمار الصناعية والليزر، والتي يهدف منها تدمير المخابئ تحت الأرض، جزء من صفقة كبيرة تمت الموافقة عليها في العام الماضي. وقال المسؤلون إنه لا يتم تسليم الشحنات عادة بسرعة، "ولكن الوضع هنا مختلف فإسرائيل حليفة مقربة، وهي في محيط عدائي". ولم يتم الاعلان رسميا عن هذه الصفقة. وقد رفض مسؤولو البنتاجون التعليق على حجم ومحتوى هذه الصفقة أو ما إذا كانت سترسل جوا أو بوسيلة أخرى.وتقول الادارة الامريكية ان حزب الله يتلقى دعما عسكريا من ايران وسوريا فى حربه مع اسرائيل.وامس وجه الرئيس الامريكى جورج بوش انتقادا لاذعا للدولتين، مؤكد على الدعم الأمريكي للرد الإسرائيلي تجاه استفزازات مقاتلي الحزب في لبنان.وقال بوش في خطابه الإذاعي الأسبوعي "لسنوات، كانت سوريا راعيا رئيسيا لحزب الله وساعدت في تزويده بشحنات أسلحة إيرانية الصنع." وأضاف الرئيس الأمريكي "النظام الإيراني واصل تحديه المجتمع الدولي تكرارا بطموحه النووي ومعوناته للجماعات الإرهابية. أعمالهم تهدد منطقة الشرق الأوسط برمتها، وتقف في طريق حل الأزمة الناشبة وإحلال السلام الدائم في هذه المنطقة المتأزمة."وكرر بوش موقفه بأن حزب الله هو من أطلق شرارة الأزمة عندما "قام حزب الله الإرهابي" بشن غارة على إسرائيل أسفرت عن أسره جنديين إسرائيليين. وأوضح بوش أن الدول ذات السيادة لديها الحق بالدفاع عن شعبها من هجمات الإرهابيين، مشددا على أن إدارته طلبت من إسرائيل مواصلة سياسة ضبط النفس لحماية الأرواح البريئة.وخلافا لهذا الموقف ترى دولاً اخرى مثل فرنسا ان اسرائيل تسعى لتدمير لبنان ومحوه ن الوجود. وفرنسا على خلاف مع الولايات المتحدة التي ترفض الضغوط الدولية للدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار.وبموقفها هذا اصبحت واشنطون معزولة لرفضها لوقف الهجمات الاسرائيلية على لبنان بعد ان انتقدت حليفتها بريطانيا عمليات القتل الجماعية للمدنيين والتدمير الهائل في لبنان. فقد وجه وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية كيم هاولز الذي زار لبنان امس انتقادا شديدا لاسرائيل لقتلها "هذا العدد الكبير من الاطفال والاشخاص" وشكك في تكتيكاتها العسكرية. وعن القصف المدفعي والجوي للبنان، قال هاولز امام الصحافيين في بيروت "هذه ليست ضربات دقيقة التصويب". واضاف عقب اجتماع مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة "اذا كانوا يطاردون حزب الله فعليهم استهداف حزب الله وليس كل الشعب اللبناني". وحذرت وزيرة الخارجية البريطانية مارغرت بيكيت في مقابلة نشرتها امس صحيفة "فايننشال تايمز" اسرائيل من توغل بري في لبنان. وقالت مارغرت بيكيت ان مثل هذا التوغل سيخلق "وضعا خطيرا للغاية". واضافت ان مثل هذا التوغل سيكون "خطأ في الحساب، وغلطة وقد يكون له انعكاسات دراماتيكية، وهو امر ارى انه مثير للقلق الشديد". وتابعت "لقد حثينا اسرائيل على الحذر وضبط النفس منذ البداية ونواصل ذلك مع تزايد قلقنا الكبير مع مرور الوقت". وتعتبر هذه الانتقادات تغيرا في الموقف البريطاني من القتال في لبنان. اما فرنسا فقد القصف الاسرائيلي على لبنان بانه رد فعل "غير متناسب" على اسر مقاتلي حزب الله لجنديين اسرائيليين لكنها طالبت ايضا بنزع سلاح حزب الله. واضافة الى ادانته الهجمات بين الإسرائيليين وحزب الله ، يرى الرئيس الفرنسى جالك شيراك أن إسرائيل تتمنى ان تدمر لبنان. ولا غرو فشيراك يتسآل ، "ما هو الهدف من تدمير كل البنية التحتية وشبكات الاتصالات والمطار ومحطات الطاقة، ويرى كذلك ان ردة الفعل اسرائيل غير متوازنة". وتجدد بالامس موقف فرنسا للوقف الفوري للهجمات على لبنان ، حيث نادى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الى ضرورة الوقف الفوري للقتال بين اسرائيل وحزب قائلا ان القتال يهدد بتدمير لبنان.وقال دوست بلازي في مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية "يجب ان نلاحظ خطورة الوضع... وندعو (لفتح) ممرات انسانية والى وقف فوري للقتال وتهيئة جميع الاجواء لوقف اطلاق النار."واضاف "اذا لم يحدث ذلك فسيكون في هذا دمار الدولة اللبنانية."ووزيرة دفاع فرنسا نفسها ميشيل اليو ماري والتي تزور دولة الامارات العربية المتحدة قالت امس ان فرنسا قد تفكر في الاسهام في قوة سلام دولية محتملة بعد ايضاحات معينة.واضافت "وهذه القوة ليست لها معنى مالم تأت باتفاق على اعادة اقرار الامن وتحسن الموقف."وقالت اليو ماري للصحفيين "يتعين ايضا تحديد اطار عمل هذه القوة.. ماهي مهمتها وما هي الادوات التي ستقدم لها لتنفيذ مهامها."وقالت أليو ماري انها ستتوجه اليوم الى قبرص التي ستقلع منها سفن تابعة للبحرية الفرنسية الى لبنان للمساعدة في جهود الاجلاء.وقالت فيما يتعلق بجهود الولايات المتحدة لاحداث تغيير في الشرق الاوسط "هناك شيء انا مقتنعة به وهو اننا لايمكن ابدا ان نفرض من الخارج نموذجا على دولة ولاسيما النموذج السياسي."

No comments: