الاتحاد الافريقي يتبنى موقفاً مشتركاً حيال قمة مجموعة الدول الصناعية
محمد كشان
اجمع الاتحاد الافريقي فى ختام قمته في سرت بليبيا امس على مطالبة مجموعة الثماني بالغاء ديون افريقيا كليا كما طالب بمقعدين دائمين في مجلس الامن في اطار اصلاح الامم المتحدة. كما طالب الاتحاد في هذا "الموقف الافريقي المشترك" برفع الدعم الزراعي الذي يعرقل قطاعات كاملة في الاقتصاد الافريقي ولا سيما قطاع انتاج القطن.وعدد "الالتزامات الاساسية المنتظرة من الشركاء في التنمية"، عشية قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى التي تنطلق اليوم في غلين ايغلز باسكتلندا وتخصص جزء كبيراً منها لافريقيا.ودعي العديد من رؤساء الدول الافريقية الى هذه القمة لعرض تطلعات وطموحات قارتهم.وطلب الاتحاد الافريقي من مجموعة الدول الثماني "زيادة المساعدات التنموية بشكل سريع والعمل في الوقت نفسه على الغاء الديون من جانب جميع الدائنين بحيث تستفيد كل الدول الافريقية من هذا الاجراء".واشار النص الى انه "ينبغي على الشركاء في التنمية ان يلتزموا زيادة المساعدة الى 5،0 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي بحلول عام 2010 والى 7،0في المئة بحلول عام 2015"، داعيا في الوقت نفسه الى "مضاعفة المساعدة في المدى المنظور".وتوافق رؤساء الدول الافريقية ايضا على مطالبة مجموعة الثماني ب"الغاء الدعم الذي يعرقل التبادل التجاري" وتبني جدولا زمنيا في هذا الاطار.وطلب الرؤساء من الدول الصناعية "دعم الجهود الرامية الى تعزيز قدرات الدول الافريقية بهدف تنويع منتجاتها وصادراتها".ويشارك فى قمة الثمانى سبعة من الرؤساء الافارقة (جنوب افريقيا ونيجيريا واثيوبيا وتنزانيا وغانا والسنغال والجزائر) وخمس دول ناشئة (الصين والمكسيك والبرازيل والهند وجنوب افريقيا ايضا). وستخصص القمة اجتماعاتها ليوم الجمعة لافريقيا ويسبقها الخميس لبحث القضايا الاقتصادية وارتفاع حرارة الغلاف الجوي.ويستقبل مجمع فندقي فخم على بعد 70 كلم الى شمال ادنبره وصول الوفود المشاركة في القمة بمأدبة عشاء تقيمها الملكة اليزابيث تكريما لقادة مجموعة الثماني المتمثلة فى المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا.وكان رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل قد توجه الى اسكتلندا عقب مشاركته فى قمة الاتحاد الافريقى بليبيا داعياً الى إقامة تحالف أوروبي إفريقي طموح" تكون من مهامة إعادة بحث ودراسة المبادئ والقيم التي تنظم العلاقات بين القارتين. وقال باروسو في خطاب أمام القمة الافريقية "اليوم بإمكاننا ويتعين علينا إنجاز الكثير من أجل إقامة علاقات سياسية جديدة متينة بين أوروبا الموسعة وإفريقيا التي تنهض من جديد" لافتا الى ان "القادة الاوروبيين توافقوا على هدف جديد للاتحاد يتيح زيادة المساعدات السنوية الى 20 مليار يورو حتى عام 2010 و45 مليار يورو حتى عام 2015"، على ان يخصص نصف هذه المبالغ على الاقل لافريقيا.ويرى المراقبون انها مجرد وعود بمساعدات مالية لم يتعهد بها القادة الأوروبيون ،ومع ذلك يمكن أن يتحقق الأمل بالنسبة لإفريقيا من جانب رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير الذي سيرأس قمة مجموعة الثماني ، فهو سيقدم خلال القمة خطة عمل أعدتها اللجنة المتخصصة حول إفريقيا التي قام بإنشائها والتي أقترحت بعد عام من بدئها العمل- علي الدول الغنية في العالم مساعدة إفريقيا بمستوى 25 مليار دولار سنويا أعتبارا من الآن وحتي عام 2010 .ويفترض أن يتضاعف هذا المبلغ أعتبارا من عام 2011 ليبلغ 50 مليار دولار سنويا لصالح إفريقيا . ويقترح مخطط عمل اللجنة المتخصصة حول إفريقيا بأن يرافق برنامج المساعدة إعفاء للديون إضافة إلي تعهد كل دولة من الدول الغنية بتخصيص 0,7 فى المائة من ناتجها الداخلي الخام للمساعدة العامة للتنمية. وكان بلير قد شدد امس على الدور "الاساسي" لشركات القطاع الخاص في تنمية افريقيا، مؤكدا ان تطلعات مجموعة الثماني بالنسبة لافريقيا "طموحة جدا".وادلى بلير بتصريحاته في رسالة مسجلة تم بثها في بداية قمة جمعية "تحرك الاعمال من اجل افريقيا" في لندن وهي جمعية شركات بينها العديد من الشركات الافريقية تسعى الى تشجيع التنمية الاقتصادية في هذه القارة. وذكر بلير بان افريقيا "في طليعة جدول اعمال قمة مجموعة الثماني مشيرا الى ان الاهداف المحددة لهذه القمة "طموحة جدا".واضاف "انني واثق من تحقيق نتيجة ايجابية".وتندرج هذه الندوة في اطار فعاليات قمة مجموعة الثماني وتنظمها المفوضية من اجل افريقيا برعاية الشراكة الجديدة لتنمية افريقيا (نيباد) التي انشئت عام 2001.وبالنسبة لارتفاع حرارة الغلاف الجوي يمسك الرئيس الاميركي جورج بوش بمفتاح اي اتفاق حول ارتفاع حرارة الكوكب. لكن اذا كانت خطة عمل مجموعة الثماني "مماثلة لبروتوكول كيوتو، الذى يحد من الظواهر الحرارية، عندئذ سيكون الرد (الاميركي) (لا)"، على ان وزير مالية بريطانيا غوردون براون اقر في الوقت نفسه بان سخونة المناخ تعتبر "مشكلة خطيرة على المدى الطويل ينبغي علينا العمل لمواجهتها".الى ذلك يتوقع ان تلقي العلاقات المتوترة بين بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك بظلالها على القمة.واضافة الى القضايا الرئيسية سيبحث قادة القمة ايضا وفقا للرئاسة البريطانية قضية الشرق الاوسط ومسائل مكافحة الارهاب وانتشار الاسلحة.ومن المرجح ايضا ان تبحث القمة في موضوع النفط بعد ارتفاع اسعاره مجددا الى مستويات قياسية.ويتوقع ان ينظم العشرات من المناهضين للعولمة اليوم امام القمة احتجاجات ومظاهرات تندد باعمال القمة،وحسب استطلاع اجراه موقع قناة الجزيرة الفضائية ،استبعدت أغلبية ساحقة من المشاركين في استفتاء للجزيرة نت نجاح قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في معالجة مشاكل الفقر في القارة الأفريقية. وأظهر الاستفتاء الذي اجرى ما بين يومي الثاني والخامس من يوليو الحالي وشارك فيه 16309 مصوتين أن 91.7% يعتقدون أن القمة ستفشل في معالجة مشاكل الفقر، في حين عولت أقلية بلغت 8.3% على نجاحها.وكانت آخر قمة للمجموعة في شهر يونيو 2004 في سي آيلاند في الولايات المتحدة الأمريكية. وعقدت القمة التي سبقتها في إفيان لي بان حين كانت فرنسا تتولى رئاسة المجموعة. ونشأت المجموعة فى العام 1975 بعد ان قترح الرئيس الفرنسي جوسكاردوستان عقد اجتماع غير رسمي يضم رؤساء ست دول في رامبويي وكان التركيز على كيفية التصرف حيال أول أزمة نفطية والركود الاقتصادي نتيجة لهذه الأزمة. أعقب اجتماع رامبويي قمة أخرى عقدت في بورتوريكو عام 1976 حين انضمت كندا للدول الست الأساسية. وانضم الاتحاد الأوروبي ممثلا بالمفوضية الأوروبية عام 1977. ولم يكن هناك أي تغييرات أخرى بالعضوية حتى التسعينيات، حين دعا رئيس الوزراء، جون ميجور، الرئيس غورباتشوف للانضمام لقادة الدول السبع (G7) في نهاية القمة التي عقدت في لندن عام 1991، وأصبحت عضوية روسيا رسمية تدريجيا منذ ذلك الحين.وعقدت أول قمة لمجموعة الثمانية (G8) بحضور كامل الأعضاء في برمنجهام عام 1998، حين رأست المملكة المتحدة المجموعة.وتعقد هذه القمم عادة خلال عطلة نهاية الأسبوع في أوائل فصل الصيف. تستضيف القمة رئاسة دورية للمجموعة. فمنذ اجتماع رامبويي، تناوب على استضافة ورئاسة المجموعة فرنسا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، واليابان، وإيطاليا، وكندا على الترتيب، وتبدأ فترة الرئاسة الجديدة في شهر يناير من كل عام. سوف تتولى روسيا رئاسة مجموعة الثمانية وتستضيف قمتها الأولى عام 2006، في سانتبيترسبورج.
No comments:
Post a Comment