الثالث من مايو .. العالم يحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة
متابعة : محمد كشان
يحتفل العالم اليوم الموافق الثالث من مايو باليوم العالمى لحرية الصحافة حيث يخدم هذا اليوم كمناسبة لتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير وكذلك كمناسبة لتذكيرهم بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين أثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية. وحذر اتحاد الصحفيين العرب من دخول الصحافة العربية خلال العام الأخير في مراحل الاختناق، نتيجة القيود المشددة والعقوبات السالبة للحرية والانتهاكات الواسعة التي تمارسها بعض الحكومات العربية، والتي تصاعدت بشكل ينذر بخطر شديد.وقال بيان للاتحاد أصدره بمناسبة الاحتفال المزدوج باليوم العالمي لحرية الصحافة ، وعيد الصحافة العربية في 6 مايو المقبل، إن الصحافة والصحفيين في البلاد العربية يمرون في مرحلة مفصلية يتصارع فيها اتجاهان، أولهما يسعى لإطلاق حرية الصحافة وباقي الحريات العامة ضمن مشروع إصلاحي ديموقراطي وطني وقومي شامل، وثانيهما يسعى على النقيض لإجهاض أي خطوة إصلاحية تمسكا بأوضاع سياسية واجتماعية فاسدة، ولذلك فهو يركز حملته المضادة على الصحافة والصحفيين بشكل رئيسي.وأشاد اتحاد الصحفيين العرب، بالمواقف المشرفة لنقابات الصحفيين في البلاد العربية، دفاعاً عن حرية الرأي والتعبير، مدعومة بالنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية الديموقراطية الأخرى الساعية للإصلاح الديموقراطي الحقيقي.وقال إن الحالة الصحفية والسياسية العربية ، تشهد ظاهرتين واضحتين تمثلان فى سرعة الحراك السياسي في الشارع العربي، المطالب بإطلاق الحريات وتحقيق إصلاح ديموقراطي جذري، يستجيب لمطالب الشعوب ، قبل أن يكون رد فعل لضغوط أمريكية.والثانية تتمثل في أنه رغم هذا الحراك الضاغط من أجل إطلاق الحريات، إلا أن ما يجري للصحافة ووسائل الإعلام العربية على أيدي الحكومات ، يتناقض مع الدعوة للحريات، وذلك بتشديد القيود والعقوبات على الصحافة والصحفيين.وأكد اتحاد الصحفيين العرب، أن المنطقة العربية أصبحت واحدة من أخطر مناطق العالم تهديدا لحرية الصحافة ولحياة الصحفيين، ليس فقط بسبب العقوبات المشددة والاعتقالات والاعتداءات البدنية والجسدية، ولكن أيضا بسبب تصاعد ظاهرة قتل وخطف الصحفيين.فقد أصبحت الساحة العراقية من ناحية والساحة الفلسطينية من ناحية أخرى، هما الأكثر خطورة على حياة الصحفيين، بسبب عمليات القتل والعدوان والقهر التي تقودها قوات الاحتلال.وقد احتل العراق خصوصا موضع "المكان الأشد دموية" في العالم بخصوص الصحافة والصحفيين خلال العامين الأخيرين ، أي منذ الاحتلال الأمريكي له عام 2003، حيث قتل وخطف واختفى نحو مائة صحفي وإعلامي، من بينهم 33 صحفيا قتلوا خلال عام 2004 وحده، من بين 78 صحفيا قتلوا في العالم كله ، بما يجعل من عام 2004 العام الأسوأ والأكثر دموية للصحافة والصحفيين.وقال اتحاد الصحفيين العرب، إن جرائم قتل الصحفيين واحتجازهم وخطفهم خلال أداء عملهم، يشكل جريمة ضد الإنسانية، فضلا عن كونها انتهاك صارخ للحرية والمبادئ الديموقراطية والقانون الدولي واتفاقيات جنيف الأربع، ورغم ذلك فإن مرتكبي هذه الجرائم لم يعاقبوا رغم تعمد القتل في حالات عديدة كما جرى في العراق وفلسطين تحت الاحتلال.وطالب اتحاد الصحفيين العرب، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة وعيد الصحافة العربية بالإسراع بإطلاق حرية الصحافة والرأي والتعبير مقدمة حقيقية للإصلاح الديموقراطي الشامل.وتطهير القوانين والتشريعات العربية من العقوبات السالبة للحرية وإسقاط عقوبة الحبس في قضايا الرأي والنشر. وتحرير الصحافة ووسائل الإعلام من السيطرة الحكومية، وإطلاق حرية إصدار الصحف وتأسيس المنظمات الإعلامية المستقلة والحرة.كما طالب بتدعيم المنظمات النقابية للصحفيين والإعلاميين العرب وحمايتها من الاختراق وكفالة حريتها واستقلاليتها، ضمانا لحماية الصحفيين.واعتبار جرائم القتل والخطف والإخفاء القسري للصحفيين من الجرائم ضد الإنسانية، وتقديم مرتكبيها للمحكمة الجنائية الدولية، والمطالبة بسرعة الإفراج عن الصحفيين المخطوفين في العراق.وفي ختام بيانه أكد اتحاد الصحفيين العرب، تصميمه على المضي قدما في خوض معركة الحريات الديموقراطية عموما، وحرية الصحافة خصوصا، حتى النهاية، باعتبارها مهمته الرئيسية ومسئوليته الأولى، مناشداً كل القوى الديموقراطية المحلية والدولية مساندته في هذه المواجهة الصعبة، تطلعاً لمستقبل أفضل للشعوب والدول العربية.مراسلون بلاحدود تحذراما منظمة مراسلون بلا حدود المعنية بأوضاع الصحفيين فقد قالت في تقريرها السنوي الذي يصدر اليوم الثلاثاء ان الصحافيين في منطقة الشرق الاوسط يجازفون بحياتهم في مناطق خطرة ويواجهون حكومات متسلطة.وذكر التقرير الذي نشر في مناسبة الذكرى الخامسة عشرة لليوم العالمي لحرية الصحافة ان واحدا وعشرين صحافيا قتلوا في هذه المنطقة بينهم 19 على الاقل في العراق خلال العام 2004 ما يعني ان قرابة نصف الصحافيين الذين سقطوا في العالم قتلوا في الشرق الاوسط وحده في العام الماضي.واوضح تقرير المنظمة ومقرها باريس ان تواجد المراسلين الاجانب في بغداد تراجع بشكل كبير بسبب انعدام الامن واستحالة التنقل بحرية في انحاء العراق.ولا تزال الصحافية الفرنسية فلورنس اوبنا العاملة في صحيفة ليبراسيون محتجزة كرهينة في العراق مع مترجمها منذ اختطافها في الخامس من يناير الماضي وهناك ايضا ثلاثة صحافيين رومانيين ما زالوا رهائن هناك منذ نهاية مارس الماضي.وفي المملكة العربية السعودية قتل مراسل للبي بي سي واصيب اخر بجروح بالغة في اعتداء نسب الى المتشددين الاسلاميين. وفي قطاع غزة قتل صحافي فلسطيني في مارس 2004 على الارجح في اطار الصراعات الداخلية بين الفلسطينيين.وراى التقرير ان "الفوضى الامنية في الاراضي الفلسطينية تشجع تزايد عمليات العنف ضد الصحافة ما يزيد من صعوبات التنقل التي يتسبب فيها الجيش الاسرائيلي".الا ان التقرير يرى من جانب اخر ان "العائق الاول امام استقلال الصحافة هو التشريعات المعمول بها اضافة الى المخاطر التي يواجهها الصحافيون في عملهم".واشار التقرير في هذا الاطار الى ان 27 صحافيا سيقوا الى السجن عام 2004 بتهمة "التشهير" او "التطاول على رئيس الدولة" او "الاساءة للاسلام" او "نشر اخبار كاذبة" وكان نصف هؤلاء الصحافيين في الجمهورية الاسلامية الايرانية.وقالت المنظمة التي تحتفل هذه السنة بالذكرى العشرين لتاسيسها "ان اجهزة الامن في اسوأ انواع الانظمة القمعية وهي ايران وسوريا والسعودية وتونس وليبيا تلاحق اي محاولة لنقل الوقائع بنزاهة والتحري عن اي موضوعات حساسة كالفساد والتيارات الاسلامية والمحرمات الاجتماعية والدينية او حتى العلاقات مع الولايات المتحدة". واعتبر التقرير "ان ايران تظل السجن الاكبر للصحافيين في الشرق الاوسط" وان "13 مراسلا على الاقل سيقوا الى السجون في عام 2004 من قبل السلطات القضائية التي يسيطر عليها التيار المحافظ" في الجمهورية الاسلامية.واضاف "ان بعض الصحافيين احتجزوا في زنزانات انفرادية من دون محاكمة وحرموا من الاستعانة بمحام واخرين تعرضوا للتعذيب ولسوء المعاملة وانتزعت الاعترافات منهم انتزاعا".في سوريا قال التقرير ان "الصحافة تختنق بفعل الرقابة الامنية" مشيرا الى ان "ايا من الاصلاحات التي اعلن عنها الرئيس السوري الشاب بشار الاسد لم تطل وسائل الاعلام".اما في ليبيا "فحرية الصحافة مكتوبة ومسموعة ما زالت غائبة تماما" وفق التقرير.وفي السعودية يشير التقرير الى ان المملكة "لا تحاول حتى اخفاء الرقابة والاشراف على الاعلام وتعمد الحكومة ووزارة الاعلام الى استدعاء رؤساء التحرير في الصحف الرئيسية لابلاغهم بالخط الذي يتعين عليهم السير فيه".وفي اليمن لفت التقرير الى "تدهور خطير" في وضع الحريات الصحافية مشيرا الى "الحكم بسجن صحافي عاما واحدا" بتهمة "الاساءة الى الرئيس" وقد اطلق سراحه بعفو رئاسي.وحول بلدان الخليج اشار التقرير الى ان "العلاقات بين وسائل الاعلام والسلطات السياسية والمالية متشابكة الى درجة تجعل من الرقابة الذاتية المعيار الذي غالبا ما يطبق بامتياز".وفي مصر تحدث التقرير ايضا عن "الرقابة الذاتية" و"استمرار العمل بعقوبات الحبس" في قانون المطبوعات على الرغم من وعود الرئيس حسني مبارك في هذا الاطار.وفى افريقيا يسعى المنادون بحرية الصحافة الى المساهمة في تنمية وسائل الإعلام في القارة من خلال إقامة صندوق خاص للصحافة عبرمفوضية الإتحاد الإفريقي.ويناقش مشاركون حالياً فى مائدة مستديرة "حول الإعلام و الحكم الديمقراطي الجيد والإندماج الإفريقي" التي ينظمها معهد "بانوس" لغرب إفريقيا بالشراكة مع الإتحاد الدولي للصحافيين للرفع من مستوى حرية الصحافة وسيسلم النداء لرئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي ألفا عمر كوناري اليوم في دكار خلال الإحتفال باليوم العالمي للصحافة .
No comments:
Post a Comment