صدور النسخة العربية من تقرير "توقعات الطاقة العالمية 2005" .. 119 مليون برميل نفط يستهلكها العالم يومياً وتوقعات بالارتفاع بنسبة 57% سنوياً
محمد كشان
اطلقت امس الاول النسخة العربية من تقرير توقعات الطاقة العالمية 2005 والذي تصدره سنوياً إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية.وقام مركز المركز الخليج للأبحاث فى دبى بإصدار الترجمة العربية للتقرير والذي يقدم نظرة فاحصة لتوقعات الطاقة العالمية حتى 2025 بما في ذلك التوقعات الخاصة بأنواع الوقود ومعدلات انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بها.وحضر الاحتفال وزير الطاقة الأمريكي صموئيل بودمان الذى قال ان الشرق الأوسط سيكون المصدر الرئيسي لامداد السوق العالمي بالنفط خاصة وانه يضم نسبة عالية من الإنتاج والاحتياطيات.واضاف ان الولايات المتحدة تتعاون مع دول المنطقة لجعل أسواق النفط أكثر استقراراً متوقعاً ازدياد الطلب على النفط في السنوات العشرين المقبلة.وقد أشاد الوزير الأميركي بإطلاق النسخة العربية من التقرير قائلاً ان هذه المعلومات تساعد صناع القرار والباحثين والدارسين باللغة العربية خاصة ان التقرير يستعرض للتوقعات بالطلب والعرض على النفط والطاقة خلال العشرين عاماً المقبلة، مشيراً إلى أن هذه الوثيقة يتم الاستعانة بها من مختلف الجهات في أمريكا والعالم.وأوضح بودمان انه سيبحث مع مسؤولين في البلدان التي سيزورها قضايا تتعلق بقطاع النفط والطاقة مؤكداً أنه من الضروري ان تتشاور الولايات المتحدة مع حلفائها وأصدقائها في المنطقة.الاقتصادات المتقدمة تستورد 103 مليون برميل يومياً من منطقة الخليج.وقبل أن يتسلم بودمان النسخة الأولى من التقرير باللغة العربية من قبل د. عبدالعزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث قال الوزير الأمريكي إنه يقوم بجولة خليجية تشمل الكويت وقطر والسعودية بدءاً من الامارات لنقل رسالة شكر من الحكومة الامريكية الى حكومات الدول الاربع على دعمها للولايات المتحدة في جهود الإغاثة من الاعاصير التي ضربت امريكا، وكذلك في موقفها من ما سماه الحرب على الإرهاب.وبحسب البيان الصحافي الصادر عن مركز الخليج للأبحاث فسيوفر تقرير "توقعات الطاقة لعام 2005" خدمة لمديري مؤسسات الطاقة والمحللين المتخصصين في هذا المجال في الحكومات والقطاع الخاص، وتم إعداد هذه المعلومات والبيانات والتوقعات للاستخدام من قبل الهيئات الدولية وحكومات الولايات المتحدة والهيئات التجارية وواضعي الخطط والمشاركين في صنع القرار الآخرين.ويضيف البيان ان المركز يهدف عبر قيامه بترجمة النسخة العربية من هذا التقرير إلى تقديم مساهمة مهمة تساعد على فهم التوجهات العالمية في مجال الطلب على الطاقة والافتراضات الاقتصادية الكلية إلى المختصين والمهتمين وجمهور القراء في العالم العربي، وإلى مساعدة المديرين والمحللين المتخصصين في مجال الطاقة في المؤسسات الرسمية وفي القطاع الخاص عن طريق توفير أحدث التوقعات والبيانات ذات الصلة. وتزويد الصحافيين ووسائل الإعلام بالمعلومات التي تساعدهم على الفهم الأفضل لتوجهات اسواق الطاقة والعوامل المؤثرة فيها.ومن خلال النسخة العربية لتقرير توقعات الطاقة 2005 سيكون بإمكان العالم العربي ان يطلع على المعلومات المتعلقة بالتوقعات الخاصة بمعدلات استهلاك الطاقة في مناطق العالم المختلفة، وعلى وجه التحديد معدلات استهلاك الطاقة في القطاعات الصناعية والتجارية والمنزلية وقطاع النقل، بالاضافة الى توقعات اسواق الطاقة الكهربائية في العالم.وطبقاً لبيانات وكالة الطاقة الدولية فمن المتوقع أن ينمو استهلاك النفط في العالم ليصل إلى 119 مليون برميل يومياً خلال عام 2005 وتشكل الولايات المتحدة والصين وبقية اقتصادات آسيا الناشئة نحو 63% من إجمالي النمو المتوقع لاستهلاك النفط في العالم.ويقول التقرير ان توقعات الطلب على النفط في عام 2005 أقل نوعاً ما من توقعات معدلات الطلب عليه في تقرير العام الماضي والبالغة 121 مليون برميل يومياً، ويعود هذا الى التوقعات الأعلى لإمكانية ارتفاع اسعار النفط في العالم طبقاً لما ورد في تقرير توقعات الطاقة لعام 2005. وكان من الممكن ان يكون الانخفاض في معدلات الطلب على الطاقة اكبر لولا توقعات النمو القوي في الصين خلال المدى القصير. ومن المتوقع ان ينمو استهلاك النفط في الصين بمعدل قدره 7،5 في المائة سنوياً خلال الفترة من عام 2002 إلى ،2010 قبل ان يتباطأ ويعود إلى 2،9% سنوياً خلال فترة التوقع التي تمتد حتى عام 2025.ومن المتوقع كذلك أن تكون الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" المورد الرئيسي للزيادة المتوقعة في الانتاج، حيث تشكل نسبة 60% من الزيادة المتوقعة في الطاقة الانتاجية على مستوى العالم، بالاضافة الى ذلك من المتوقع ان تظل كمية العرض المتوافرة من الدول غير الاعضاء في منظمة اوبك منافسة لكمية العرض المتوافرة من الدول الاعضاء في المنظمة، وتأتي الزيادات الرئيسية في العرض من مصادر وحدات الانتاج البحرية وبخاصة في حوض بحر قزوين وامريكا اللاتينية والمنشآت البحرية في غرب افريقيا.الأسعار المتوقعةومن الجوانب التي ركز التقرير عليها أسعار النفط المتوقعة مستقبلاً، حيث قدر الاسعار المتوقعة للنفط بنحو 35 دولاراً للبرميل في عام 2025 باسعار الدولار الثابتة بالنسبة لعام 2003 وبالقيمة الاسمية للدولار، ويتوقع أن يقترب سعر النفط في الحالات الأساسية من 60 دولاراً للبرميل في عام 2025. أما في حالة السعر المنخفض، فمن المتوقع ان تصل الأسعار الى 21 دولاراً للبرميل في عام ،2009 وأن تظل في حدود ذلك المستوى حتى عام 2025. أما في حالة السعر المرتفع، فمن المتوقع ان تصل الأسعار الى 37 دولاراً للبرميل في عام 2013 وتزداد بصورة متواصلة لتصل الى 48 دولاراً للبرميل في عام 2025.وفي توقعات الحالة الاساسية الواردة ضمن تقرير توقعات الطاقة ،2005 يتوقع ان يرتفع معدل الاستهلاك العام للبترول في منطقة الشرق الاوسط ليصل الى نحو 2،1% في السنة.وذكر التقرير ان دول اقتصادات السوق المتقدمة استوردت 16،6 مليون برميل من النفط يومياً من الدول المنتجة الأعضاء في منظمة اوبك. ومن ضمن تلك الكمية، تم استيراد 10،1 مليون برميل يومياً من منطقة الخليج. وشكلت حركة النفط الى اقتصادات السوق المتقدمة نحو 67% من اجمالي النفط الذي صدرته الدول الاعضاء في منظمة اوبك و60% من اجمالي صادرات دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وايران. وبنهاية فترة التوقعات، تم تقدير صادرات النفط من دول منظمة أوبك الى اقتصادات السوق المتقدمة في اطار توقعات الحالة الاساسية بأنها أعلى من مستويات عام 2002 بنحو 10،3 مليون برميل في اليوم. ويتوقع ان يأتي اكثر من نصف هذه الزيادة من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وايران. أما الواردات النفطية لأمريكا الشمالية من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وايران، ضمن توقعات الحالة الاساسية، فيتوقع ان تزيد لتصل الى الضعف بحلول عام 2025.استهلاك الغازأما فيما يتعلق بالطلب على الغاز الطبيعي الذي يُعد أسرع العناصر نمواً ضمن مصادر الطاقة الاولية في العالم حسب توقعات الحالات الاساسية الواردة في تقرير الطاقة 2005. وخلال فترة التوقعات الممتدة من عام 2002 الى عام 2025 فإنه يتوقع ان يرتفع استهلاك الغاز الطبيعي بنسبة 69% ليصل الى 156 تريليون قدم مكعبة. ومن المتوقع ان يتم تفضيل استخدام الغاز الطبيعي في توليد الطاقة في انحاء عديدة من العالم، وبخاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار كفاءته النسبية بالمقارنة مع مصادر الطاقة الاخرى، الى جانب كونه يحترق بصورة اكثر نظافة من الفحم أو النفط، وبذلك يُعد بديلاً جاذباً للدول التي تسعى الى تحقيق تخفيضات في معدلات انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ويُعد الغاز الطبيعي مصدراً مهماً للطاقة في القطاع الصناعي، ويسهم هذا القطاع بنسبة 6_% من اجمالي نمو الطلب على الغاز الطبيعي خلال الفترة الممتدة من عام 2002 الى عام 2025.الطاقة النوويةأشارت توقعات الحالات الاساسية في تقرير الطاقة 2005 الى ان توليد الطاقة الكهربائية من المصادر النووية سوف يرتفع من 2،560 مليار كيلوواط في الساعة خلال عام 2002 الى 3،270 مليار كيلوواط في الساعة خلال عام 2025. ومن المتوقع ان يؤدي ارتفاع أسعار الوقود الاحفوري ودخول بروتوكول كيوتو الى مرحلة التنفيذ الى تحسين امكانية تنفيذ المشروعات الجديدة التي ترفع حجم الطاقة الانتاجية من الطاقة النووية، والتي كان من المتوقع ان تنخفض في نهاية فترة التوقعات الواردة في تقرير الطاقة للعام الماضي. ومن المتوقع ان تحدث اقوى معدلات نمو توليد الطاقة النووية في دول آسيا ذات الاقتصادات الناشئة، حيث ستتضاعف معدلات انتاج الطاقة النووية الى ثلاثة اضعافها خلال الفترة الواقعة بين عامي 2002 و2025.وتوقع تقرير الطاقة 2005 ان يرتفع حجم انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون في الحالات الاساسية من 4و24 مليار طن متري خلال عام 2002 الى 30،2 مليار طن متري في عام ،2010 ثم الى 38،8 مليار طن متري خلال عام 2025. ومن المتوقع ان يحدث القدر الاعظم من الزيادة المتوقعة في الانبعاثات وسط الاقتصادات الناشئة التي سيقترن نموها بزيادات كبيرة في استهلاك الوقود الاحفوري، وتسهم الاقتصادات الناشئة بنحو 68% من الزيادة المتوقعة لمعدلات انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون خلال الفترة الواقعة بين عامي 2002 و2005. ان استمرار الاعتماد على الفحم وانواع الوقود الاحفوري الأخرى سوف يضمن، طبقاً للتوقعات الخاصة بالاقتصادات الناشئة في العالم، انه حتى الدول التي صدقت بروتوكول كيوتو وتعهدت بتخفيض حجم انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون فيها بموجب المعاهدة نفسها، سوف تشهد زيادة كبيرة في معدلات انبعاثات ثاني اكسيد الكربون على نطاق العالم خلال فترة التوقعات التي يغطيها تقرير الطاقة لعام 2005.
No comments:
Post a Comment