Wednesday, April 25, 2007

فى تقرير صدر حديثاً حول الفقر فى العالم .. العولمة العادلة مطلوبة لتخفيض الفقراء فى العالم


محمد كشان


ذكر تقرير جديد صدر فى الأمم المتحدة أن تحقيق العولمة العادلة وتوفير الأعمال الجيدة تعتبر فى الوقت الذى لا يستطيع فيه نصف العمال فى العالم العيش بدولارين فى اليوم لتخطى خط الفقر- أمران حيويان لتحقيق أهداف الألفية للتنمية التى تهدف لتخفيض عدد الفقراء فى العالم إلى النصف بحلول عام 2015 .وقالت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة فى تقريرها حول الإستخدام فى العالم لعام 2004 -2005 إن حوالى 4ر1 بليون شخص ( أكبر عدد على الإطلاق) من حوالى 8ر2 بليون من العاملين فى العالم يعيشون بأقل من دولارين فى اليوم بينما يعيش 500 مليون آخرين على دولار واحد فى اليوم وأضاف التقرير أن عدد العمال الذين يعيشون بدولارين فى اليوم إنخفض من نسبة 2ر57 فى المائة فى عام 1990 إلى نسبة 7ر49 فى المائة فى عام 2003 وقد تنخفض نسبتهم إلى 40 فى المائة فى عام 2015 . وقال خوان سومافيا المدير العام لمنظمة العمل الدولية فى التقرير الصادر امس الاول إن "العامل الرئيسى لتخفيض عدد العمال الفقراء يتمثل فى توفير الأعمال الكريمة وفرص الإنتاج وتعزيز العولمة العادلة كإستراتيجية لتخفيض الفقراء فى العالم " . وأضاف سومافيا أن "مصدر الفقر هو إنعدام العمل يضاف إليه قلة الإنتاج لأن النمو فى الإنتاج يعتبرالمحرك لتحقيق النمو الإقتصادى الذين يمكن العمال من الرجال والنساء من كسب الدخل الكافى لرفع مستوى حياتهم فوق خط الفقر" . ودعا التقرير إلى زيادة الإنتاجية والكسب من الزراعة طالما أن نسبة كبيرة من العمال يعملون فى هذا القطاع بصورة غير رسمية ويعيشون فى حالة الفقر . ويشار إلى أن أكثر من نسبة 40 فى المائة من العمال فى الدول النامية يعملون فى الزراعة التى تساهم بنسبة تفوق نسبة ال 20 فى المائة من الناتج الإجمالى المحلى .وقال تقرير منظمة العمل الدولية إن الأقاليم التى تعمل على زيادة الإنتاجية فى المدى الطويل وتوفير فرص العمل هى الأكثر حظاً للسير على المسار لتحقيق أهداف الألفية للتنمية بتخفيض عدد الفقراء إلى النصف بحلول عام 2015. و أضاف أن هناك فرصة لتخفيض عدد العمال الفقراء الذين يعيشون على دولار واحد فى اليوم بحلول عام 2015 إذا حقق الناتج الإجمالى العالمى نسبة نمو تبلغ 7ر4 فى المائة أى أقل من نسبة ال5 فى المائة التى توقع تحقيقها فى الفترة من 1995 إلى 2005 . وأشار التقرير الى أن نمو الناتج الإجمالى المحلى السريع حدث فى الصين وجنوب شرقى آسيا وجنوب آسيا بينما تسير الإقتصاديات المتحولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى المسار لتحقيق هدف تخفيض العمال الفقراء . وذهب التقرير الى أن معظم دول أمريكا اللاتينية والكاريبى ودول إفريقيا جنوب الصحراء لا تسير فى مسار تحقيق هدف تخفيض عدد العمال الفقراء "مشيرا إلى أن فرص رفع مستوى حياة العمال الفقراء لكى يعيشوا بدولارين فى اليوم تبدو غير واعدة فى تلك الدول.من جانب آخر أشار التقرير إلى "بزوغ وعي حقيقي في العالم يدرك الظلم الذي يمثله الفقر والتمييز بين الجنسين و عمل الأطفال و تدهور البيئة في أي مكان في العالم".كما أشار إلى أن "الإقتصاد العالمي يعاني في الوقت الحاضر من إنعدام توازن ثابت و دائم غير مقبول على المستوى الأخلاقي لا يطاق على المستوى السياسي" .ووفقاً للأغلبية الساحقة من الرجال و النساء فإن العولمة لم تستجب لطموحاتهم البسيطة و المشروعة والمتمثلة في الحصول على عمل لائق و مستقبل أفضل لأطفالهم. وأختتم التقرير قائلا إن أقليم شرق آسيا هوالإقليم الوحيد الذى يملك فرصة حقيقية لتخفيض عدد الفقراء, بينما تحتاج الأقاليم الآخرى لتحقيق الزيادة فى معدل نمو الناتج الإجمالى المحلى إذا ما أرادت تحقيق النجاح فى تخفيض معدل الفقراء إلى النصف بحلول عام 2015 .وفى نفس الوقت ذكر بيان للمكتب الدولي للعمل فى واشنطون أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت بالثلاثاء قرارا حول التقريرالمشار اليه, ووفقا لهذا النص فإن الجمعية العامة قررت دراسة هذا التقرير في إطار عرض تنفيذ إعلان الألفية خلال قمةالجمعية العامة التي ستمتد لثلاثة أيام في سبتمبر 2005 .وطلبت الجمعية العامة من المنظمات الدولية تقديم معلومات إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان حول الأنشطة التي تم القيام بها للبلوغ إلى عولمة عادلة تأخذ بعين الإعتبار الجميع,و قد وصفت الجمعية العامة تقرير اللجنة الدولية حول الأبعاد الإجتماعية للعولمة بكونه "مساهمة قيمة في إطار الحوار الدولي من أجل إرساء عولمة عادلة تأخذ في عين الإعتبار كل إنسان" .و أشار بيان المكتب الدولي للعمل إلى أن القرارقدم من طرف حكومتي فنلندا و تنزانيا حيث أن رئيسا البلدين على التوالي تارجا هالونين و بنجامين ويليام مكابا كانا يترأسان معا عمل اللجنة خلال سنتين حظياخلالها بدعم عدد كبير من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة .و ذكر البيان أن المكتب الدولي للعمل يعتبر هذا القرار وسيلة إضافية لبلوغ عولمة أكثر عدالة كما يعتبر التقرير الذي يتألف من 168 صفحة بأن العولمة تمثل "إمكانيات هائلة" و أنها "فتحت الطريق للعديد من المزايا حيث شجعت إنفتاح إقتصاديات المجتمعات وساهمت في تحرير المبادلات و الأفكار و المعارف" .و صرح المدير العام للمكتب الدولي للعمل خوان سومافيا الذي يعد صاحب مبادرة تشكيل هذه اللجنة في البيان- أن التقرير سجل أول محاولة للإهتمام بالبعد الإجتماعي للعولمة. و قال "إن التقرير يقدم عناصر أساسية ستساعد نظام الأمم المتحدة في مجهوداتها لإعادة تحديد الخطوط العريضة للعولمة في إتجاه عمل لفائدة جميع سكان العالم".و جاء في بيان المكتب الدولي للعمل أن كوفي عنان أشار إلى أن "أفضل برنامج لمكافحة الفقر هو العمل و ان أفضل ضمانة للرفاهية هي العمل اللائق".ووفقا للبيان فإن تقرير اللجنة الدولية حظي بدعم سياسي واسع منذ إطلاقه في فبراير الماضي كما .وافق قادة و رؤساء الدول و الحكومات على
رسالته حول إعتبار العمل اللائق كوسيلة لتحقيق عولمة عادلة

No comments: