محمد كشان
ضمن فعاليات المؤتمر الاول للرواية السودانية الذي عقد بمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، اعلنت لجنة جائزة الطيب صالح للرواية ختام الدورة الاولى للجائزة، التي تعتبر اول فعالية تهتم بالابداع الروائي السوداني، مما اكسب الحدث اهمية كبيرة اضافة الى تزامنه مع ملتقى القاهرة للرواية العربية الذي يترأس لجنة تحكيم جائزته الروائي السوداني الطيب صالح. والمؤتمر الاول للرواية السودانية يجئ في الوقت الذي يعاني فيه الانتاج الروائي ضعفاً وفقراً في حركة النشر والتوثيق. وعلى الرغم من ان لجنة الجائزة قد اوصت بطباعة ونشر الرواية الفائزة، الا ان مقررات المؤتمر قد تظل خصماً عليه اذا لم تجد الدعم الكافي. والدورة الاولى لجائزة الطيب صالح للابداع الروائى اعلنت عن مولد كاتب جديد يضاف الى هرم الابداع الروائى في السودان. محمد الحسن بكري الحائز على جائزة الدورة الاولى عن روايته «احوال المحارب القديم» وهو مدرس بجامعة قطر. ونشرت له من قبل روايتان، وهما غير معروفتين، اذ طبعتا بدار الاهالي بسوريا ومصر . التقيناه عقب اعلان الجائزة واجرينا معه هذا الحوار
.......-
أنا سعيد جدا بهذه الجائزة. واعتقد انها ستكون حافزاً لي حتى استمر في الكتابة اضافة الى معرفتي بان هناك قدرات يمكن ان توظف للكتابة الروائية.
كيف تنظر للمنتوج الروائى في السنوات الاخيرة مقارنة بما كتب في السابق؟ - اعتقد ان هناك روائيين جددا قد ظهروا في الساحة كاضافة للمنتوج الروائي. وبعض الاعمال كانت بها قيمة سردية عالية. وكل ذلك يسير في اتجاه انجاز روائى وقيمة. وانا لا افضل تقسيم المنتوج الى اجيال لان قيمة العمل الروائى تقاس بقيمة الرواية وحداثتها، دون النظر الى التقسيمات التي قد لا تفضي الى حوار خلاق بين هذه الاجيال.
الى أى مدى تأثرت بروائيين سودانيين وبمن ترى انك قد تأثرت .. الطيب صالح مثلاً؟ - أنا لا افترض اني تأثرت بشكل يمكن ان اتلمسه في اعمالي للطيب صالح. ولكن دون شك ان الطيب صالح قد وضع اسس الكتابة الروائية في السودان. وهي ذات قيمة كبيرة ويمكن رصدها من قبل النقاد والمهتمين بالنقد الادبي. وبالتاكيد هناك تقارير لاجسام روائية سودانية. ولاشك اني امتداد لهذه الاشكال الروائية، اضافة الى ان الطيب صالح كاتب اساسي ومفصلي في العمل السردي في السودان والوطن العربي، اضافة الى اطلاعي ومنذ دراستي بكلية الآداب قسم اللغة الانجليزية على الادب العالمي.
ارتباط الجائزة باسم الطيب صالح كرمز للرواية السودانية وحصولك على جائزة الدورة الاولى.. كيف تقيم هذين الحدثين؟ - ربط الجائزة بالطيب صالح يضع اسسا ذات قيمة عالية جداً وشروطا كبيرة عندما تسمى الجائزة باسمه. وفوزي بالجائزة يصبح اكبر بوجود اهتمام بكاتب عظيم كالطيب صالح له قيمته في الرواية السودانية. وتخصيص جائزة باسمه هذا كان يفترض ان يحدث من زمن طويل.
الذين استبعدت أعمالهم على حسب تقرير لجنة الجائزة لعدم التزامهم بشروط الجائزة وانسياقهم وراء سرديات الرواية عند كتاب المغرب العربي ومصر وامريكا اللاتينة، اضافة الى العيوب الفنية وبعد موضوعاتهم عن الواقع. والاستعاضة عن ذلك بصيغ رومانسية مختلفة
استناداً على ذلك من أين تستمد ابداعك الروائى؟ -
عندي الى الآن مصدران في الكتابة الروائية هما التاريخ السوداني المكتوب والتاريخ الشفاهي وطريقة الحكي فيه، اضافة الى الاسطورة السودانية واساطير الشعوب المختلفة، زيادة على التنوع الثقافي والعرقي الموجود في السودان. والطريقة التي اكتب بها هي طريقة الحكي الشعبي، بالرغم من اتجاهي لجعلها كتابة فصيحة، اذ لا اميل الى الكتابة العامية حتى في الحوارات، ثم طريقة حكي الاحاجي وصياغة الاساطير، ثم الطريقة الشعبية لفهم العالم واحداثه والخوف من مواجهة ما به من مشاكل، كل هذه العناصر هي معين لتجربتي في الكتابة.
وماذا عن الرواية الفائزة؟
- استمتعت بكتابتها وبقراءتها
- موضوعها هجرة شخص من عمق البطانة لكي يعالج نفسه من عاهات متعلقة بروحه. ويهاجر الى منطقة اخرى لهذا العلاج الروحي حتى يلحق ويساهم في الحرب التي تدور في وطنه، اذ ان لعنته حجزته من ان يقدم مساهمته في التحرير وتنمية وطنه. ويذهب ويقابل المعالج الروحي ويستمر في علاقاته مع المعالج في الوقت الذي تظل علاقته بمنطقته وباهلها وبمحاربيها قائمة.
هذا اشبه بما يحدث في روايات النيجيري وول سونيكا والغاني مارتن اووسو والسنغالي سمبين عثمان؟ - الى حد كبير يمكن ان تقول هذا. والرواية بها روح افريقية كبيرة. وانا اصف نفسي بأنني انتمي في الرواية الى تقاليد الكتابة الافريقية بما يخص الاسطورة والروح وتناول عادات الشعوب الافريقية، دون اهمال لعنصر التراث العربي الهائل.