Sunday, November 4, 2007

أطفال الايدز .. كلاكيت ثانى


محمد كشان
كثير من الإشارات كانت تدل علي أن قضية تهريب الأطفال الأفارقة من تشاد، إلى أوروبا، هي في المقام الأول قضية سياسية أكثر منها إنسانية، والإشارة الأقرب إلى الحقيقة كانت توضح ان المجموعة التي كانت تنوى منظمة (ارش دو زوي) الفرنسية “تهريبها” إلى فرنسا، لم يكونوا من دارفور، وإنما هم مزيج من لاجئي المناطق الحدودية التشادية مع دارفور ذات الاختلاط العرقي المتداخل والأنساب المتقاربة، بل وحتى المدن متشابهة الأسماء والصفات، يجمعهم الماء والكلأ وتفرقهم الحروب والصراعات والطبيعة الجغرافية القاسية.والجانب السياسي الانسانى في القضية أفرزته أزمة دارفور وربما من قبل مذابح رواندا في إفريقيا التي راح ضحيتها عدد مقدر من الأطفال، ومن ثم مذابح سربنيتشا في البوسنة، وقبل كل هذا محرقة النازيين لليهود في ألمانيا وفرنسا، وسائر دول أوروبا.ومعظم المنظمات الإنسانية العاملة في مجال الطفولة والأمومة تستند على ان الأطفال هم الضحايا الحقيقيين للحروب والنزاعات التي يقودها الكبار، وتقبع في أرشيف تلك المنظمات الإنسانية الآلاف من الصور والبيانات التي تقدر عدد الأطفال المفقودين في فترة الحكم النازي لألمانيا وأوروبا بأكثر من مليونيي طفل تقريباً، قتل نصفهم، واُستغل النصف الأخر في أعمال السخرة وغيرها. وفى نهاية الثلاثينيات نفذت الجمعيات الانسانية اكبر عملية نقل لأطفال، أتت بالآلاف من اللاجئين اليهود الصغار إلى بريطانيا وفرنسا هربًا من ألمانيا النازية، وتشهد إلى اليوم قرية “لوشامبون ، على تلك الفترة من الحكم النازي، وما عرف بمحرقة النازية (الهولوكوست).فإبادة أطفال اليهود في تلك الفترة، وتشبيه جمعياتهم الموجودة حاليا في الولايات المتحدة لما يجرى في دارفور وشرق تشاد بالـ (الهولوكوست)، هو الدافع الرئيسي لـ (ارش دو زوي) وغيرها من المنظمات ذات الارتباط اليهودي في إعادة توطين الأطفال سواء أن كانوا من دارفور أو تشاد ، فالمهم عند هذه المنظمات هو (إخراجهم) من تلك (المحرقة)، وفى الغالب ان المنظمة جمعت أموالاً من يهود في بلجيكا وفرنسا على أساس إنقاذ الأطفال الـ 103. والمتابع لتغطية وسائل الإعلام للقضية يجدها في الغالب تحفظت على تحديد كلمة مهمة، بعض تلك الوسائل دونتها بـ تهريب، اختطاف، ترحيل، و البعض بـ إنقاذ، إعادة توطين، إجلاء، وبعيدا عن المهنية الإعلامية التي تتطلب النقل وليس الوصف، فإن العملية في مجملها لا تخلو من مناورة سياسية تشادية، أو ربما ذات ارتباط بعلاقة فرنسا ودورها في تشاد التي لن تجرؤ على معادة باريس أو الدخول معها في معترك كهذا، وهى الحليف العسكري الأول لباريس، وكل من، دبي وساركوزى في غنى تام عن اى توتر في المنطقة.وبالأمس قال مستشار لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان الأطفال موضوع القضية “معظمهم تشاديون لاباء تشاديين وليسوا من يتامى دارفور”، ولكن (ارش دو زوي) تقول ان زعماء القبائل في المنطقة الحدودية أكدوا لها ان هؤلاء الأطفال يتامى من دارفور، مما يرجح تورط تشاديين في كسب أموال من تجميع الأطفال من مناطق مختلفة وتسليمهم إلى المنظمة التي ستُبرأ ذمتها في هذه الحالة كونها ليست على دراية بأجناس المنطقة ولهجاتها، فهي تهتم بالدرجة الأولى بإيواء أطفال الحروب وتوفير الحماية العاجلة لهم، أو إعادة توطينهم في مجتمعات أخرى بعيداً عن استغلالهم أو الاتجار، وتساؤلات الرئيس التشادي إدريس دبي عن محاولة “بيعهم أو قتلهم ونزع أعضائهم”، تأتى من باب إثارة الحس الانسانى في القضية والمبالغة فيها.وبالطبع لا تمانع فرنسا ودولاً أخرى في عملية تبنى الأطفال وفق قانون يدعو إلى إتباع الوسائل القانونية في التبني ، وحقهم في العودة متى شاءوا إلى وطنهم الأم، وتختلف قوانين كل دولة عن الأخرى ولكنها تتفق في عدم الاتجار بالأطفال أو الإساءة إليهم، وهو إذا ما ثبت في قضية (ارش دو زوي)، فان القضاء التشادي تعهد بمعاقبة الأوروبيون الـ 16 وسجنهم، هذا ما سيجعل القضية مرشحة للتطور والتداول طيلة السنوات القادمة، على غرار ما جرى في قضية (أطفال الايدز الليبيين) المعروفة

عملية أبيشى .. إجلاء إنساني، أم تهريب أطفال ؟


محمد كشان

في سابقة هي الأولى من نوعها، أحبطت الحكومة التشادية محاولة منظمة فرنسية غير حكومية تهريب أكثر من مائة طفل من إقليم دارفور لأجل إعادة توطينهم وضمهم بالتبني لعائلات فرنسية مقابل أموال طائلة دفعتها تلك العائلات في خطوة أثارت انتقاد وسائل الإعلام والجمعيات الحقوقية، وخلقت أزمة دبلوماسية جعلت من وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير ينوى التوجه إلى أنجمينا برفقة مسؤولة حقوق الإنسان في وزارته رحمة ياد التي زارت دارفور مؤخراً.وليست هي المرة الأولى التي يتم فيها إعادة توطين أطفال سودانيين خارج بلادهم، فالآلاف ممن عرفوا ( بالصبية الضائعين) يعيشون الان في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أُعيد توطينهم في العام 2001 من معسكرات النازحين في جنوب السودان، لكن هذه المرة ثارت شكوك حول نوايا المنظمة التي أُتهمت بالتورط في تهريبهم.وكانت السلطات التشادية أوقفت الخميس الماضي في مطار مدينة أبيشي المتاخمة لدارفور تسعة فرنسيين من منظمة “لارش دي زو”، اتهموا بمحاولة تهريب 103 أطفال تتراوح أعمارهم بين عام وتسعة أعوام كانوا في مخيمات النازحين واللاجئين في دارفور وشرق تشاد.والمنظمة المعنية هي مجموعة فرنسية غير حكومية أعلنت في وقت سابق من العام الجاري اعتزامها جلب أطفال أيتام من السودان لتبنيهم من قبل عائلات فرنسية، غير أنها لم توضح حينها طريقة ترحيلهم إلى فرنسا.وقامت المنظمة بإحضار الأطفال الـ 103 إلى مدينة “أبيشي” حيث كانت تعتزم ترحيلهم جوا إلى أحد المطارات القريبة من العاصمة الفرنسية باريس، لكن السلطات التشادية أوقفت العملية وألقت القبض على الفرنسيين التسعة، وأودعت الأطفال مركزا للإيواء لحين التعرف على المناطق التي أحضروا منها.وتم إحباط العملية عندما اكتشفت دورية تشادية أن هناك أطفالا يجري تجميعهم قرب قاعدة جوية بمدينة “ أبيشي”، وأن المسئولين الفرنسيين المرافقين للأطفال لا يحملون وثائق رسمية تخول لهم إخراج الأطفال من تشاد، وأن الأوراق التي يملكونها تخول لهم فقط الرعاية الصحية للأطفال قرب مركز المنظمة في المنطقة.وبالرغم من ادعاء المنظمة الفرنسية أن كل الأطفال أيتام، فإن مسئولا في إحدى المنظمات الخيرية الفرنسية العاملة في السودان نفى الأمر مؤكدا أن غالبية الأطفال الذين حملوا إلى تشاد لنقلهم إلى فرنسا لهم آباء وليسوا بأيتام.من جانبها قالت سفيرة فرنسا في الخرطوم كريستين روبيشون لوكالة فرانس برس أنها أعربت عن “إدانة باريس الشديدة لتلك العملية غير الشرعية”، وقالت بعد محادثات مع وكيل وزارة الخارجية د. مطرف صديق “رُفعت قضية في فرنسا وتشاد وسيحاكم الأشخاص الذين خططوا لتلك العملية”.من جانبه شكر وزير الداخلية الزبير بشير طه تشاد على إحباط عملية نقل أولئك الأطفال إلى فرنسا،واعتقال أعضاء المنظمة الفرنسية.وفى السياق طالب مجلس الوزراء الاتحادي وزارة الرعاية بتقديم تقرير مفصل ومتكامل للمعالجات والإجراءات التي اتخذتها أجهزة الدولة حيال محاولة ترحيل الأطفال ، وقدمت وزيرة الرعاية سامية احمد محمد للمجلس تنويرا حول العملية، فيما وجه وزير العدل محمد على المرضى بفتح بلاغ جنائي بتهمة الاختطاف ضد المنظمة الفرنسية، في وقت أبدى وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير استعداده للتوجه “في أقرب وقت ممكن” إلى تشاد للتباحث مع سلطات هذا البلد حول عواقب متاجرة مفترضة بأطفال دارفور من قبل منظمة “لارش دي زو”.وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان نشرته أمس في باريس أن كوشنير أكد للرئيس التشادي إدريس دبي في اتصال هاتفي معه استعداده واستعداد وزير الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان راما ياد للتوجه إلى أنجامينا. وأكد البيان أن “الوزير عبر كذلك للرئيس دبي عن تضامنه مع الأطفال المعنيين بهذه العملية وكذلك مع الشعب التشادي وسلطات البلاد” موضحا من جهة أخرى أنه تم تشكيل خلية أزمة في باريس حول هذه القضية وتابعت وزارة الخارجية أن “هذه الخلية تهدف لضمان متابعة مستمرة للعواقب الإنسانية للعملية التي قامت بها منظمة “لارش دي زو”.وكشفت الوزارة في تطرقها إلى مصير مسؤولي هذه المنظمة الفرنسية غير الحكومية الذين تم وضعهم منذ الخميس الماضي رهن الحبس في ذمة التحقيق في أبيشى. وأشار البيان كذلك إلى أن “قنصل فرنسا في تشاد توجه منذ الجمعة الماضي إلى أبيشى بهدف تأمين الحماية القنصلية لرعايانا المعتقلين هناك في إطار هذه القضية”. من جانبها نددت راما ياد وزيرة الدولة الفرنسية المعنية بملف حقوق الإنسان بوزارة الخارجية بما اعتزمت “لارش دي زو” القيام به ووصفته بأنه “غير قانوني وغير مسئول” مشددة على أن “مسئولي هذه المنظمة يجب أن يخضعوا للتحقيق”.ولايزال الغموض يلف القضية، فبينما تقول المنظمة ان أطفال دارفور في حاجة إلى الحماية العاجلة، ترى منظمات إنسانية أخرى ان “لارش دي زو” متورطة فى عملية اتجار وتهريب للاطفال.وتبث “لارش دي زو” حاليا في الصفحة الرئيسية بموقعها على الإنترنت شريطا وثائقيا تحت عنوان “طفل يموت كل خمس دقائق في دارفور”، وتحت عنوان “عملية إجلاء أيتام دارفور” تتبنى المنظمة بشكل علني برنامجا لجلب أطفال دارفور “الأيتام” إلى فرنسا مستندة بذلك إلى “حق اللجوء” والقوانين الدولية المتعلقة بحماية الأطفال.ويرى محللون ان الأزمة التي صنعتها “لارش دي زو” ربما تؤدى بمزيد من التوتر في العلاقات الهادئة بين تشاد أنجامينا وباريس، بينما يستبعد أوساط عليمة بالعلاقات الفرنسية التشادية ان تشاد ما كانت ستقبل على إفشال العملية لولا وجود ضوء أخضر من باريس لتوقيف الفرنسيين التسعة.ومن جانبها وصفت وسائل الإعلام الفرنسية في رصدها لحالة البلبلة في أوساط المنظمات غير الحكومية هذه العملية “الإنسانية” “بالعملية المحرجة ذات العواقب الدبلوماسية الخطيرة”.وخصصت الصحافة الفرنسية في أعدادها الصادرة أمس الأول مساحات كبيرة لتهمة المتاجرة بأطفال دارفور الموجهة إلى “لارش دي زو”.وقالت صحيفة “لوموند” تحت عنوان “إعتقال عشرة فرنسيين في تشاد يشتبه في تورطهم في تجارة بأطفال دارفور” إن قرابة 300 أسرة دفعت حتى الآن ما بين 2800 و 6000 يورو للحصول على أطفال من دارفور يتم نقلهم من تشاد تحت غطاء عملية إنسانية.وأكدت “لوموند” أن منظمة “سفينة زووي” قامت بتعبئة مطعم متنقل وفريق طبي وحتى موسيقيين لترفيه الأطفال”.وتابعت “لوموند” منددة بالأسر التي أختيرت في فرنسا لاستقبال هؤلاء الأطفال أن “دافع هذه الأسر بسيط وهو إنقاذ هؤلاء الأطفال من خلال إستقبالهم لمدة غير محددة. إن الأمر يتعلق حسب رأيها بإجلاء عاجل. مسألة حياة أو موت. أما الباقي فهو ثانوي”.ومن جانبها رأت صحيفة “ليبيراسيون” أن العملية التي دبرتها هذه المنظمة الفرنسية غير الحكومية تشبه “ملحمةغريبة” تقوم على “الغموض والتعتيم حول أطفال تشاد”. وكتبت الصحيفة تقول “لقد كادت جمعية زووي أن تصحبمعها الخميس الماضي 103 طفل على متن طائرة بوينغ 757 نحو فرنسا حيث كانت تنتظرهم بعض الأسر لإستقبالهم. غير أن السلطات التشادية وضعت حدا لعملية الإجلاء هذه ذات ملامح المتاجرة بالأطفال”. وكشفت “ليبيراسون التي أكدت عدم إنسجام موقف الحكومة الفرنسية أن الجيش الفرنسي قام عدة مرات بنقل هذه المنظمة غير الحكومية المتهمة بين أنجامينا وأبيشي التي كان يفترض أن يقلع منها أطفال دارفور نحو فرنسا.وأوضحت “ليبيراسيون” التي لم تقتنع بالخطاب الرسمي لباريس أن “الملامح المشبوهة لناشطي هذه المنظمة غير الحكومية الذين كان معظمهم يرتدي بزة رجال إطفاء كان من المفترض أن تثير شكوك السفارة الفرنسية أو العسكريين الفرنسيين الذين يتباهون بأنه لا يخفى عنهم شيء مما يحدث في تشاد، والشيء نفسه ينطبق على الطائرات التي نقلت الأطفال من أدريه إلى أبيشي”.ومن جانبها نقلت “لوباريزيان” عن الرئيس التشادي قوله عن مسؤولي هذه المنظمة غير الحكومية “سيتم تسليطعقوبات صارمة ضدهم”، ونشرت هذه الصحيفة التي ركزت على تحليل شخصية مسؤولي جمعية “سفينة زووي” صورة عن رئيسها إيريك بريتو الذي قدمته على أنه “رجل إطفاء سابق” أراد أن يأتي بآلاف الأطفال إلى فرنسا.وتابعت “لوباريزيان” تقول “لقد تم أمس في مركز النجدة في أرجونتوي (فال دواز بفرنسا) حيث سبق وأن عمل إيريكبريتو لمدة طويلة رجل إطفاء متطوع إعطاء أوامر بلزوم الصمت. أما في إدارة نوفيل سورواز الجهوية لقسم الإطفاء حيث كان يعمل منذ 2005 وحيث يستشف إحساس بالإحراج والإشمئزاز فقد تم الإكتفاء أيضا بالقول إنه كان من رجال الأعضاء المتطوعين للقسم”.وإعتبرت بدورها صحيفة “لومانيتي” ذات التوجه الإشتراكي تحت عنوان “جدل حول عملية إنسانية” أن “حرب المنظمات غير الحكومية ليست غريبة عن عملية أبيشي التي كانت تسعى لإجلاء “10 آلاف طفل من دارفور” نحو أوروبا والولايات المتحدة.وترى الصحيفة التي تساءلت “هل هو إستخفاف أم إنعدام للمسؤولية أم تلاعب؟” أن جمعية “سفينة زووي” إرتكبت من “الأخطاء ما يثير حولها شكوك “بالإرتزاق من النشاط الإنساني و”غياب الضمير”.ونقلت جريدة “لوفيجارو” الفرنسية الصادرة أمس الاول عن مسئول تشادي بمدينة أبيتشي: قوله إن خطف الأطفال بهذه الطريقة سيجلب السخط على المنظمات الإنسانية؛ حيث إن خاطفي الأطفال سيتهمون بأنهم ينزعون أطفالا مسلمين من بيئتهم الإسلامية ونقلهم إلى بيئة مسيحية. وأوضح المسئول التشادي قوله: “إن الدين له مكانة حساسة بين السكان في المنطقة”، دون أن يستبعد أن تكون “المنظمات الخيرية هدفا لعمليات انتقامية من منظمات إسلامية”

Thursday, October 4, 2007

(افريكوم)


محمد كشان
أدى هوس الولايات المتحدة بالسيطرة على أماكن محددة في العالم إلى استحداث وسائل استعمارية جديدة كقواعدها وقياداتها العسكرية المنتشرة في كل أنحاء العالم وفق خارطة عسكرية إستراتيجية محددة. وكانت أفريقيا حتى وقت قريب تتبع إلى القيادة العسكرية الوسطى، والتي تشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بينما تتبع دول أخرى كمصر إلى قيادة المنطقة الأوروبية. لكن تطورات الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة، وبحثها عن مصادر طاقة أكثر استمرارية، جعلت النظرة الأمريكية للقارة الأفريقية تتغير على عدة اتجاهات. فقد أعلنت واشنطن، وبعد مداولات ومفاوضات كثيرة رسمياً اختيار “شتوتغارت” بجنوب ألمانيا مقراً للقيادة العسكرية الإقليمية لإفريقيا (افريكوم) والتي أُنشئت مؤخراً لتضاف إلى القيادات الأمريكية الأخرى. وحسب بيان للجيش الأمريكي فأن (افريكوم) ستكون مسؤولة عن العلاقات العسكرية للولايات المتحدة مع الدول الثلاث والخمسين في القارة.وحسمت الولايات المتحدة بذلك أشهرا من الجدل الدائر حول اختيار مقر لـ (افريكوم) ، منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في فبراير الماضي تكوين القيادة الامريكية الافريقية. ونشط الجنرال هنري ريان المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية منذ ذلك الوقت في جولات افريقية شملت إثيوبيا، غانا، كينيا، نيجيريا، السنغال، جنوب أفريقيا، المغرب، ليبيا، الجزائر، وحتى جيبوتي التي تضم اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، والسبب المعلن لهذه الزيارات التي تواصلت حتى وقت قريب هو البحث عن مقر إقليمي لـ (افريكوم). واحتارت واشنطن بين أي من الدول تختار وتفاوض لاستضافة القيادة الأمريكية فى افريقيا، لكن جهود ريان قوبلت بالرفض في المغرب العربي، حيث رفضت ليبيا والجزائر والمغرب اختيارها مقراً لـ (افريكوم)، بينما وافقت دول أخرى كجيبوتي والنيجر. ولكن عين واشنطن ليست على جنوب الصحراء الإفريقية، وإنما كانت تأمل أن توافق إحدى دول الشمال الافريقي على استضافة (افريكوم)، كون الشمال الافريقى هو الهدف الاساسى للوجود الامريكى فى المنطقة. فالنزاعات التي نشأت في منطقة غرب إفريقيا وشمالها، ونشاط تنظيم القاعدة الذي امتد إلى المغرب العربى وأصبح يهدد حلفاء واشنطن في شمال المتوسط واوروبا، ونشاط مجموعات متمردة كالطوارق على حدود مالي مع الجزائر، ونزاعات أخرى كالتي نشأت في مثلث تشاد - أفريقيا الوسطى - السودان، لكل هذه الأسباب كانت أمريكا تمني نفسها بمقر لقيادتها العسكرية في دولة من دول الشمال الافريقى.وكان لواشنطن أن تتنازل باختيارها جنوباً، حيث السيطرة على مناطق الإنتاج النفطي الغزير في خليج غينيا وتشاد ونيجيريا، لكن خوفها من تمدد النشاط الاصولي المتطرف في الشمال الافريقي، ورغبتها في عدم إثارة قلاقل وسط افريقيا في الوقت الحالي، والوجود الفرنسي في المنطقة، كل هذه الأسباب جعلت واشنطن تفضل اختيار شتوتغارت الألمانية مقراً، إذ ستعمل (افريكوم) في إطار (يوكوم) أي القيادة الإقليمية الأمريكية لمنطقة أوروبا.والى اليوم لم تقل واشنطن ما الهدف الرئيسي لوجودها في المنطقة الإفريقية،والذى سمته مجازا بوجود “المهمات العسكرية البحتة” ومساعدة الدول على ترقية أمن حدودها الإقليمية وأمنها البحري.ولم يتطرق مسؤول امريكي بالحديث عن البترول الأفريقي الذي يشكل الآن أكثر من 10% من الواردات النفطية الأمريكية، ولا حتى عن قلق واشنطن من منافسة الصين لها على موارد النفط الأفريقية !!. ولم يتطرق مسئول امريكى بالحديث عن النفط الأفريقي الذي يشكل الآن أكثر من 10% من الواردات النفطية الأمريكية، ولا حتى عن قلق وواشنطن من منافسة الصين لها على موارد النفط الأفريقية !!.
http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/ContentID/972/Default.aspx

شراكة الاستعمار

محمد كشان
تقوم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل حاليا بزيارة افريقية تشمل أثيوبيا وجنوب أفريقيا، في بادرة تعد الأولى من نوعها لميركل، الرئيسة الحالية لمجموعة الدول الثماني الكبار، والشريك الأول في عملية التنمية مع أديس أبابا. وتعقبها بزيارة إلى جنوب أفريقيا، الحليف التجاري لألمانيا بعد المملكة المتحدة واليابان والولايات المتحدة. والزيارة تكشف مدى الاهتمام الاوروبى المتنامي بالقارة السمراء العجوز ، وإن جاءت في إطار ما سمى بالشراكة الجديدة مع إفريقيا عقب مباحثات (قمة الثماني) بألمانيا في يونيو الماضي.
ولأوروبا تاريخ طويل وحافل بشراكات المصالح في قارتنا الفقيرة، يخفت حين تستغني الدول العظمى عن ثرواتها وطاقاتها ، ويزدهر مع الحاجة للنفوذ والتسلط، وفرض الهيمنة والاستعمار. وليست ميركل هي الأولى التي تقود مبادرة التحرك والإنقاذ لشعوب القارة الجائعة، ولا أثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي استجابت لمبادرات الدول الأوروبية طيلة العقود الماضية.فبريطانيا خلال رئاستها للإتحاد الأوروبى في العام 2005 دشنت مبادرة (لجنة أفريقيا) التى أطلقها رئيس وزرائها السابق تونى بلير منذ العام 2004. وجاء بلير حينها إلى أديس أبابا وقال في خطابه الشهير انه يبحث عن” كيفية تحويل الاهتمام الدولي إلى فعل لمساعدة أفريقيا على إنهاء الصراعات والقضاء على الفقر”. ووعد بلير بأن العام القادم (2005) سيكون “عام القرار لأفريقيا وللمجتمع الدولي”.
وحتى قبيل إنتهاء ولايته بأيام في مايو 2007 ، كانت القارة الأفريقية محطة هامة لبلير ، زارها ونادي بضرورة إعطاءها الأولوية الأكبر فى مجال التنمية والسلم. ولكن، لا زالت القارة السمراء إلى هذه اللحظة تشتعل حروباً وفقراً، وصراعات تندلع وتتأجج، خاصةً إذا دخل اللعبة مارد جديد كالصين، أو الولايات المتحدة.فأوروبا تعتبر منذ أمد بعيد أن القارة الأفريقية بمثابة الحديقة الخلفية لها، خرجت منها في الستينيات، ولا تزال تحمل كثيراً من الحنين والألفة لثمارها وأشجارها ونفطها، وتقهر شبابها وتصدهم على أعقابهم منتهكة بذلك ابسط حقوق الإنسان.ولكن للمستشارة الألمانية أوجه أخرى للتعاون والتفاوض، فهي تنظر إلى الدور الإيجابي مثلاً للصين في أفريقيا، خاصة ما يخص السودان ونزاعه الدائر في دارفور، على عكس فرنسا التى تخشى كثيراً من التأثير الصيني على مصالحها في أفريقيا ، ويقلقها تمدد شركات النفط الصينية غرب ووسط القارة ولا ضير فصراعات الزعامات الأوروبية دائماً ما يصل شرره الى القارة السمراء.
فبينما نجد دولاً كالمغرب والجزائر تتصارع في ولائها وقربها لفرنسا مثلا، تبرز دول أخرى مثل ليبيا تنادى بوحدة القارة في وجه ناهبي ثرواتها ، وتقول انه السبيل الوحيد للنجاة في المستقبل.فى هذا الخضم تحاول دول أخرى كايطاليا الدخول إلى المعترك الافريقى ، وحديث رئيس وزرائها رومانو برودي بالأمس ودعوته الأوروبيين لخلق مبادرات تتعلق بإفريقيا ، وتشديده على العوامل التاريخية التي تربطها مع روما خير دليل على ما سقناه.لكن دعوة برودي جاءت متأخرة بعض الشئ، لاسيما أنها تغرد خارج سرب الحلفاء الذي تقوده واشنطن وتتقدمه لندن وباريس وبرلين. والواقع ان روما تمتلك مفاتيح الولوج للقارة المظلمة لما لها من سياسات متوازنة تجاه القارة، ولثقلها الديني النابع من كونها مركزاً كاثوليكياً تدين به معظم دول جنوب القارة. على ان مثل هذه المبادرات تحتاج الى دعم من زعماء القارة فى الداخل،
وإرساء المزيد من أُسس الشفافية والحكم الراشد والنزاهة والاتزان

Thursday, July 26, 2007

احتكار تشغيل الانترنت والرسوم تعيق تطور واستخدام الخدمة بالسودان


طالب عدد من مشغلى ومزودي خدمة المعلومات الإلكترونية (الانترنت) باتاحة قدر اوسع من الحماية وعدم فرض أية تكاليف اضافية لمقدمى الخدمة، ووضع تعريفة جديدة حتى يتمكن اكبر قدر من المواطنين من الدخول الى الشبكة الدولية للمعلومات واستخدامها.وأجمع المشاركون فى الورشة التى اقامتها الهيئة القومية للاتصالات الخميس الماضى حول (قضايا الانترنت) على ارتفاع نسبة مستخدمى الانترنت فى السودان، بينما اشار آخرون الى تدنى هذه النسبة حسب البيانات الواقعية.

واشار وزير الاعلام والاتصالات الزهاوى ابراهيم مالك الى وجود مشاكل حقيقية فى مجال الانترنت، ، مشيرا الى ان17 شركة كانت تعمل فى مجال تقديم خدمة الانترنت توقفت منها 15.وطالب المشاركون فى الورشة السماح بدخول اجهزة الحاسب ومتعلقات صيانتها بدون أي رسوم ، اضافة الى توصيل الانترنت في الولايات بواسطة الهيئة القومية للإتصالات والمشغلين، الى جانب مواكبة التطور الكبير فى خدمات الشبكات عن طريق تقنيات الشبكات اللاسلكية.وأجمع المشاركون على ضرورة إلغاء أي ضرائب أو رسوم ترددات كانت تفرضها الهيئة القومية للاتصالات على المشغلين، ومطالبة الهيئة بحماية المشغلين من نفوذ الشركات الكبرى عليها.وطالب المشاركون في الورشة بإيجاد علاقة شراكة وتعاون بين شركات الاتصالات الاساسية ، ومشغلى خدمة الانترنت للوصول الى تقديم خدمات (السعات العريضة) لاكبر شريحة من المستخدمين ، وخلق بيئة تنافسية وسط مشغلى خدمات الانترنت تسمح بتقليل الاسعار وزيادة الخدمات.ووصف مشاركون خدمة الانترنت التي تقدمها شركات الموبايل بأنها ليست انترنت بالمعنى المفهوم للخدمة، واللاسلكية بأنها ليست ذات سعات عريضة DSL ، فيما أشار مهندس اتصالات إلى أن خدمة (mdsl) هي الأخرى ليست ذات سعات عريضة حسب مفهوم تلك السعات وتمكينها المستخدم من الاستفادة القصوى من شبكة الانترنت ونقل البيانات. وشارك في الورشة التي أقامتها الهيئة القومية للاتصالات عدد من شركات الاتصالات الكبرى التي تقدم خدمة الانترنت (سوداتل،كنارتل، موباتل، أم تى أن)، إضافة إلى مشغلي ومزودي خدمة الانترنت والذين يقدمون الخدمة للجمهور عبر الشركة السودانية للاتصالات (سوداتل) التي تملك المنفذ الوحيد لشبكة الانترنت في السودان.وامن الجميع على أهمية شبكة الانترنت في الحياة اليومية بدء من الحكومة الالكترونية والتعليم والتطبيب عن بعد واستخدام الصراف الالى وتحصيل الفواتير والاستخدام الاذاعى والتلفزيوني والبريد الالكتروني وغيرها من الاستخدامات الأخرى.وقدمت كل من شركات سوداتل وكنار وموباتل رؤيتها ودورها في تطوير وتقديم خدمة الانترنت في السودان.وأوصت الشركة السودانية للهاتف السيار (موباتل) بالسماح بدخول أجهزة الحاسب ومتعلقات صيانتها بدون أي رسوم وتقديم التسهيلات لمزودي الخدمة من حيث الرسوم والضرائب حتى يتثني لهم عرض الخدمة بأسعار أقل للمستخدمين، وتحفيز صغار المستثمرين لتوسيع رقعة انتشار المقاهي، فيما أوصت الشركة السودانية للاتصالات ( سوداتل) بمواكبة التطور الكبير في خدمات الشبكات اللاسلكية وتوسيع تطبيقات الهاتف السيار.واستعرضت شركة كنار للاتصالات دورها الرائد في تقديم خدمة الانترنت إلى المستخدمين بمميزات وأسعار أفضل.وشاركت في الورشة شركة (زينة نت) ممثلة لمزودي خدمة الانترنت والتي أوصت بعدة توصيات تمكن مزودي الخدمة من الاستمرار في تقديم الانترنت للجمهور بتكلفة اقل وجودة أعلى.وأشار ممثل (زينة نت) بضرورة الاتفاق بين المشغلين وشركات الانترنت لتخفيض أسعار الخدمات خاصة تكلفة السعات ونقل المعلومات، ودعم توصيل الانترنت في الولايات بواسطة الهيئة القومية للاتصالات والمشغلين ، وإيجاد صيغة عملية لتقديم خدمة السعات العريضة للجمهور بواسطة شركات الإنترنت وبالتنسيق مع المشغلين الرئيسيين علي أن تكون هذه الصيغة برعاية وتحت مراقبة الهيئة القومية للاتصالات حتى تتمكن تلك الشركات من تفعيلها الفوري وتسويقها للجمهور.يذكر أن خدمة السعات العريضة(DSL) تقدم فقط عبر الشركة السودانية للاتصالات (سوداتل)، بينما يقدم المشغلين خدمة الانترنت بالاتصال العادي Dial Up .من جهته قال مدير شركة (أشراف) للاتصالات أن السودان لازال في مرحلة الاتصال العادي بالانترنت مع تدنى نسبة المستخدمين مقارنة مع الدول الأخرى. ونادى خلال مشاركته في الورشة بضرورة إيجاد تقنيات لاسلكية أخرى أكثر تطوراً للاتصال بالانترنت، تضمن استخدام أوسع للشبكة يخرج من دائرة التصفح العادي.ووصف مدير (أشراف) المهندس جمال زمقان خدمة الانترنت التي تقدمها شركات الموبايل بأنها ليست انترنت بالمعنى المفهوم للخدمة، واللاسلكية بأنها ليست ذات سعات عريضة (DSL ) تسمح بالاستخدام الكامل للانترنت.وأشار زمقان إلى تأخر انتشار خدمة السعات العريضة DSL في السودان وذلك لعدة أسباب ساقها مقدم الورقة إلى رداءة الموصلات السلكية (النحاسية) المستخدمة من قبل الشركة، وعدم سماح سوداتل بدخول مستثمرين واحتكارها لهذا المجال، مما أدى لإغلاق 15 شركة من أصل 17 حصلت على رخصة لتقديم الخدمة، مشيرا إلى التكلفة العالية التي تفرضها الشركة على قيمة السعات (الباوندث).وفى ختام ورقته طالب زمقان بمراجعة اتفاقية الشراكة المقدمة من سوداتل ومقدمي الخدمة، وقدم اقتراحا بتطوير تقنيات لاسلكية أخرى كخدمة الـwimax والتي تغطى دوائر لاسلكية واسعة وذات تكلفة اقتصادية اقل، مضيفاً أن شركته تعد الأولى في إفريقيا والشرق الأوسط التي أدخلت هذه الخدمة في السودان .وفى ورقته المقدمة بعنوان (إدارة الانترنت في السودان)، رأى المركز القومي للمعلومات ضرورة تشكيل فريق عمل لدراسة كيفية إدارة الانترنت في السودان والاستفادة من الأفكار العالمية التي تم تداولها في قمم مجتمع المعلومات السابقة لتحقيق وجود سوداني فاعل على الانترنت.وفى مداخلته قال نائب المدير العام للهيئة القومية للاتصالات المهندس صديق إبراهيم إن مؤسسته ستدشن في ابريل من العام القادم اكبر بنك رقمي المعلومات تصل سعته التخزينية إلى 60 تريليون قيقا بايت، يعمل على إتاحة مراقبة حركة تبادل المعلومات وحمايتها من الاختراق، وتوفير اكبر قدر من برامج تشغيل الكومبيوتر وتطبيقاته،ويمنح البنك خدمة مجانية تتيح للمستخدم الوصول إلى معظم تطبيقات الكمبيوتر والانترنت.لكن الدكتور ابوبكر الصديق أستاذ الهندسة بجامعة النيلين، اتهم الهيئة بتدخلها أكثر من اللازم في جانب تشغيل خدمات الاتصالات ، وطالبها بدعم الشركات والمشغلين دعماً مباشرا والالتزام بكونها جهة تنظيمية وليس تشغيلية، واصفا الجانب التقني في الهيئة بالضعيف.وقال الصديق إن عدم وجود منافسة في مجال تقديم الانترنت واحتكار التشغيل يضعف الخدمة المقدمة للمستخدم ويزيد من سعرها.من جهته طالب خبير المعلوماتية ورئيس مجلس الصحافة البروفسير على محمد شمو يايجاد تعريفة تفضيلية بالنسبة للمؤسسات الأكاديمية وتشجيع استخدام الانترنت فيها، وإتاحة الخدمة لأكبر قطاع ممكن لسكان السودان خاصة في الولايات.وأمن البروفيسور شمو على حق المواطن في الدخول إلى عالم الانترنت والاستفادة منه خاصة بالنسبة إلى طلاب الجامعات والمدارس على السواء وذلك بهدف نشر ثقافة المعلوماتية التي تتيح للجميع المعرفة والاستفادة، مضيفا إلى وجود فجوة تقنية كبيرة تستوجب المعالجة.ودعا رئيس جمعية الانترنت السودانية المهندس محمد البشير إلى ضرورة إيجاد علاقة شراكة وتعاون بين شركات الاتصالات الأساسية ، ومشغلي خدمة الانترنت للوصول إلى تقديم خدمات (السعات العريضة) لأكبر شريحة من المستخدمين ، وخلق بيئة تنافسية وسط مشغلي ومزودي خدمات الانترنت تسمح بتقليل الأسعار وزيادة الخدمات.وطالب رئيس الجمعية التى تدير نطاق السودان على الانترنت .sd بضرورة إعادة تفعيل خدمات السعات العريضة عبر الكيبلات الأرضية وعدم الاستغناء عنها مشيرا إلى تجربة شركة (اتصالات مصر) وشراكاتها مع موفري خدمات الانترنت والتي مكنتها من التوسع الهائل و تقديم خدمات السعات العريضة بأسعار رمزية في جمهورية مصر.وأكد رئيس جمعية الانترنت السودانية على أهمية قيام مراكز بيانات (data center) تدعم وتطور
خدمات تطبيقات الانترنت والمعلومات بالسودان سواء كانت حكومية أو عبر القطاع الخاص
التقرير على موقع الجريدة

Tuesday, July 3, 2007

خلية الاطباء النائمة ..ملائكة الموت الملتهبة








حين يتحول الطبيب، الى مخطط ومنفذ لهجمات على المدنيين الآمنيين،يصبح ( قسم ابوقراط) مجرد نكتة طبية قديمة،وتصبح عبوات الاكسجين التى ينقذ بها الطبيب مريضه غازا تحترق به اجساد الابرياء، وتمتلئ الشوارع باشلاءهم اطفالا ونساءً ورجالا،حينها فقط تتسع دائرة التساؤل والحيرة والاستفهام!!؟
فالتفجيرات التى كان مخططا لها ضرب مناطق حساسة فى العاصمة البريطانية لندن،فشلت جميعها ووجهت اصابع الاتهام الى خلية طبية تعمل فى المستشفيات جلها من الاطباء اجمعوا على تنفيذ المهام ضاربين بذلك بشرف المهنة عرض الحائط،وبدلا من ان يكونو عونا للمرضى والمصابين، اصبحوا انفسهم قتلة.
المواد التى استخدمت فى التفجيرات الفاشلة، سواء فى السيارتين اللتين لم تنفجرا، او سيارة الجيب التى اصطدمت بمبنى مطار غلاسكو ، هى مواد فى متناول اليد، ومن المستحيل تفجيرها عن طريق الاتصال باجهزة الموبايل التى تركت داخلها، او عن اى طريق آخر اللهم سوى الاصطدام بحائط او مبنى.
فالبنزين والغاز والمسامير لاتصلح ان تكون قنبلة ولا حتى فى اللهو البرى، من الممكن ان يصاب عدد كبير من المارة جراء هذه التفجيرات لو حدثت، لكنها لاتنم على تخطيط سديد وتنظيم له اذرع وخلايا حتى فى المجال الطبى!!
فالاغلب ان هؤلاء الاطباء كانوا ضحية اجهزة استخبارتية كبيرة،عرفت تلك الاجهزة بميولهم الارهابية وايقظت فيهم الحس الانتحارى لخدمة مصالح استخبارتية تخصها وحدها، فتخلصت منهم بهذه الطريقة باعتقالهم متلبسين، او قتلهم، وضمنت عدم قيامهم باى عمل ارهابى لوحدهم مستقبلا، وارتاحت من عناء المراقبة والتتبع ، وخدمت مصلحتها المتمثلة فى هذه الحالة فى حث رئيس الوزراء البريطانى الجديد غوردون براون الى السير على خطى سلفه تونى بلير الحليف الرئيسى للولايات المتحدة فى مكافحة الارهاب والتطرف!!
وبالطبع كانت الاجهزة الاستخباراتية تمسك بفتيل الاشتعال فى العملية كلها والا خرجت الامور عن سيطرتها، وفى الوقت المناسب منعت الانفجار من الحدوث، او انها كانت تعلم انه لن يكون هناك انفجارا ولا يحزنون، وادراكهم بعدم خطورة المواد التى بحوزة الارهابيين حتى لو كانت من الغاز والبنزين؟؟
وكما هو معلوم فالاجهزة الاستخباراتية عندما تنفذ عملية كهذه،تخطط لها وكانها عملية حقيقية، لايعلم المنفذ انه وقع ضحية جهاز استخباراتى قذر، فتكون العملية قد نفذت بنجاح،وقد تكون هناك مبالغ مالية نظير العملية كمرتزقة، اواغوائهم دينيا وعقائديا حسب نهج كل وتفكيره.
تبقى مجرد تفسيرات فى انتظار المثير والكثير حول هذه العملية.

Tuesday, June 5, 2007

"نهر البارد" وسقوط قناة الجزيرة



قناة "الجزيرة الفضائية" لم توفق في إثبات حياديتها وبالتالي مهنيتها تجاه العديد من القضايا المحلية والعالمية، خاصة فيما
يتعلق بقضايا الشرق الأوسط وفلسطين والحرب التي تشنها القوى العظمى على ما يسمى بالإرهاب.
القناة خسرت معركة إعلامية هامة تدور رحاها في الساحة اللبنانية الآن، وكسبتها قنوات تلفزيونية أخرى مستقلة.
فمنذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش اللبناني من جهة، ومجموعة فتح الإسلام من جهة أخرى، اثر تحصن الثانية في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، بدأت القناة تظهر تأييدها الواضح لمجموعة فتح الإسلام على مختلف الصعد. ففي الوقت الذي كانت فيه القنوات الفضائية المستقلة تنقل الأحداث كما هي دون الانحياز لاى طرف ، كانت قناة الجزيرة تمجد في مجموعة فتح الإسلام بكل ما استطاعت، بل وتنقل للعالم الصورة الإنسانية (السيئة) التي خلفها الجيش اللبناني اثر قصفه لمواقع فتح الإسلام المتحصنين داخل المخيم وبين المدنيين، متناسية الواقع الحقيقي لفتح الإسلام

تحت عنوان "من يقف خلف القتال في شمال لبنان؟ " كتب الصحفى الامريكى فرانكلين لامب لدورية "فولتير" القصة الكاملة لمسلحي فتح الإسلام، ويمكن للكل ان يطلع عليها فى الموقع ادناه:
http://www.voltairenet.org/article148547.html
فلامب زار "نهر البارد" وشهد بأم عينه حقيقة ما يدور داخل المخيم خلال الاشتباكات، وحكي – وليس هو وحده – عن جنسيات مسلحى فتح الإسلام (المملكة السعودية وباكستان والجزائر والعراق وتونس ودول أخرى).
إذا تسقط هنا ورقة التوت التي وضعتها قناة "الجزيرة" على عورتها، للتستر على حقيقة فتح الإسلام وارتباطها بالفلسطينيين وحقوقهم المسلوبة ، وكما نعلم فان "الجزيرة" تقدس كل ماهو فلسطيني، كما تفعل ذلك مع كل ماهو "طالباني" ..!! ولكن فى هذه الحالة على القناة ان تميز بين ماهو فلسطيني، وماهو استخباراتي ..
ففتح الإسلام انكشف مخططها "القاعدي"، اى الذي يشابه تكتيك تنظيم القاعدة.. في التخطيط والتنفيذ والتدريب، وليس من الشروط أن تأتمر بإمرة زعيم جماعة القاعدة لتكون قاعدة، فالتنظيم أو الجماعة كتاب مفتوح على شبكة الانترنت، يدرب على كيفية التخطيط للهجمات وتنفيذ المهام الانتحارية وتصنيع القنابل وتفجير الأماكن وترويع وإرهاب الأبرياء.
والرابطين التاليين يمكن أن يحكيا "الحقيقة" الكاملة لفتح الإسلام وشاكر العبسى ودور سوريا ...

http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/06-2007/Item-20070603-f2d513aa-c0a8-10ed-01b1-699601976d67/story.html
وهذا ايضا
http://www.alhayat.com/arab_news/levant_news/06-2007/Item-20070603-f2fec752-c0a8-10ed-01b1-69967ca9a099/story.html

...ولكن اذا على تلك القناة المذكورة أن تعتدل فى مهنيتها وموضوعيتها حتى لاتفقد جمهورها ومتابعيها.
ولتعلم القناة ان مناشدتها للعالم بالتصدي لوقف الجيش اللبناني قصف المدنيين داخل "نهر البارد"،لا تدعم الا مسلحي فتح الإسلام، خاصة ان المعسكر لايوجد به الآن سوى من 2000 – 3000 إلف مدني،اغلبهم من الشباب، بينهم مقاتلين من الحركات الفلسطينية الأخرى المسلحة وهم اقدر على حماية أنفسهم خاصة أن الجيش اللبناني يحدد بدقة المواقع التي تحصن فيها مسلحي فتح الإسلام .. إذا يا قناة الجزيرة ليس هناك مدنيين ولا أطفال ولا نساء يخاف عليهم ولا يحزنون !!!

Friday, May 25, 2007

منظمة الشفافية : فساد السلطة القضائية في أفريقيا

Judicial corruption fuels impunity, corrodes rule of law, says new Transparency International report

ذكر تقرير منظمة الشفافية الدولية حول الفساد في العالم لعام 2007 أن النفوذ السياسي والتدخل المباشر في العملية القضائية عبر التهديد والرشوة والتخويف للقضاة قد أصبح ظاهرة في أفريقيا. وركز التقرير الذي نشر بالتزامن في نيروبي ولندن أمس الاول على الفساد في الأنظمة القضائية.وذكر التقرير أن انعدام المعيار الموضوعي في تعيين أعضاء السلك القضائي والسيطرة على مرتباتهم وشروط الخدمة تبدو أكثر وضوحا في أفريقيا.وقال الكاميروني أكرى مونا المسؤول بالمنظمة في بيان صدر في نيروبي إن"الكثير من مواطنينا يتبنون حقيقة نظرة استسلامية للحياة الأمر الذي يصعب الحملة القائمة منذ وقت سابق لمكافحة الفساد".وركز مونا وثلاثة متحدثون آخرون في نيروبي وهم ايكيانيانو ليليان (نيجيريا) وكاسي كيلسو (الولايات المتحدة) والدكتور ريتشارد لياكي (كينيا) في حديثهم على الفساد في السلطة القضائية في أفريقيا.يذكر أن مونا هو المؤسس والرئيس السابق لفرع الكاميرون التابع لمنظمة الشفافية الدولية. ويترأس حاليا اتحاد نقابة المحامين الأفارقة.وأضاف مونا أن الفساد في الجهاز القضائي يقف عائقا أمام الحصول على العدالة ويعيق التنمية الاقتصادية ويلحق الضرر بحقوق الإنسان ويقوض الثقة في المؤسسات القضائية.وأضاف مونا نائب رئيس منظمة الشفافية الدولية أن "أفريقيا تعتبر إحدى الأقاليم التي ينظر إليها بأنها الأسوأ فيما يتعلق بالفساد القضائي" مشيرا إلى أن معظم المواطنين في جميع الدول الأفريقية باستثناء جنوب أفريقيا ذكروا في الاستطلاعات التي أجرتها معهم منظمة الشفافية الدولية أن النظام القضائي يعاني من الفساد وقدموا أسبابا جيدة لذلك".وتابع مونا أن واحدا من خمسة أشخاص في أفريقيا تعامل مع النظام القضائي قال إنه دفع رشوة للقضاة وأن واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص في الكاميرون ذكر أنه قدم رشوة للقضاة.وذكر التقرير أن الفساد في الجهاز القضائي ألحق الضرر بالمجتمعات الديمقراطية والمؤسسات التي أسست عليها، وأكدت النيجيرية ايكيانيانو على الحاجة لإنشاء هيئات قضائية مستقلة ماليا في أفريقيا حيث تسيطر السلطة التنفيذية والطبقة السياسية على النظام القضائي بشكل عام.وقالت ايكيانيانو إنه نظرأ لأن المخصصات المالية للحكومة تمر عبر موافقة البرلمان فإن هذا الأمر يترك معظم السلطات القضائية الأفريقية تحت رحمة السياسيين.وتحدثت النيجيرية ايكيانيانيو(الناشطة في حقوق المرأة وعضوة في فرع نيجيريا التابع لمنظمة الشفافية الدولية) أيضا عن المحاكم التقليدية والدينية وقالت إن معظم الأشخاص الذين يعملون فيها لم يتلقوا تدريبا قانونيا ولذلك يحرمون المواطنين من الحصول على العدالة. وذكر التقرير أن زامبيا تعاني من نقص في القضاة والقضاة المدربين وهذا يعني أن القضاة معرضين للتلاعب من جانب المحامين الذين يسعون لتحقيق أفضل الأحكام لموكليهم، وأضاف التقرير أن عدد القضاة في النيجر لا يتجاوز المائتي قاضي وضابط قانون لأكثر من 11 مليون نسمة" مشيرا إلى أن "هذا العمل المكثف يؤدي إلى بطء الإجراءات القانونية والسماح بانتشار الفساد في السلطة القضائية.واقترح تقرير الشفافية الدولية ثلاثة طرق لمكافحة الفساد في الجهاز القضائي وهي الاستقلال والشفافية والمحاسبة. واقترح التقرير بأنه يجب على الحكومات إنشاء الآليات الفاعلة لاكتشاف الفساد في المحاكم ودعا مونا منظمات المجتمع المدني والمواطنين بصفة عامة من بينها وسائل الإعلام للعب دور فاعل في مكافحة الفساد عبر المراقبة والتدقيق وإبداء الملاحظات حول اختيار القضاة ومعاقبة المحامين الفاسدين.
التقرير على موقع منظمة الشفافية

Thursday, May 24, 2007

هكذ يمشى الروساء

نيكولاس ساركوزى ..الرئيس الاعرج

منذ اللحظة التى اعلن فيها انتخاب نيكولاس ساركوزى رئيساً لجمهورية فرنسا، انتابنى القلق والخوف على مصير تلك الجمهورية العريقة والصديقة، وعلى تلك الحقبة التى ستدخلها فرنسا.. حقبة اهم ما (سيميزها) الاضطرابات والمظاهرات من جانب سكان (احياء الصفيح) من المهاجرين الرافضين لانتخاب ساركوزى رئيساً، ثم الخديعة السياسية الكبرى التى سينتهجها ساركوزى للحول دون الوقوع فى شرك المعارضين له من الاشتراكيين وبقية الاحزاب والجماعات الفرنسية الاخرى.
ثم جماعة اخرى مرتبطة بالمهاجرين والذين ينحدر اغلبهم من الدول المغاربية، والتى اطل عليها الارهاب مؤخراً براسه.. لابد ان الاجماعات الارهابية ستتخذ من معارضتها (المشروعة) لساركوزى مدخلا للولوج الى قلب الدولة الفرنسية.. باريس !!
ساركوزى .. ياترى كيف سيواجه كل هذه الاحتمالات؟؟ زوبعة اليسار .. فوضى الضواحى ..
ساركوزى كما اسميته (الرئيس الاعرج) لن يهنأ كثيرا بحدائق قصر الاليزيه،ولن يستمتع بشرب النبيذ الفرنسى المعتق على شرفات الاليزيه ..
انظرو كيف يمشى هذا الرئيس !!
اخجلنى عندما ظهر للمرة الاولى وهو يسير فى ( البساط الاحمر) الى جانب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عقب اداؤه القسم رئيسا لفرنسا !!
لم ارى رئيسا فى العالم يمشى كما يمشى هذا الساركوزى !!




هل هذه مشية رئيس ؟؟!!

Saturday, May 12, 2007

مسيرات مليونية ضمن الحملة العالمية لـ مكافحة الجوع

أكثر من 850 مليون شخص يعانون من الجوع المزمن حول العالم
نيويورك:وكالات

تنطلق اليوم الأحد مسيرات في العديد من دول العالم، ضمن الحملة السنوية التي ينظمها برنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع، تحت شعار "محاربة الجوع" مسيرة حول العالم"، والتي يتوقع أن يشارك فيها عدة ملايين من الأشخاص، من بينهم عدد كبير من المشاهير والشخصيات العامة ومشاركون من منظمات المجتمع المدني، فضلاً عن مشاركة أشخاص من المتأثرين بقضايا الجوع حول العالم.وذكرت شبكة " سي إن إن " الامريكية ان المسيرة والتي ستنطلق من نيوزيلندا في أقصى الشرق لتتحرك غرباً عبر عواصم عدد من الدول في كل من آسيا وأوروبا وأفريقيا والأمريكتين،تهدف إلى إشراك المواطنين حول العالم لرفع الوعي العام بقضايا الجوع، وجمع التبرعات لمساعدة الكثير من الأطفال في الدول الفقيرة، ومعاونتهم على الذهاب إلى المدارس.كما سيتم مسيرات في عدد من الدول العربية، من بينها الأردن والإمارات وقطر والكويت وليبيا ومصر واليمن، حيث يهدف المشاركون في تلك المسيرات إلى أن يبعثوا برسالة مفادها: "أن جوع الأطفال ليس له مكان في هذا العالم، وأن سكان هذا العالم يمكنهم اجتثاث جذوره."وقالت جوزيت شيران، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: "إن المسيرة حول العالم سوف تجمع معاً جميع الأشخاص الذين يبدون اهتماماً بقضية جوع الأطفال، كما يشارك فيها الأشخاص الذين عانوا أنفسهم من الجوع، مثل النساء والرجال والأطفال الذين تشردوا بسبب النزاعات المسلحة، إضافة إلى الأطفال الذين يعتمدون على وجبات يومية في المدارس في البلدان النامية."وأضافت شيران قولها :"أنه سيتم تخصيص التبرعات التي سوف يتم جمعها من مسيرة هذا العام، لدعم مشروع التغذية المدرسية، الذي ينفذه البرنامج في جميع أنحاء العالم"، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تربط بين الغذاء والتعليم، عن طريق تقديم وجبة مجانية إلى أكثر أطفال العالم ضعفاً في المدارس.وأشار البيان إلى أن "الجوع هو الخطر الأكبر على الصحة في أنحاء العالم"، ففي كل عام يموت أشخاص بسبب الجوع وعواقبه أكثر من كل ضحايا الإيدز والملاريا والسل مجتمعين، كما أن هناك أكثر من 850 مليون شخص يعانون من الجوع المزمن حول العالم.من جانبه، قال بيتر باكر، الرئيس التنفيذي لشركة "TNT"، لخدمات البريد السريع والنقل، ومؤسس مبادرة "المسيرة حول العالم" في العام 2003: "قليل من الناس يعلمون أن إطعام طفل جائع في المدرسة يكلف حوالي 19 سنتاً أمريكياً في اليوم الواحد، إن أقل مساهمة يمكن أن تساعد على تحقيق إنجاز كبير."وفى العام الماضي، تمكن برنامج الأغذية من توفير وجبات مدرسية إلى قرابة 19.4 مليون طفل، في 71 بلدً، وسيكون غالبية هؤلاء الأطفال - وخاصة الفتيات - من المحرومين من التعليم، لأسباب ترجع لعجز أسرهم المادي على إرسالهم إلى المدارس.وفى عام 2006، شارك مئات الآلاف من الأشخاص من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، في المسيرة للدعوة لإنهاء معاناة 400 مليون طفل من جراء الجوع.

انجلينا جولى .. وبراد بيت .. سبيلبيرج ، نجوم هوليود يقدمون مساعدات لدارفور

رسم تخيلى لانجلينا جولى فى اعمال دافنشى


الامم المتحدة


ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان أمس الاول الجمعة أن نجمي هوليوود انجيلينا جولي وبراد بيت قدما هبة بمبلغ مليون دولار أمريكي كمساعدات لضحايا الحرب فى إقليم دارفور بغرب السودان.يذكر أن النجمين الممثلين اللذين يعملان سفيرين للنوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين يديران سويا"مؤسسة جولي-بيت" للأعمال الخيرية.وأضاف بيان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن "هبة مؤسسة جولي-بيت ستخصص لثلاث وكالات تلعب دورا رئيسيا فى دارفور وتشاد المجاورة". وتابع البيان أن الوكالات الثلاث المستفيدة هي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ولجنة الصليب الأحمر الدولي ومنظمة "إنقاذ أطفال القري" وهي منظمة دولية غير حكوميةوتقوم الوكالات الثلاث بتقديم المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني نازح فى دارفور و240 ألف لاجئ من دارفور يعيشون فى المخيمات فى شرق تشاد.ونقل البيان عن ميشيل غاباودان ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فى إقليم أمريكا والكاريبي قوله إن "الهبة السخية جاءت بعد أشهر من قيام إنجيلينا جولي بزيارة شخصية إلى معسكر اللاجئين فى تشاد، وتظهر هذه الهبة إلتزام جولي وبيت بمساعدة النازحين واللاجئين".وذكر البيان أن "جولي إستمرت كسفيرة للنوايا الحسنة فى دعم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وكذلك تسعي لمساعدات الآخرين لتأكيد عدم نسيان هؤلاء الضحايا".وقال رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية إن"الهبة ستحدث تغييرا حقيقيا فى حياة الآلاف من المواطنين المعرضين للمخاطر" مضيفا "إننا نقدم الشكر لإنجلينا جولي وبراد بيت لتذكرهم هؤلاءالضحايا".يذكر أن جولي زارت الإقليم ثلاث مرات وقامت خلال زيارتها الأخيرة بزيارة إلى مخيم أوري -كاسوني فى دارفور. وصرحت النجمة السنمائية إنها "تعرفت على آمال ورغبة النازحين واللاجئين الواسعة في نشر قوات حفظ سلام فى شرق تشاد".من جهة اخرى انضم المخرج السينمائي ستيفن سبيلبيرج يوم الجمعة الى مجموعة من نجوم هوليود الذين يسعون الى انهاء عمليات القتل في اقليم دارفور بدعوة الصين الى الضغط على السودان من اجل قبول قوات من الامم المتحدة لحفظ السلام.ونشر سبيلبيرج الحاصل على جائزة اوسكار ومخرج افلام حققت نجاحا كبيرا رسالة بعث بها الى الرئيس الصيني هو جين تاو في ابريل نيسان قال فيها انه عرف في الاونة الاخيرة بدعم الصين الاستراتيجي للسودان.وتأتي هذه الرسالة في وقت تستعد فيه بكين لدورة الالعاب الاولمبية عام 2008 ويحث بعض الجماعات والساسة في شتى انحاء العالم على مقاطعة الاولمبياد بسبب علاقات الصين الاقتصادية مع السودان.وفي رسالته يشير سبيلبيرج الى انه سيلعب دورا في دورة الالعاب الاولمبية "كمستشار فني."وقال "اضيف صوتي لاصوات الذين يطلبون ان تغير الصين سياستها تجاه السودان وتضغط على الحكومة السودانية لقبول دخول قوات حفظ سلام من الامم المتحدة لحماية ضحايا الابادة الجماعية في دارفور."وقال مارفن لي المتحدث باسم سبيلبيرج ان سبيلبيرج طلب لقاء هو ولكن الرئيس الصيني لم يرد حتى الان.ومن ناحية اخرى اصدر الزوجان براد بيت وانجلينا جولي بيانا قالا فيه ان مؤسستهما تبرعت بمليون دولار للوكالات العاملة في اقليم دارفور وحوله.ولكن تدخل سبيلبيرج امر جديد واشار المخرج في رسالته الى الرئيس الصيني الى ان مسألة الابادة الجماعية قريبة منه بشكل خاص بسبب عمله مع مؤسسة "الاتقياء"التي تتخذ من لوس انجليس مقرا لها .وأنشأ سبيلبيرج هذه المؤسسة لتوثيق معاناة اليهود في ظل الحكم النازي ولديها شهادات مصورة لنحو 52000 من الناجين من المحرقة من56 دولة لتأريخ الاعمال الوحشية التي ارتكبت ضدهم

Tuesday, May 1, 2007

حرية الصحافة، سلامة الصحفيين، الإفلات من العقاب .. قضايا تتصدر الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة


تقرير: محمد كشان

يحتفل العالم في الثالث من مايو، الذي يصادف اليوم الخميس، باليوم العالمي لحرية الصحافة كتقليد سنوي يهدف إلى التذكير بدور الصحافة في تعزيز الديمقراطية وتشجيع التنمية في أرجاء العالم،كما يعد هذا اليوم، الذي جرت العادة على الاحتفال به منذ إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 تسميته بيوم الصحافة العالمي، مناسبة لتعريف الجماهير بانتهاكات حق التعبير عن الرأي وكذلك لتذكيرهم بمعاناة الصحفيين من جراء الانتهاكات التي يتعرضون لها وهم يمارسون واجبهم. وتشكل حرية الصحافة، وسلامة الصحفيين، والإفلات من العقاب نتيجة ارتكاب الجرائم ضد الصحفيين، مواضيع اليوم العالمي لحرية الصحافة 2007 فى شتى بقاع العالم.ويحتفل الصحفيون السودانيون بذكرى الثالث من مايو، اذ تقام العديد من الفعاليات احتفالاً بيوم حرية الصحافة.وتنظم اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع الاتحاد العام للصحفيين ومكتب اليونسكو بالخرطوم غدا احتفالا بالمناسبة تحت شعار "حرية الصحافة وسلامة الصحفيين والإفلات من العقوبات" وذلك برعاية وزير الإعلام والاتصالات الزهاوى إبراهيم مالك.ويحتوى برنامج الاحتفال على عدة رسائل يقدمها كل من اتحاد الصحفيين لجنة الاتصال والمعلومات ، مدير مكتب اليونسكو بالخرطوم ، وزير الإعلام والاتصالات ، وزير التعليم العام إلى جانب بعثة الأمم المتحدة بالسودان ومركز المعلومات التابع للامم المتحدة.وينظم منبر الشباب والطلاب بالاشتراك مع بعثة الأمم المتحدة فى السودان وبرنامج الأمم المتحدة الانمائى ومركز الأمم المتحدة للإعلام في اليوم نفسه حلقة نقاش تحت عنوان " حاضر وآفاق الصحفيين الشباب في السودان "، وتناقش الحلقة عدة محاور منها التحديات التي تواجه الصحفيين والصحفيين الشباب بصورة خاصة،والعلاقة بين الصحفيين الشباب والمؤسسات الإعلامية ومستقبل الصحفيين الشباب والمؤسسة الإعلامية.وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أصدرت لجنة الحريات وأخلاق المهنة بالمجلس القومي للصحافة بياناً، حيت فيه تضحيات كل صحافيي العالم الذين يعملون تحت ظروف بالغة التعقيد، وخصت اللجنة بالتحية الصحفيين السودانيين الذين ظلوا " ينحتون الصخر من اجل ان تسمو الكلمة وتسود قيم الحق والفضيلة".ودافع البيان عن موقف مجلس الصحافة في تعزيز الحرية الصحفية والمحافظة على أخلاقيات المهنة.وأشارت اللجنة إلى سعيها لعمل التوازن اللازم بين تمكين الصحفيين من ممارسة الحرية الصحفية المسؤولة، وبين حماية المجتمع من تجاوزات التطبيق الخاطئ لتلك الحرية، خاصة فيما يتعلق بتطبيقات المادة 130 من قانون الإجراءات الجنائية، وأوامر حظر النشر التي تصدرها النيابات.واعتبرت لجنة الحريات وأخلاقيات المهنة ان حق الصحفيين في الحصول على المعلومات، هو المدخل الأهم لممارسة الحرية الصحفية المسؤولة، مطالبةً الجهات المسؤولة بضرورة إتاحة المعلومات للصحفيين مالم يكن قد سبق تصنيفها بموجب قانون على أنها معلومات محظور نشرها.
وكانت قضية اغتيال رئيس تحرير صحيفة " الوفاق " الصحفى محمد طه محمد أحمد قد أثارت لغطاً كبيراً حول الحرية المتاحة للصحفيين ، خاصة بعد إصدار قرار بمنع النشر بما يخص القضية. وشهدت الساحة الصحفية السودانية سلسلة من الأحداث المتصلة فى إطار تداعيات حادثة الاغتيال ، وإستحوزت القضية على قدر كبير من المساحات الصحفية وربما باتت هى القضية الأشهر على الصعيد الإعلامي، بل وتصدرت تقارير حرية الصحافة العالمية.فنيابة الصحافة والمطبوعات طالبت كافة وسائل الإعلام بعدم التعليق إعلامياً على مجريات سير التحريات في القضية ، بدعوى عدم التأثير على سير العدالة والحرص على سلامة الإجراءات القانونية، مما اعتبره مركز حماية الصحفيين - مقره نيويورك - تقيداً لحرية الصحافة والحد منها.واعتبرت لجنة حماية الصحفيين ان الإجراءات التي اتبعت فى تلك القضية (تعسفية) حيث تمت مصادرة عدد من صحيفة "السوداني"، ومنعها من الصدور لمدة ثلاثة أيام، وتم اعتقال عدد من الصحفيين والتحقيق معهم في قضية مقتل محمد طه، منهم الطاهر ساتى (الصحافة) ابوعبيدة عبدالله (الرأي العام). واصدر القاضي لاحقاً قراراً بمنع الصحف من نشر وقائع المحاكمة إلا عبر وكالة الأنباء الرسمية.وتطرق تقرير صادر عن المنظمة العربية المنظمة العربية لحرية الصحافة لأوضاع حرية الصحافة السودانية العام الفائت.وادانت المنظمة قرار مجلس الصحافة والمطبوعات بتعليق صدور صحيفة الحياة والناس ، الذي تم حسب الفقرة هـ من المادة 32 من قانون الصحافة والمطبوعات الصحفية للعام 2004 ، والتي تلزم الصحف بالإيداع اليومي لإصداراتها لدى المجلس، ما اعتبرته المنظمة تعارضاً مع قواعد وأصول حرية الصحافة ، اعتداءا مباشرا على حرية الرأي و التعبير .وتطرق التقرير إلى توصية بعث بها مجلس الصحافة في أكتوبر للهيئة القضائية يطلب فيها سحب ترخيص خمسة من الصحف الرياضة هي الصدى ،الكورة ،الكابتن، مونديال ، المريخ، ملحقة بأسماء تسعة من الصحفيين الرياضيين على خلفية انتهاك ميثاق الشرف الصحفي ومخالفة القانون على حد وصف المجلس . وأشار التقرير الى حكم اصدرته محكمة الصحافة بالخرطوم فى 14 مارس الجاري علي رئيس تحرير صحيفة الوطن بالغرامة مليون دينار للمحكمة وفي حالة عدم الدفع السجن لمدة 6 أشهر وتعويض الشاكي والي ولاية الخرطم مبلغ 10 ملايين دينار تعويضاً له عما لحق به من أذى وإشانة سمعة، وأدانت المحكمة جريدة الوطن تحت المواد 159، و66 من قانون العقوبات الجنائية المتعلقة بالكذب الضار وإشانة السمعة والمادة 29 من قانون الصحافة والمطبوعات .واشار التقرير الى إطلاق سراح بول سالوبيك مراسل صحيفة " شيكاغوتريبيون " الأمريكية المعتقل من قبل السلطات السودانية لفترة شهر تقريبا على خلفية توجيه السلطات السودانية إتهام له بالتجسس نظراً لدخوله البلاد بطريقة غير مشروعة .
ويعد الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة من المناسبات التي تقف عندها المنظمات والجمعيات العاملة في المجال لرصد ومراقبة وتقييم أوضاع حرية الصحافة والصحفيين خلال الفترة المنصرمة.ونشرت منظمة مراسلون بلا حدود تقريراً أعدته إثر توجه وفد منها إلى السودان من 17 إلى 22 مارس 2007، وهو بعنوان: "دارفور : تحقيق حول الناشطين المنسيين في الأزمة". وقد حرصت المنظمة في هذا التقرير على تقديم عناصر جديدة للنقاش المطروح عالمياً حول المأساة التي يعيشها السكان في غرب السودان، بعدما أجرت تحقيقاً حول الصحافة السودانية الناشطة والمتنوّعة على صورة المجتمع السوداني. وتعرض آخر تقرير دولى نشرته مجموعة مراسلون بلا حدود في الأول من فبراير الماضي، إلى واقع حرية الصحافة في 98 دولة متوقفةً عند أبرز الانتهاكات لحقوق الصحافيين في العام 2006 ومقدّمةً آفاقاً موضوعية وإقليمية حول وضع حرية وسائل الإعلام والإنترنت عبر العالم.وحسب تقرير "مراسلون" ، يعتبر الازدراء بالصحافيين الصلة المشتركة بين مختلف الدول الأفريقية التي تبيّن أنها كانت الأكثر سلطوية تجاه القطاع الإعلامي في العام 2006. فلا يزال الإفلات من العقاب سائداً في القارة كما لا يزال قاتلو الصحافيين في غامبيا، وبوركينا فاسو، وجمهورية كونغو الديمقراطية يستفيدون من حماية الحكومات المتواطئة أو المسؤولين السياسيين النافذين.
وتحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) اليوم بذكرى الثالث من مايو، بمدينة ميدلين بكولومبيا، حيث قتل الصحفي الكولومبى رئيس تحرير الصحيفة اليومية "El Espectador"، غييرمو كانو، الذي يعد مثالاً بارزاً بالنسبة للجرائم التي ترتكب ضد الصحفيين وتمر دون عقاب.وقد اغتيل غييرمو كانو في 17 يناير 1986 ، امام مقر صحيفته حيث كان قاتلان مستأجران بانتظاره عند مدخل الصحيفة في بوغوتا، وكان كانو ضحيةً لعصابات مافيا تجار المخدرات.وتمنح اليونسكو الجائزة العالمية العاشرة لحرية الصحافة (جائزة غييرمو كانو) لعام 2007 للصحفية الروسية آنا بوليتكوفسكايا التى اغتيلت أمام بوابة منزلها في موسكو في السابع من أكتوبر 2006.وطبقا لـ شونغكيتارفون، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، فان الصحفية آنا بوليتكوفسكايا أثبتت عن شجاعة وصلابة مذهلتين من خلال مواصلة تغطيتها لأحداث الشيشيان فيما كان العالم بأكمله قد حوَّل أنظاره عن هذا النزاع، كما أن تفانيها وبحثها الجَسور عن الحقيقة يجعلان منها مرجعاً في مهنة الصحافة، سواء في روسيا أو في سائر مناطق العالم.وتبلغ قيمة الجائزة التي منحت العام الماضي للصحفية اللبنانية مى شدياق 25.000 دولار.وليوميين متتالين تخصص اليونسكو نقاشاتها حول الاعتداءات التى يتعرض لها الصحفيون، حيث يشكل العنف الموجه ضد الإعلاميين ومؤسساتهم أحد أكبر التهديدات التي تواجه حرية التعبير والصحافة. فخلال السنوات الإثني عشر الماضية، قتل أكثر من 1.100 صحفي وعامل في مجال الإعلام أثناء قيامهم بعملهم. وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، بلغت نسبة الصحفيين الذين توفوا نتيجةً لقتلهم 71%، ولم يكن 85% من الذين توفوا مراسلين دوليين يعملون في مناطق حروب، بل صحفيين عاديين، يقومون بعملهم اليومي وفي معظم حالات القتل، لم يتم تقديم أي شخص للعدالة، الأمر الذي حدا باليونسكو لتخصيص احتفال هذا العام للقضية، خاصةً ان غالبية الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين وغيرهم من الإعلاميين، ماتزال تمر دون عقاب، وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وطبقاً للجنة حماية الصحفيين، لم يتم إجراء تحقيق أو ملاحقة قضائية في 85% من حالات قتل الصحفيين. "وحتى عندما كان يتم إجراء تحقيق كامل وتوجيه الاتهامات، لم يتم تقديم العقول المدبرة للجرائم سوى في 7% من القضايا." وحسب لجنة الصحفيين، ففي الدول التي توجد في صراعات كبيرة، لا يتم في الغالب تحقيق العدالة في وجه القتلة، وفي بعض الأوقات، لا تكون السلطات ببساطة مهتمةً بالتحقيق في القضايا، وفي أحيان أخرى تتعمد السعي لإخفاء الحقيقة من خلال عدم السماح بالتحقيق في القضايا. وفى كلمة له بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 2007 ، قال المدير العام لمنظمة اليونسكو كويشيرو ماتسورا :
يُعد اليوم العالمي لحرية الصحافة فرصة لتذكير العالم بأهمية حماية حرية الصحافة التي تنص عليها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بوصفها حقاً من حقوق الإنسان الأساسية، ونظراً لأن العنف الممارس ضد مهنيي وسائل الإعلام أصبح اليوم من أكبر الأخطار التي تُهدد حرية التعبير، فقد قررت أن أكرس اليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2007 لموضوع سلامة الصحفيين. لقد شهدنا على مدى العقد الماضي تصاعداً هائلاً لوتيرة العنف ضد الصحفيين ومهنيي وسائل الإعلام والعاملين المرتبطين بهم، ففي جميع أرجاء العالم، يتعرض مهنيو وسائل الإعلام للمضايقات والاعتداءات، ويتم اعتقالهم بل وقتلهم. ووفقاً لبعض المنظمات المهنية، كانت سنة 2006 أكثر السنوات عنفاً، حيث قُتل أكثر من 150 مهنياً من مهنيي وسائل الإعلام، كما تم اعتقال المئات منهم أو تهديدهم أو الاعتداء عليهم بسبب طبيعة العمل الذي يمارسونه. فلم تكن مهنة الصحفي في أي وقت مضى محفوفة بالمخاطر على النحو الذي هي عليه الآن. إننا نعرف أن المناطق التي تشهد نزاعاً - أو التي تمر بمرحلة ما بعد النزاع - تُشكل بيئات خطيرة للغاية بالنسبة للصحفيين. وأوضح مثال على ذلك هو العراق الذي قُتل فيه تسعة وستون مهنياً من مهنيي وسائل الإعلام في العام الماضي، وبلغ عدد من قُتل منهم في هذا البلد منذ بدء النزاع في نيسان 2003 أكثر من 170 مهنياً في مجال وسائل الإعلام، جلهم من الصحفيين المحليين. ولم يعرف التاريخ المدون قط مثل هذا العدد الكبير من الصحفيين المقتولين. إن الأشخاص الذين يجازفون بحياتهم لتوفير معلومات مستقلة وموثوق بها يستحقون إعجابنا واحترامنا ودعمنا. فهم يفهمون أحسن من أي شخص آخر أن وسائل الإعلام تُساهم بشكل ملموس في عمليات المساءلة وإعادة البناء والمصالحة. وفي الواقع فإن تزايد العنف ضد الصحفيين شهادة، وإن كانت مفجعة، على أهمية وسائل الإعلام بالنسبة للديمقراطيات الحديثة. إن سلامة الصحفيين قضية تهمنا جميعاً. فكل اعتداء على صحفي هو اعتداء على حرياتنا الأساسية. ولا يمكن التمتع بحرية الصحافة وحرية التعبير بدون توافر قدر أساسي من الأمن. ولذلك علينا في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، أن نتعهد بتعزيز جهودنا لضمان سلامة الصحفيين. وأناشد بوجه خاص جميع الحكومات والسلطات العامة أن تضع حداً لثقافة الإفلات من العقاب السائدة في بيئة العنف ضد الصحفيين. وعلى الحكومات أن تضطلع بمسؤولياتها لضمان إجراء التحريات وملاحقة المذنبين في الجرائم التي ترتكب ضد مهنيي وسائل الإعلام. واليوم هو أيضاً مناسبة للإقرار بالتقدم المحرز في مجال حماية حرية الصحافة وفي هذا الصدد ترحب اليونسكو بالقرار الذي صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة والذي يدين الاعتداءات على الصحفيين في أوضاع النزاع. ويمثل هذا القرار انتصاراً للحملة التي تخاض ضد الإفلات من العقاب، وللجهات الملتزمة بحماية استقلال مهنيي وسائل الإعلام وحقوقهم. علينا إذن أن نستغل هذا الزخم لبناء ثقافة السلامة في إطار وسائل الإعلام. دعونا نتأمل، ونحن نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة، في السبل الكفيلة بنشر القيم التي تحترم الدور الحيوي الذي تؤديه وسائل الإعلام في تعزيز السلام والديمقراطية والتنمية بشكل مستدام. فلنحيّ ذكرى مهنيي وسائل الإعلام الذين لقوا حتفهم، ولنعبر عن تقديرنا لأولئك الذين يزوّدوننا بالمعلومات رغم الأخطار والمجازفات التي يعيشونها. ويجب فوق هذا وذاك ألا ننسى بأن التمتع بحرياتنا شديد الارتباط بضمان سلامة الصحفيين، ذلك أن قدرتنا على العمل كمواطنين واعين في هذا العالم مرهونة بقدرة وسائل الإعلام على العمل بحرية وأمان.
من جانبه بعث الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، برسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 2007.وقال كى مون
: لقد اعتدنا كل عام في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة أن نؤكد من جديد التزامنا بالحق في حرية الرأي والتعبير، المكرسة في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.وفي عصرنا هذا، أصبح في مقدور عدد متزايد من الناس الحصول على الوسائل التي تمكنهم من الوصول إلى جمهور أوسع نطاقا ومن التواصل مع هذا الجمهور. ولكن كثيرا ما يصادف هؤلاء محاولات تستهدف تقييد تدفق المعلومات والأفكار أو منعه أو عرقلته. وفي مواجهة هذه الأخطار، تقع على عاتق الأمم المتحدة مهمة أن تكون مدافعا لا يلين عن حرية الصحافة، وعن النساء والرجال الذين يجعلون هذه الحرية حية نابضة بما يبذلونه من تفان وما يتحلون به من مواهب.وأشد ما يُزعج في هذا الصدد هو أن الصحفيين الذين يسعون إلى تسليط الضوء على المحن التي يعانيها الآخرون، يصبحون هم أنفسهم أهدافا للإيذاء. فعلى مدى العام المنصرم، فَقَد أكثر من 150 من العاملين في وسائط الإعلام أرواحهم وهم يؤدون واجبهم. وهناك آخرون من أفراد الصحافة أصيبوا بجروح أو احتجزوا أو تعرضوا للتحرش أو أُخذوا رهائن. وهذا لا يحدث في خضم الصراعات المسلحة وحدها، بل يحدث لهم أيضا وهم يتحرّون الأخبار بشأن الفساد والفقر وإساءة استعمال السلطة.وفي الآونة الأخيرة، تابعت باستياء حادث اختطاف الصحفي ألان جونستون التابع لهيئة الإذاعة البريطانية. والتغطية التي يقوم بها السيد جونستون للقضايا المتصلة بالشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي تحظى بما هي جديرة به من الاحترام البالغ في العالم أجمع. ولا توجد قضية يمكن أن تستفيد من استمرار احتجازه، بل إن هذا يُضعف أي قضية كانت. وإني لأنادي مرة أخرى بالإطلاق الفوري والآمن لسراح ألان جونستون.والاعتداءات التي تستهدف حرية الصحافة هي اعتداءات على القانون الدولي وعلى الإنسانية وعلى الحرية ذاتها، أي على كل شيء تدافع عنه الأمم المتحدة. والصحافة الحرة الآمنة المستقلة هي من صميم الأسس التي تقوم عليها الديمقراطية ويعتمد عليها السلام. والحكومات والمنظمات الدولية ووسائط الإعلام والمجتمع المدني لكل منها جميعا دور يتعين أن يؤديه في توطيد هذه الأسس. فهلمّوا نؤكد من جديد في هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة التزامنا بإنجاز هذه المهمة.
وفي الأول من فبراير، نشرت مجموعة مراسلون بلا حدود تقريرها السنوي للعام 2007 الذي تعرض فيه واقع حرية الصحافة في 98 دولة متوقفةً عند أبرز الانتهاكات لحقوق الصحافيين في العام 2006 ومقدّمةً آفاقاً موضوعية وإقليمية حول وضع حرية وسائل الإعلام والإنترنت عبر العالم.وقالت المنظمة: "بدأنا منذ الآن نشعر بالقلق حيال تطور الوضع في العام 2007 إثر اغتيال ستة صحافيين وأربعة معاونين إعلاميين في شهر يناير وحده".ففي الشرق الأوسط، دفع الصحافيون مجدداً ثمن الاختلال الأمني المزمن السائد في المنطقة. فقد لاقى 65 عاملاً محترفاً في القطاع الإعلامي حتفهم في العراق فيما ازدادت عمليات الاختطاف في هذا البلد كما في الأراضي الفلسطينية.في أمريكا اللاتينية، يعتبر اغتيال حوالى عشرة صحافيين في المكسيك في حالة من الإفلات شبه التام من العقاب، والاستمرار في اعتقال أكثر من عشرين صحافياً في كوبا.وفي آسيا، بلغت انتهاكات حرية الصحافة مستويات خطرة: فقد لاقى 16 عاملاً محترفاً في القطاع الإعلامي حتفه، وخضع 328 على الأقل للاستجواب، وتعرّض 517 للتهديد أو الاعتداء، وفرضت الرقابة على 478 وسيلة إعلام على الأقل في العام 2006 الذي لا تزال الرقابة فيه ظاهرة واسعة الانتشار.وحسب تقرير "مراسلون" ، يعتبر الازدراء بالصحافيين الصلة المشتركة بين مختلف الدول الأفريقية التي تبيّن أنها كانت الأكثر سلطوية تجاه القطاع الإعلامي في العام 2006. فلا يزال الإفلات من العقاب سائداً في القارة كما لا يزال قاتلو الصحافيين في غامبيا، وبوركينا فاسو، وجمهورية كونغو الديمقراطية يستفيدون من حماية الحكومات المتواطئة أو المسؤولين السياسيين النافذين.أما ديكتاتوريات الويب فيبدو أنها انتقلت حسب التقرير إلى السرعة القصوى مع سجن 60 شخصاً على الأقل لنشرهم مقالات انتقدوا فيها السلطات على الإنترنت حتى أن الصين الرائدة في هذا المجال باتت تتعرّض للمنافسة: فييتنام، سوريا، تونس، ليبيا،

إيران... تضيق سجون العالم بالمدوّنين والمخالفين الإلكترونيين


http://typo38.unesco.org/index.php?id=741&L=4 اليوم العالمي لحرية الصحافة 2007


http://www.cpj.org/ لجنة حماية الصحفيين

Monday, April 30, 2007

الروائى الفائز بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي .. الطيب صالح وضع أسساً للكتابة الروائية في السودان

محمد كشان
ضمن فعاليات المؤتمر الاول للرواية السودانية الذي عقد بمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، اعلنت لجنة جائزة الطيب صالح للرواية ختام الدورة الاولى للجائزة، التي تعتبر اول فعالية تهتم بالابداع الروائي السوداني، مما اكسب الحدث اهمية كبيرة اضافة الى تزامنه مع ملتقى القاهرة للرواية العربية الذي يترأس لجنة تحكيم جائزته الروائي السوداني الطيب صالح. والمؤتمر الاول للرواية السودانية يجئ في الوقت الذي يعاني فيه الانتاج الروائي ضعفاً وفقراً في حركة النشر والتوثيق. وعلى الرغم من ان لجنة الجائزة قد اوصت بطباعة ونشر الرواية الفائزة، الا ان مقررات المؤتمر قد تظل خصماً عليه اذا لم تجد الدعم الكافي. والدورة الاولى لجائزة الطيب صالح للابداع الروائى اعلنت عن مولد كاتب جديد يضاف الى هرم الابداع الروائى في السودان. محمد الحسن بكري الحائز على جائزة الدورة الاولى عن روايته «احوال المحارب القديم» وهو مدرس بجامعة قطر. ونشرت له من قبل روايتان، وهما غير معروفتين، اذ طبعتا بدار الاهالي بسوريا ومصر . التقيناه عقب اعلان الجائزة واجرينا معه هذا الحوار
.......-
أنا سعيد جدا بهذه الجائزة. واعتقد انها ستكون حافزاً لي حتى استمر في الكتابة اضافة الى معرفتي بان هناك قدرات يمكن ان توظف للكتابة الروائية.
كيف تنظر للمنتوج الروائى في السنوات الاخيرة مقارنة بما كتب في السابق؟ - اعتقد ان هناك روائيين جددا قد ظهروا في الساحة كاضافة للمنتوج الروائي. وبعض الاعمال كانت بها قيمة سردية عالية. وكل ذلك يسير في اتجاه انجاز روائى وقيمة. وانا لا افضل تقسيم المنتوج الى اجيال لان قيمة العمل الروائى تقاس بقيمة الرواية وحداثتها، دون النظر الى التقسيمات التي قد لا تفضي الى حوار خلاق بين هذه الاجيال.
الى أى مدى تأثرت بروائيين سودانيين وبمن ترى انك قد تأثرت .. الطيب صالح مثلاً؟ - أنا لا افترض اني تأثرت بشكل يمكن ان اتلمسه في اعمالي للطيب صالح. ولكن دون شك ان الطيب صالح قد وضع اسس الكتابة الروائية في السودان. وهي ذات قيمة كبيرة ويمكن رصدها من قبل النقاد والمهتمين بالنقد الادبي. وبالتاكيد هناك تقارير لاجسام روائية سودانية. ولاشك اني امتداد لهذه الاشكال الروائية، اضافة الى ان الطيب صالح كاتب اساسي ومفصلي في العمل السردي في السودان والوطن العربي، اضافة الى اطلاعي ومنذ دراستي بكلية الآداب قسم اللغة الانجليزية على الادب العالمي.
ارتباط الجائزة باسم الطيب صالح كرمز للرواية السودانية وحصولك على جائزة الدورة الاولى.. كيف تقيم هذين الحدثين؟ - ربط الجائزة بالطيب صالح يضع اسسا ذات قيمة عالية جداً وشروطا كبيرة عندما تسمى الجائزة باسمه. وفوزي بالجائزة يصبح اكبر بوجود اهتمام بكاتب عظيم كالطيب صالح له قيمته في الرواية السودانية. وتخصيص جائزة باسمه هذا كان يفترض ان يحدث من زمن طويل.
الذين استبعدت أعمالهم على حسب تقرير لجنة الجائزة لعدم التزامهم بشروط الجائزة وانسياقهم وراء سرديات الرواية عند كتاب المغرب العربي ومصر وامريكا اللاتينة، اضافة الى العيوب الفنية وبعد موضوعاتهم عن الواقع. والاستعاضة عن ذلك بصيغ رومانسية مختلفة
استناداً على ذلك من أين تستمد ابداعك الروائى؟ -
عندي الى الآن مصدران في الكتابة الروائية هما التاريخ السوداني المكتوب والتاريخ الشفاهي وطريقة الحكي فيه، اضافة الى الاسطورة السودانية واساطير الشعوب المختلفة، زيادة على التنوع الثقافي والعرقي الموجود في السودان. والطريقة التي اكتب بها هي طريقة الحكي الشعبي، بالرغم من اتجاهي لجعلها كتابة فصيحة، اذ لا اميل الى الكتابة العامية حتى في الحوارات، ثم طريقة حكي الاحاجي وصياغة الاساطير، ثم الطريقة الشعبية لفهم العالم واحداثه والخوف من مواجهة ما به من مشاكل، كل هذه العناصر هي معين لتجربتي في الكتابة.
وماذا عن الرواية الفائزة؟
- استمتعت بكتابتها وبقراءتها
- موضوعها هجرة شخص من عمق البطانة لكي يعالج نفسه من عاهات متعلقة بروحه. ويهاجر الى منطقة اخرى لهذا العلاج الروحي حتى يلحق ويساهم في الحرب التي تدور في وطنه، اذ ان لعنته حجزته من ان يقدم مساهمته في التحرير وتنمية وطنه. ويذهب ويقابل المعالج الروحي ويستمر في علاقاته مع المعالج في الوقت الذي تظل علاقته بمنطقته وباهلها وبمحاربيها قائمة.
هذا اشبه بما يحدث في روايات النيجيري وول سونيكا والغاني مارتن اووسو والسنغالي سمبين عثمان؟ - الى حد كبير يمكن ان تقول هذا. والرواية بها روح افريقية كبيرة. وانا اصف نفسي بأنني انتمي في الرواية الى تقاليد الكتابة الافريقية بما يخص الاسطورة والروح وتناول عادات الشعوب الافريقية، دون اهمال لعنصر التراث العربي الهائل.

بعد 20 شهراً من اعتداءات 11 سبتمبر .. اعادة تنظيم اجهزة الاستخبارات الاميركية


محمد كشان

انهت لجنة التحقيق في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة 20 شهرا من عملها بنشر تقريرها الوارد في 567 صفحة، والذي كانت ترقبته الاوساط السياسية بقلق، والذى أوصي باعادة تنظيم اجهزة الاستخبارات الاميركية بكاملها..وجاء في التقرير الذى صدر الخميس ،ان (ارهابيي تنظيم القاعدة استغلوا بدقة كل الثغرات المؤسساتية المهمة داخل حكومتنا لتنفيذ الاعتداءات التي لم يكن من الممكن على الارجح افشالها).ويقدم التقرير تفاصيل حول المرونة التي تحلى بها خاطفو الطائرات من تنظيم (القاعدة) وسعة معلوماتهم التي خولتهم خطف طائرات وصدمها ببرجي مركز التجارة العالمي والبنتاغون.ويقول التقرير ان خاطفي الطائرات اجروا اختبارات لمعرفة متى يتم فتح ابواب قمرة القيادة في الطائرة وتعرفوا على ثغرات اجهزة المراقبة الامنية في المطارات ليعبروا منها. واضاف احد المسؤولين ان الخاطفين كانوا ايضا يعرفون أين يضعون قطعا معدنية في حقائبهم بطريقة لا يمكن كشفها وان جوازات سفرهم يجب الا تتضمن تأشيرات دخول الى افغانستان.كما كشف التقرير أن خاطفي طائرة الرحلة 93 هم الذين بادروا إلى تحطيمها، قبيل ثوان من اقتحام الركاب لكابينة القيادة.وكان التصور السابق للحادث أن الركاب الثائرين استطاعوا التغلب على الخاطفين والسيطرة على الطائرة، قبيل تحطمها بحقل في بنسلفانيا. وأفاد التقريرأن ثورة الركاب بدأت الساعة 9.57 صباحا يوم 11/9 بالتوقيت المحلي، أي بعد 30 دقيقة من نجاح الخاطفين الأربعة في السيطرة على البوينخ 757، التي كانت محملة بحوالي 11 ألف جالون من وقود الطائرات.وفيما حاول الركاب اقتحام كابينة القيادة، عمد قائد الخاطفين، زياد جراح، إلى تحريك الطائرة يمينا ويسارا في محاولة لإفقاد الركاب توازنهم، ثم طلب من أحد معاونيه إغلاق باب كابينة القيادة.وحسب تقرير اللجنة، بدأ جراح بتغيير تكتيكه الساعة 9.59 صباحا بالتوقيت المحلي، حيث شرع في تحريك الطائرة لأعلى وأسفل، وتوقف عن ذلك الساعة 10.00.03.وبعد خمس ثوان، سأل جراح أحد معاونيه "هل هذا كل شئ؟ هل سنحطم الطائرة؟"، ورد الآخر" لا، ليس بعد، عندما يقتحموا كابينة القيادة، سنحطم الطائرة."وبعد ذلك، استأنف جراح تحريك الطائرة لأعلى واسفل. فيما سُمع أحد الركاب يقول" في الكابينة، إذا لم نفعل (نقتحمها) سنموت."وبعد 16 ثانية، صرخ أحد الركاب قائلا "لنتحرك." وكان جراح قد توقف عن مناوراته العنيفة بالطائرة الساعة 10.01 صباحا، وقال "الله أكبر، الله أكبر."وسأل جراح خاطفا آخر "هل سنسقط الطائرة؟"، ورد الأخير "أسقطها." وفي هذه الأثناء، كان الركاب يواصلون الهجوم على باب كابينة القيادة، في محاولة لتحطيمه. وحوالي الساعة 10.02.23، وصرخ خاطف" أسقطها، أسقطها."وفيما بدأت الطائرة تسقط، قام خاطف بإدارة عجلة القيادة بعنف إلى اليمين، فانقلبت الطائرة في الجو، وصرخ أحد الخاطفين" الله أعظم، الله أعظم." وبالفعل تحطمت الطائرة في في حقل خال في بنسلفانيا، بعد طيران استمر 20 دقيقة من واشنطن العاصمة. وقال التقرير إن خاطفي الطائرة كانوا يخططون لضربها في البيت الأبيض أو الكابيتول هول. وحرصت اللجنة التي تضم خمسة جمهوريين وخمسة ديموقراطيين على تحميل مسؤوليات الثغرات في التدابير الامنية لادارة الرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون وخلفه الجمهوري جورج بوش. وقالت اللجنة ان "الارهاب لم يكن يشكل القلق الرئيسي بالنسبة للامن القومي في ادارتي كلينتون وبوش قبل 11 سبتمبر". الا أن اعضاء اللجنة قدموا نقطة ايجابية لبوش في استنتاجاتهم بوجود علاقة بين ارهابيي القاعدة وبغداد، وهو ملف حساس للغاية استخدمه البيت الابيض لتبرير التدخل العسكري في العراق.كماتطرق التقرير الى (الفرص التي ضيعت) وبينها تحاليل اعدت بشكل سيئ او التحرك بصورة مترددة لدى وكالات مثل مكتب المباحث الفيدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية .واشتمل التقريرعلى نقاط رئيسية تضمنت :الانتقادات- "شكلت الاعتداءات صدمة لكن ما كان يجب ان تكون مفاجأة. لقد اعطى متطرفون اسلاميون اشارات كافية حول نواياهم قتل اميركيين من دون تمييز وباعداد كبيرة".- "لم يشكل الارهاب ابدا مصدر قلق اكبر للامن القومي في عهد ادارتي (بيل) كلينتون و(جورج) بوش قبل اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر".- "لم يؤد اي قرار اتخذته الحكومة الاميركية بين 1998 و2001 الى مضايقة او تأخير التقدم في تنفيذ اعتداءات القاعدة. في كل مراكز السلطة واجهت التصورات والتحرك الحكومي والقدرات والادارة فشلا".- "بعد الاعتداء على المدمرة الاميركية كول فى اليمن في اكتوبر 2000 كشف عدد متزايد من العناصر ان تنظيم القاعدة هو الذي شنه". لم يشأ الرئيس بيل كلينتون ولا خليفته جورج بوش التدخل في هذه المرحلة. "هذا دفع اسامة بن لادن الى الاعتقاد على ما يبدو ان الاعتداءات، على الاقل تلك التي تتسم بخطورة الاعتداء على كول، لا تنطوي على مجازفات".- "تملك وكالة الاستخبارات المركزية الحد الادنى من القدرات لشن عمليات شبه عسكرية بعناصرها الخاصة، ولم تسع الى تعزيزها".- "لم تكن وزارة الدفاع في اي وقت قبل اعتداءات 11 سبتمبر معبأة بشكل كامل لتطويق القاعدة".- "نقاط الضعف الاكثر خطورة كانت تكمن على المستوى الداخلي. لم يكن مكتب التحقيقات الفدرالي يملك القدرة على الربط بين المعلومات الجماعية التي يملكها عناصر على الارض والاولويات القومية".- "في نهايةاغسطس تنبه مسؤولون في اجهزة الاستخبارات ان ارهابيين رصدوا في جنوب شرق آسيا في يناير 2000، توجهوا الى الولايات المتحدة". كما أن اعتقال الفرنسي زكريا موسوي الذي كان يتلقى دروسا في الطيران "لم يسبب رد فعل مباشرا. لم يربط احد يعمل على هذه الفرضيات بين ذلك والمعلومات المتوفرة عن المستوى العالي للتهديد".- "بينما كان اسامة بن لادن مصمما على الضرب داخل الولايات المتحدة اتخذت اجراءات عديدة في الخارج لكن المؤسسات الداخلية لم تعبأ بشكل فاعل".كما شمل التقرير عدة توصيات نصها :- "يجب ان تجمع استراتيجيتنا بين هدفين: تفكيك تنظيم القاعدة وعلى المدى البعيد دحر الايديولوجيا التي تساهم في الارهاب الاسلامي".على المستوى الدبلوماسي، دعت اللجنة خصوصا الى "تفكيك مخابىء" الارهابيين و"تعزيز الالتزامات حيال افغانستان وباكستان" و"بناء علاقة تذهب ابعد من النفط مع السعودية" و"نقل المبادىء المثالية الاميركية الى العالم الاسلامي والدفاع عنها" و"تطوير استراتيجية تحالف ضد الارهاب الاسلامي" و"تكريس اقصى حد من الجهود لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل".- يجب "توحيد مجموعة اجهزة الاستخبارات تحت مدير قومي جديد للاستخبارات" واحداث مركز وطني لمكافحة الارهاب "بهدف توحيد الاستخبارات الاستراتيجية والتخطيط العملاني ضد الارهابيين الاسلاميين على الاراضي الوطنية وفي الخارج على حد سواء".من الضروري ايضا اقامة "نظام لتقاسم المعلومات يتجاوز الحدود التقليدية داخل الحكومة" وزيادة اشراف الكونغرس على مكافحة الارهاب وتعزيز قدرات مكتب التحقيقات الفدرالي والدفاع عن الارض.ايران"بذلت ايران جهودا مركزة لتعزيز علاقاتها مع القاعدة بعد الهجوم على المدمرة كول لكن هذا الجهد رفضه اسامة بن لادن الذي كان يريد تجنب فقدان انصاره في السعودية"."معلوماتنا عن الرحلات الدولية التي قام بها عناصر القاعدة الذين نفذوا اعتداءات 11 سبتمبر مجتزأة لكن لدينا معلومات اليوم تشير الى ان بين ثمانية وعشرة من 14 سعوديا (نفذوا الاعتداءات) عبروا ايران بين اكتوبر 2000فبراير 2001"."هناك مؤشرات قوية الى ان ايران سهلت مرور اعضاء في القاعدة من افغانستان واليها قبل سبتمبر".العراق"لم نجد علاقة، اي علاقة على الاطلاق بين العراق واعتداءات 11 سبتمبر". "جرت حوارات خلال عدد من السنوات (بين القاعدة ونظام صدام حسين) بنجاح في بعض الاحيان ودون نجاح في احيان اخرى". كما أن الاتصالات غير المنتظمة بين العراق والقاعدة "لم تؤد الى علاقة تعاون عملي".من جانبهااكدت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية التي اشار التقرير الى قصورها، عزمها على مواصلة حماية البلاد من هجمات في المستقبل، . وفي خطوة نادرة، عقد مسؤولون كبار في الوكالة مؤتمرا صحافيا عشية نشر التقرير.اعترفوا فيه بوقوع عدد من الاخطاء خلال الاشهر التي سبقت الاعتداءات، غير انهم شددوا على الاصلاحات التي جرت منذ خريف 2001 من تقارب مع مكتب التحقيقات الفدرالي واعادة تأهيل الانظمة المعلوماتية وزيادة عدد الجواسيس العاملين ميدانيا. وردوا الاتهامات الموجهة الى موظفي الوكالة بانهم لم ينقلوا معلومات الى نظرائهم في وكالات استخبارات اخرى وخصوصا مكتب التحقيقات الفيدرالى، وبانهم فشلوا في اعتماد استراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب قبل 11سبتمبر 2001. وقال مسؤول معلقا على مقطع من التقرير يشير الى فشل الانظمة المعدة لرصد الاعتداءات المفاجئة، ان هذه الآليات صممت في اطار الحرب الباردة وهي غير قادرة على رصد اعتداء ارهابي. وقال "لم تكن تناسب اطلاقا الخطر الارهابي الذي نواجهه اليوم". واعترف المسؤول بان الوكالة فشلت في ادراج اسماء اثنين من خاطفي الطائرات في 11 سبتمبر 2001 على لائحة المشتبه بهم الذين يتحتم مراقبتهم بعد مشاركتهما في اجتماع لتنظيم القاعدة في ماليزيا، غير انه نفى ان تكون سي اي ايه احتفظت بهذه المعلومات.ورداً على الشائعات بان اسامة بن لادن اصدر شخصيا طلبات للاستفادة من تراجع بعض اسهم شركات التامين بعد الهجمات.افاد بيان صادر عن لجنة امن مبادلات البورصة انها لم تعثر على اي دليل يثبت حصول صفقات مشبوهة في اسواق البورصة الاميركية قبيل اعتداءات 11 سبتمبر 2001 قام بها اشخاص على علم بمخططات الارهابيين الذين اصطدمت طائرتيهما طائرتان ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ما ادى الى انهيارهما واغلاق الاسواق المالية الاميركية مدة اسبوع على سبيل الاحتياط.وكردة فعل على الاتهامات التى وجهت لايران بتورطها وعبور متهمين لاراضيها، نفى الرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني نفيا قاطعا امس الجمعة الاتهامات الاميركية حول علاقة محتملة لايران باعتداءات سبتمبر . وانتقد رفسنجاني واشنطن لتجاهلها تحذيرات ايران حول التهديد الذي قد يشكله تنظيم القاعدة الارهابي وطالبان قبل الهجمات.واضاف رفسنجاني الذي يراس حاليا مجلس تشخيص مصلحة النظام ان "هذه الاتهامات تأتي بعد فشل الولايات المتحدة في حماية الشعب الاميركي وفشلها في العراق وافغانستان".وقال رفسنجاني خلال صلاة الجمعة "لسنا واثقين من انهم يقولون الحقيقة. لنفترض ان الاشخاص الثمانية مروا عبر ايران. كم دولة قد يكونوا عبروا اراضيها قبل الوصول الى الولايات المتحدة" واضاف "نطرح السؤال التالي على الولايات المتحدة: لنفترض ان يكونوا مروا عبر ايران، فمن قدم لهم الدعم في افغانستان .الصحف الأمريكية تطالب بإصلاحات ومن جانبها رحبت الصحف الاميركية امس الجمعة بما انجزته لجنة التحقيق في اعتداءات 11 سبتبمر 2001 وطالبت بالاسراع في تنفيذ اصلاحات، متسائلة بشان مستقبل الحرب على الارهاب. واعتبرت صحيفة "يو.اس.اي. تو-داي" الشعبية ان اعتداءات سبتمبر "فاجأتنا" لان "لا احد كان يتوقعها باستثناء بعض الخبراء الغارقين في بيروقراطية الاستخبارات". واضافت الصحيفة ان اصلاح اجهزة الاستخبارات الاميركية الذي اقترحته اللجنة "جدير برد سريع" ودعت الى ضرورة "اعادة احياء العزم الذي تملك البلاد في خريف 2001".واعتبرت "نيويورك تايمز" ان انشاء منصب مدير وطني للاستخبارات، وهو الاجراء الاكثر اثارة الذي يقترحه التقرير، "فكرة جيدة" لكنها اعتبرت ايضا ان "الكونغرس في حاجة ماسة ايضا الى ان يصلح نفسه بنفسه". وتساءلت الصحيفة حول الانعكاسات التي قد تطال الحريات المدنية من اجراءات مكافحة الارهاب. من جهتها اعتبرت "واشنطن بوست" ان المساهمة الاكبر لهذه اللجنة "هي ارادتها في وضع دراسة طموحة للطريقة التي يجب ان يتغير بها هذا البلد". واضافت انه مهما كان الامر، ان "يتم تبني" توصيات اللجنة ام لا، يجب ان يستخدم تقويمها للوضع "حافزا لنقاش بالغ الاهمية: هل اميركا مستعدة للدخول في هذه الحرب (على الارهاب) على المدى الطويل وكيف يجب ان يتنظم المجتمع لهذا الغرض "من جهتها اعتبرت "وول ستريت جورنال" ان ما نجحت فيه اللجنة هو تبرير الهجمات الوقائية وقالت ان "حكومتنا -والطبقة السياسية برمتها- كانت تعلم ما فيه الكفاية للتحرك ضد القاعدة واسامة بن لادن (قبل 2001) لكنها لم تفعل".واعتبرت "واشنطن تايمز" ان الاجماع الذي ساد في اللجنة "بداية حسنة للانطلاق في النقاش الضروري حول سبل اصلاح طرق عمل اجهزة الاستخبارات".كما رات الصحيفة المحافظة انه اعتبارا من يناير 2005، وبعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجري في نوفمبر "لا بد ان يشكل اصلاح الاستخبارات اولوية الكونغرس الجديد والسلطة التنفيذية".واكدت "لوس انجلس تايمز" "ان قرار اللجنة عدم تحميل بوش المسؤولية نقطة جيدة للرئيس الاميركي" لكن طلبها اجراء اصلاح واسع "يلقي مسؤولية العمل على الرئيس الذي يبدي تحفظا على هذا النوع من الاقتراحات".و قالت كوند ليزا رايس مستشارة البيت الابيض للامن فى اول تعليق لها امس ان تقرير لجنة التحقيق في هجمات 11سبتمبر 2001 يوضح ان الرئيس الاميركي جورج بوش "فعل كل ما بوسعه" لحماية البلاد قبل الهجمات الدموية على نيويورك وواشنطن. وصرحت رايس لتلفزيون "ايه بي سي" ان "ما تقوله اللجنة هو ان هذا البلد لم يكن مستعدا للحرب وان هذه مشكلة بدأت في التسعينات وربما الثمانينات. وقد بذل الرئيس كل ما بوسعه"،واضافت "لو كنا نعلم ان هجوما بهذه الضخامة سيقع في 11سبتمبر لكنا اقمنا الدنيا ولم نقعدها لوقفه". وردا على سؤال حول جزئية التقريرالتى اظهرت عدد من التحذيرات، قالت رايس ان ادارة بوش التي تولت زمام البلاد في يناير 2001 لم يكن لديها الوقت الكافي للقيام بالتغيرات اللازمة لافشال مثل هذا الهجوم. واوضحت "لا يمكن تطبيق مثل هذه الاصلاحات الكبيرة التي تحدث عنها التقرير على امن الحدود والمطارات في الاشهر الثمانية التي تولى فيها الرئيس بوش الرئاسة". وتابعت "ما يقوله التقرير هو ان البلاد لم تكن معدة للحرب وهذا ما قاله الرئيس عدة مرات". واضافت "والان لقد تم فعل الكثير منذ 11 سبتمبر نحن اكثر امانا رغم اننا لسنا في امان بعد".

فى ختام قمة (س.ص) .. القذافي متفائل بمقدرة إفريقيا على حل مشاكلها


محمد كشان

شارك 15 من قادة ورؤساء الدول و نائب رئيس و رئيس للوزراء إضافة إلى ستة رؤساء وفود في القمة السابعة لتجمع دول الساحل و الصحراء (س.ص) التى عقدت يومي امس وامس الاول والمخصصة للإندماج الإفريقي والنظر فى مشاكل القارة العالقة . وشارك فى القمة الاستاذ على عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية و رئيس وزراء المغرب إدريس جطو إضافة إلى قادة ورؤساء كل من بنين ماثيو كيريكو وبوركينا فاسو بليز كمباوري و الكوت ديفوار لوران كودو غباغبو و إريتريا أسياس أفوركي و غينيا بيساوهنريك بريرا روزا و ليبيا القائد معمر القذافي و مالي أمادو توماني توري والنيجر مامادو طانجا و نيجيريا أولوسيغون أوباسانغو وإفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزي و السنغال عبد الله واد و تشاد إدريس دبي والتوغو فور غناسينغبي وفود بقية الدول الأعضاء والأمين العام لتجمع س.ص محمد المدني الأزهري . وعلى الصعيد السياسي كانت الأوضاع في دارفور التوغو والكوت ديفوار في محور المناقشات إضافة إلى صعوبات إقامة حكومة صومالية ما تزال في المنفى في كينيا و الأزمة في غينيا بيساو و النزاع الحدودي القائم بين إثيوبيا و جارتها إريتريا.من جانبه أتهم القائد الليبى معمر القذافي أطرافا خارجية لم يسمها بالعمل على إغراق إفريقيا في الحروب الأهلية والأزمات لحرمان القارة من الاستفادة بثرواتها وتوجيهها لخدمة التنمية وضمان غد أفضل لأبنائها وأشار الزعيم معمر القذافي إلي إحتمال وجود نزعة لدى الاستعمار القديم والاستعمار الجديد للسيطرة على إفريقيا من جديد والانقضاض على مقدراتها وإعادتها للعبودية والرق ومنجم وحديقة خلفية له .ودعا الزعيم معمر القذافي في كلمة له في الجلسة الختامية للقمة السابعة لتجمع دول الساحل والصحراء الشعوب الإفريقية لليقظة وتفويت الفرصة على الاستعمار القديم والجديد مؤكدا أن إفريقيا اليوم ليست إفريقيا الأمس وليست سهلة وقد يخسرون إذا ما فكروا في "تسيير إفريقيا عن بعد".وأشار الزعيم الليبي إلي أن الوضع في الكوت ديفوار وليبيريا لا يزال هشأ علاوة على إستمرار الأزمة في إقليم دارفور وهذه دول تقع داخل التجمع واضاف أن ليبيا بذلت جهودا كبيرة لحل المشكلة في دارفور وساندت جهود رئيس الاتحاد الإفريقي الرئيس أوليسغون أوباسانغو لإيجاد حل لها عبر لقاءات مع زعماء القبائل والسلاطين وقادة الجماعات المتمردة في دارفور .وأكد عدم وجود أى مطلب إنفصالي في دارفور ولكن هناك شكوى من أن منطقة دارفور تعاني من الحرمان والتخلف والتهميش. و بين القذافى أن أساس المشكلة بدأت بين أهل دارفور "الرعاة والمزارعين" أى بين قبيلة وقبيلة وقد تدخلت الحكومة لإخماد النار إلا أن الحكومة أصبحت بعد ذلك طرفأ متهمأ مما عقد المسألة. ودعا إلي محاصرة هذا الحريق ومنع أى تدخل خارجي .وبخصوص الوضع في القرن الإفريقي قال القائد معمر القذافي إن الوضع في الصومال وجيبوتي وإريتريا وهي دول أعضاء في س.ص يسير بالإتجاه الصحيح. ودعا رئيس الوزراء الأثيوبي مليس زيناوى إلي تسوية المشكل وعودة العلاقات إلي طبيعتها مع إيريتريا وترسيم الحدود بين البلدين خاصة بعد صدور حكم المحكمة في ذلك وقال إن إفريقيا ترفض أى تدخل خارجي لأن من شأن هذا التدخل أن يشعل النار ويزيد من حدة هذه المشاكل المحلية وتحويلها إلي مشكل دولي. كما دعا إلي الوقوف في وجه كل محاولات الوصاية علي إفريقيا مؤكدأ أن إفريقيا ليست طفلا يحتاج إلي حماية ووصاية فهي قادرة على تحمل مسؤولياتها وقال إننا في إفريقيا نقبل مد يد العون للمساعدة على حل هذه المشاكل إلا أن اليد التي تمتد بالإهانة ستقطع مثلما جرى في الماضي في إشارة إلي حروب التحرير لنيل الإستقلال في إفريقيا ولاحظ القائد معمر القذافي أن مشكلة تيبستي في تشاد والتي كانت تنذر بالتدهور قد تلاشت مؤكدأ أن الوضع هناك هادىء ولم يعد يبعث علي القلق. وقال إن ليبيا قامت بدورها للحد من تدهور هذه البؤرة وأن أهل تيبستي يبدو أنهم إقتنعوا أن السلاح لا يحل المشكل ودعا في هذا الخصوص إلي حل المشاكل في إفريقيا عبر التفاوض والحوار مشددا على أنه لا يجب إطلاقا أن يوجه السلاح الإفريقي إلي الإفريقي وأن هدر الدم الإفريقي علي يد الإفريقي محرم وأوضح أن بإفريقيا ألف قبيلة مقسمة على خمسين دولة وجمعها يعني تفتيت القارة وإغراقها في حروب لا تنتهي إلي يوم القيامة وشدد على ضرورة حل المشاكل الإفريقية بأيدى الأفارقة أنفسهم لأن الآخر هو أساس المشكل عندما قام بتقسيم القارة داخل حدود إصطناعية وأكد أن الحل يكمن في الإندماج والتسامي عن معطيات التجزئة.وأكد القذافي على ضرورة أن تلتحق الجزائر بالتجمع ودعا الرأس الأخضر وغينيا للإنضمام .وأشار إلي أن مصر تعهدت بالمصادقة على المعاهدة في أقرب وقت لتصبح عضوا كامل العضوية في التجمع وأعرب القائد معمر القذافي عن الإرتياح بعودة الوضع إلي طبيعته في التوغو وبتقلد فور غناسينغبي مهام الرئاسة في البلاد وعبر الزعيم معمر القذافي عن إرتياحه للإنجازات التي حققها تجمع دول الساحل والصحراء في السنوات الأخيرة. وقال إن القمة السابعة أتخذت قرارات هامة نحو مزيد من الإندماج والتكامل بين الدول الأعضاء.ويرى الزعيم الليبي أن كل المؤشرات تؤكد أن هذه المشاكل ترجع إلي مؤامرة خارجية تستهدف القارة الإفريقية بأسرها ولا تريد للقارة أن تنعم بالإستقرار فالقبيلة التي يعيش نصفها في دولة ونصفها الآخر في دولة أخرى يمكن جمعها بالتراضي وشدد على أن الاندماج الإفريقي وخلق دولة اتحادية واحدة وحرية التنقل والإقامة والعمل هو الحل الوحيد لمشكلة التمزق والتشتت التي خلقها الاستعمار وتحدث الزعيم الليبي عن مسألة التعددية فأكد أن هذه المسألة قد فاقمت من المشاكل في القارة إذ تراجعت الانقلابات العسكرية لتحل محلها الإنقلابات المدنية. فبعد كل إنتخابات نغرق في حرب أهلية وضرب مثلا على ذلك بالإطاحة بعدد من الرؤساء المنتخبين وأعرب الزعيم الليبي عن أمله في يتم إعادة النظر في الدساتير الإفريقية لتكون إرادة الشعوب هي النافذة فيها. وقال إن تقييد الدستور لفترة الرئاسة يصبح أمرا غير معقول إذا كان الشعب يريد إستمرار هذا الرئيس. وأكد أن الدساتير الغربية لا تقيد فترة الرئاسة فرئيس الوزراء البريطاني يمكن أن يستمر في الحكم إذا ما أعيد إنتخاب حزبه.وأكد أن طبيعة النظام في إفريقيا تقوم على أساس إجتماعي فإفريقيا تتكون من قبائل ومن مزارعين ورعاة وصائدى أسماك وليست بها طبقات رأسمالية عليا ولا نبلاء ولا لوردات و أن مسألة الأحزاب هي مسألة "أنتليجنسيا". فالنظام الاجتماعي هو الذى يناسبنا وليس النظام الحزبي. من ناحيته دعا الرئيس البوركيني بليز كمباوري قادة ورؤساء الدول و شعوب تجمع دول الساحل والصحراء (س ص) إلى تنمية و تعزيز وحدة العمل بهدف بناء إفريقيا مزدهرة تكون مستقرةعلى الصعيد السياسي و ناجحة على الصعيد الإقتصادي و قدم الرئيس البوركيني التهاني لنظيره المالي أمادو توماني توري على النجاح الذي حققه تجمع س.ص في ظل قيادته .و أعرب عن تقديره الكبير للقائد معمر القذافي الراعي السامي للمنظمة وللسلام في فضاء س.ص الذي كرس وقته وبذل جهودا كبيرة من أجل إيجاد حلول للنزاعات .التي تعرفها بعض مناطق هذا الإقليم كما عبر الرئيس كمباورى عن فخر الشعوب الإفريقية بإلتزامات الزعيم معمر القذافي لجعل القارة الإفريقية قارة سلام ووحدة وأمن و في كلمة ترحيب ألقاها بمناسبة الإفتتاح الرسمي للقمة دعا الرئيس البوركيني قادة و شعوب هذه المنظمة أيضا إلى التمسك بإلتزاماتهم من أجل تحقيق إندماج حقيقي كما دعا الرئيس البوركيني الذي أكد إنضمام بلاده لأهداف هذه المنظمة لأن تمكن نتائج هذه القمة من إعطاء دفعة جديدة لتجمع س.ص بهدف ضمان تكامل أكبر على المستوى الإقتصادي و السياسي والإجتماعي و الثقافي للدول الأعضاء .الجريمة ومكافحة الارهابوكذلك كانت مسألة الأمن حاضرة القمة حيث أن مدراء الأمن في الدول الأعضاء إجتمعوا على هامش القمة لمناقشة مكافحة الجريمة والتهريب عبر الحدود ومكافحة الإرهاب و تجارة المخدرات و بحث القادة والرؤساء كذلك القضايا المالية. و صرح وزير شارك في أعمال المجلس التنفيذي وفضل عدم الكشف عن إسمه أن حوالي عشر دول فقط هي التي قامت بتسديد مساهماتها المالية. و بالتالي سيسعى القادة و الرؤساء إلى تجنب عرقلة عمل المنظمة و تبني ميزانية 2005 المقترحة من قبل الوزراء والتي تقدر ب 7,8 مليون دولار أمريكي ومن جهة أخرى سيبحث و يوقع قادة ورؤساء الدول سلسلة من النصوص المتعلقة بالنقل البري والعبور وبآلية الوقاية و إدارة وتسوية النزاعات إضافة إلى إتفاقية تعاون في مجال الأمن .و أفادت وثيقة توصلت وكالة بانا للصحافة بنسخة منها أن مناقشات قادة ورؤساء الدول ستتمحور كذلك حول إقامة إذاعة لتجمع س.ص "لتجنب تهميش إفريقيا وبلدان الساحل والصحراء في معركة الإعلام والإتصال" .و تم كذلك إقتراح مشروع تنظيم دوري لكرة القدم لفئة الشباب بين الدول الأعضاء إضافة إلى إحداث معهد للدراسات و الأبحاث حول الهجرات و يندرج إقامة المجلس الإقتصادي والإجتماعي و الثقافي لتجمع س.ص كذلك في جدول أعمال القمة . ودعا الرئيس المالي أمادو توماني توري خلال الكلمة التي ألقاها في إفتتاح القمة الدول الأعضاء إلى إرسال ممثليهم إلى هذه الهيئة . ويتوقع أن يتم إقامة آلية تضامن بين الدول المنتجة و الدول المستوردة للنفط الأعضاء في هذه المنظمة. و سيطلب كذلك من الدول التي تمتلك شركات نفطية أن تعمل على القيام بأعمال التنقيب و الإستغلال ونقل و تسويق المحروقات والغاز في البلدان الأخرى .ومن جهة أخرى سيتم إقامة يوم للطاقة الشمسية يحتفل به يوم 7 أبريل من كل سنة في فضاء س.ص حسب ما جاء في الوثيقة التي إقترحها الوزراء على قادة و رؤساء الدول .و في مجال الزراعة سيطلب من قادة و رؤساء الدول العمل من أجل إصلاح ال 100 ألف هكتار من الأراضي الزراعية التي وضعتها مالي تحت تصرف تجمع س.ص . و يضم جدول المناقشات التي ستستمر إلى غاية يوم غد الخميس موعد إختتام القمة- مكافحة الجراد و الخبرة البوركينية في مجال الأمطار الصناعية وحرية تنقل الأشخاص والمملتكات .و قبل إختتام القمة سيقوم قادة و رؤساء الدول بإختيار البلد الذي سيستضيف القمة الثامنة لتجمع س.ص إلا أنه لم تقم أية دولة بتقديم طلب بذلك حتى الآن. و في حالة إستمر الوضع على ما هو عليه إلى غاية إختتام الأعمال فسيتم إختيار مدينة سرت الليبية لإحتضان القمة الثامنة للتجمع . وجه الرئيس المالي أمادو توماني توري رئيس الدورة السادسة لمجلس قادة ورؤساء تجمع دول الساحل والصحراء (س ص) يوم الأربعاء في واغادوغو نداء من أجل إنشاء هيئتين للزراعة و المياه بهدف تحقيق تنمية مستدامة و متجانسة في هذا الفضاء .و أعرب الرئيس المالي عن أسفه لأن الدول الأعضاء في تجمع س.ص الذي يزخر بإمكانيات هائلة من المياه السطحية و المياه الجوفية وخاصة من المياه المتحركة والأحواض لا تزال رهينة الصعوبات المناخية والكوارث الطبيعية. وعبر الرئيس توماني توري في بداية كلمته بهذه المناسبة عن تقديره العالي للقائد معمر القذافي للمساهمات الكبيرة والمشورة الهامة التي قدمتها الجماهيرية الليبية له خلال فترة رئاسته لتجمع س.ص مشيدأ بجهود الزعيم القذافي في تحقيق السلام والأمن في هذا الفضاء.و عن حصيلة فترة رئاسته لهذا التجمع الإقليمي قال الرئيس توري إن إنشاء هيئة عليا للزراعة يهدف الدفع بالتعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الحيوية للزراعة و المياه و تربية الماشية والصيد البحري وتربية الأسماك و إستغلال الغابات. أما الهيئة العليا للمياه فمهمتها إرساء سياسة جماعية للسيطرة على المياه وتنميتها و خصوصا إدارة الموراد المائية.و من خلال هذا المنظور طالب الرئيس المالي بإنشاء هاتين الهيئتين في أقرب الآجال و فيما يتعلق بإستصلاح و إستغلال 100 ألف هكتارمن الأراضي الزراعية التي وضعتها مالي تحت تصرف س.ص أوضح الرئيس امادو توماني توري أن مسودة إتفاقية تتعلق بشروط و إلتزامات استئجارها وإستغلالها قد تم إعداده من الجانب المالي و تم تقديمه للأمين العام للتجمعو أوضح أنه "وفقا للتعهد الذي تم إتخاذه خلال قمة باماكو سنة 2004 فإن حكومة مالي لن تدخر أي جهد لتشجيع و تسهيل الحصول على الأراضي من قبل المستثمرين و العاملين في قطاع الزراعة في تجمع س.ص" .0 وأعرب الرئيس أمادو توماني تورى من جانب آخر عن شكره للزعيم الليبي للمساعدات المادية والفنية واللوجستية التي قدمتها الجماهيرية الليبية للدول الأعضاء في س.ص التي تأثرت بغزو الجراد السنة الماضية كما أشاد بالدعم الذي تقدمت به كل من المغرب وتونس أثناء أزمة الجراد التي ضرب سنة 2004 مجمل دول الساحل و خلقت أوضاعا تهدد بالمجاعة. و حول النقل داخل التجمع أوصى الرئيس المالي بتبني مشاريع معاهدة تعاون في قطاعي النقل و العبور البري بين مختلف الدول الأعضاء في أقرب الآجال ومن جهة أخرى دعا إلى التفكير حول إدارة متضامنة لقطاع المحروقات خاصة أمام الزيادة المستمرة لأسعار النفط التي تثقل كاهل الدول غير المنتجة و ناشد الرئيس أمادو توماني توري مجلس قادة ورؤساء التجمع إلى التعيين الفعلي لأعضاء المجلس الإقتصادي و الإجتماعي والثقافي الذي سيمكن من رؤية و من قراءة أفضل لعمل التجمع. و في الوقت الذي أعرب فيه عن إرتياحه للتقدم الذي سجل في أزمة الكوت ديفوار من خلال التوقيع يوم6 أبريل الماضي على إتفاقيات بريتوريا دعا الرئيس توماني توري إلى تسريع عملية وضع آلية الوقاية من النزاعات وإدارتها و حلها .كما عبر الرئيس المالي عن إرتياحه للتطورات الإيجابية في جمهورية إفريقيا الوسطى و السودان و الصومال معربا عن أمله في رؤية تحقيق تسوية سريعة للأزمة في التوغو .وأشاد الرئيس أمادو توماني تورى بالمناسبة بجهود القائد معمر القذافي لحل النزاعات في إفريقيا وبالخصوص في الكوت ديفوار وإقليم دارفور من أجل أن تصبح إفريقيا قارة آمنة ومزدهرة و وجه في الختام نداء للدول الأعضاء الذين لم يقوموا بتسديد مساهماتهم- للوفاء بإلتزاماتهم من أجل تمكين تجمع س.ص من القيام بواجباته و تعهداته .

الاتحاد الافريقي يتبنى موقفاً مشتركاً حيال قمة مجموعة الدول الصناعية

محمد كشان
اجمع الاتحاد الافريقي فى ختام قمته في سرت بليبيا امس على مطالبة مجموعة الثماني بالغاء ديون افريقيا كليا كما طالب بمقعدين دائمين في مجلس الامن في اطار اصلاح الامم المتحدة. كما طالب الاتحاد في هذا "الموقف الافريقي المشترك" برفع الدعم الزراعي الذي يعرقل قطاعات كاملة في الاقتصاد الافريقي ولا سيما قطاع انتاج القطن.وعدد "الالتزامات الاساسية المنتظرة من الشركاء في التنمية"، عشية قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى التي تنطلق اليوم في غلين ايغلز باسكتلندا وتخصص جزء كبيراً منها لافريقيا.ودعي العديد من رؤساء الدول الافريقية الى هذه القمة لعرض تطلعات وطموحات قارتهم.وطلب الاتحاد الافريقي من مجموعة الدول الثماني "زيادة المساعدات التنموية بشكل سريع والعمل في الوقت نفسه على الغاء الديون من جانب جميع الدائنين بحيث تستفيد كل الدول الافريقية من هذا الاجراء".واشار النص الى انه "ينبغي على الشركاء في التنمية ان يلتزموا زيادة المساعدة الى 5،0 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي بحلول عام 2010 والى 7،0في المئة بحلول عام 2015"، داعيا في الوقت نفسه الى "مضاعفة المساعدة في المدى المنظور".وتوافق رؤساء الدول الافريقية ايضا على مطالبة مجموعة الثماني ب"الغاء الدعم الذي يعرقل التبادل التجاري" وتبني جدولا زمنيا في هذا الاطار.وطلب الرؤساء من الدول الصناعية "دعم الجهود الرامية الى تعزيز قدرات الدول الافريقية بهدف تنويع منتجاتها وصادراتها".ويشارك فى قمة الثمانى سبعة من الرؤساء الافارقة (جنوب افريقيا ونيجيريا واثيوبيا وتنزانيا وغانا والسنغال والجزائر) وخمس دول ناشئة (الصين والمكسيك والبرازيل والهند وجنوب افريقيا ايضا). وستخصص القمة اجتماعاتها ليوم الجمعة لافريقيا ويسبقها الخميس لبحث القضايا الاقتصادية وارتفاع حرارة الغلاف الجوي.ويستقبل مجمع فندقي فخم على بعد 70 كلم الى شمال ادنبره وصول الوفود المشاركة في القمة بمأدبة عشاء تقيمها الملكة اليزابيث تكريما لقادة مجموعة الثماني المتمثلة فى المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا.وكان رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل قد توجه الى اسكتلندا عقب مشاركته فى قمة الاتحاد الافريقى بليبيا داعياً الى إقامة تحالف أوروبي إفريقي طموح" تكون من مهامة إعادة بحث ودراسة المبادئ والقيم التي تنظم العلاقات بين القارتين. وقال باروسو في خطاب أمام القمة الافريقية "اليوم بإمكاننا ويتعين علينا إنجاز الكثير من أجل إقامة علاقات سياسية جديدة متينة بين أوروبا الموسعة وإفريقيا التي تنهض من جديد" لافتا الى ان "القادة الاوروبيين توافقوا على هدف جديد للاتحاد يتيح زيادة المساعدات السنوية الى 20 مليار يورو حتى عام 2010 و45 مليار يورو حتى عام 2015"، على ان يخصص نصف هذه المبالغ على الاقل لافريقيا.ويرى المراقبون انها مجرد وعود بمساعدات مالية لم يتعهد بها القادة الأوروبيون ،ومع ذلك يمكن أن يتحقق الأمل بالنسبة لإفريقيا من جانب رئيس الوزراء البريطاني تونى بلير الذي سيرأس قمة مجموعة الثماني ، فهو سيقدم خلال القمة خطة عمل أعدتها اللجنة المتخصصة حول إفريقيا التي قام بإنشائها والتي أقترحت بعد عام من بدئها العمل- علي الدول الغنية في العالم مساعدة إفريقيا بمستوى 25 مليار دولار سنويا أعتبارا من الآن وحتي عام 2010 .ويفترض أن يتضاعف هذا المبلغ أعتبارا من عام 2011 ليبلغ 50 مليار دولار سنويا لصالح إفريقيا . ويقترح مخطط عمل اللجنة المتخصصة حول إفريقيا بأن يرافق برنامج المساعدة إعفاء للديون إضافة إلي تعهد كل دولة من الدول الغنية بتخصيص 0,7 فى المائة من ناتجها الداخلي الخام للمساعدة العامة للتنمية. وكان بلير قد شدد امس على الدور "الاساسي" لشركات القطاع الخاص في تنمية افريقيا، مؤكدا ان تطلعات مجموعة الثماني بالنسبة لافريقيا "طموحة جدا".وادلى بلير بتصريحاته في رسالة مسجلة تم بثها في بداية قمة جمعية "تحرك الاعمال من اجل افريقيا" في لندن وهي جمعية شركات بينها العديد من الشركات الافريقية تسعى الى تشجيع التنمية الاقتصادية في هذه القارة. وذكر بلير بان افريقيا "في طليعة جدول اعمال قمة مجموعة الثماني مشيرا الى ان الاهداف المحددة لهذه القمة "طموحة جدا".واضاف "انني واثق من تحقيق نتيجة ايجابية".وتندرج هذه الندوة في اطار فعاليات قمة مجموعة الثماني وتنظمها المفوضية من اجل افريقيا برعاية الشراكة الجديدة لتنمية افريقيا (نيباد) التي انشئت عام 2001.وبالنسبة لارتفاع حرارة الغلاف الجوي يمسك الرئيس الاميركي جورج بوش بمفتاح اي اتفاق حول ارتفاع حرارة الكوكب. لكن اذا كانت خطة عمل مجموعة الثماني "مماثلة لبروتوكول كيوتو، الذى يحد من الظواهر الحرارية، عندئذ سيكون الرد (الاميركي) (لا)"، على ان وزير مالية بريطانيا غوردون براون اقر في الوقت نفسه بان سخونة المناخ تعتبر "مشكلة خطيرة على المدى الطويل ينبغي علينا العمل لمواجهتها".الى ذلك يتوقع ان تلقي العلاقات المتوترة بين بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك بظلالها على القمة.واضافة الى القضايا الرئيسية سيبحث قادة القمة ايضا وفقا للرئاسة البريطانية قضية الشرق الاوسط ومسائل مكافحة الارهاب وانتشار الاسلحة.ومن المرجح ايضا ان تبحث القمة في موضوع النفط بعد ارتفاع اسعاره مجددا الى مستويات قياسية.ويتوقع ان ينظم العشرات من المناهضين للعولمة اليوم امام القمة احتجاجات ومظاهرات تندد باعمال القمة،وحسب استطلاع اجراه موقع قناة الجزيرة الفضائية ،استبعدت أغلبية ساحقة من المشاركين في استفتاء للجزيرة نت نجاح قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في معالجة مشاكل الفقر في القارة الأفريقية. وأظهر الاستفتاء الذي اجرى ما بين يومي الثاني والخامس من يوليو الحالي وشارك فيه 16309 مصوتين أن 91.7% يعتقدون أن القمة ستفشل في معالجة مشاكل الفقر، في حين عولت أقلية بلغت 8.3% على نجاحها.وكانت آخر قمة للمجموعة في شهر يونيو 2004 في سي آيلاند في الولايات المتحدة الأمريكية. وعقدت القمة التي سبقتها في إفيان لي بان حين كانت فرنسا تتولى رئاسة المجموعة. ونشأت المجموعة فى العام 1975 بعد ان قترح الرئيس الفرنسي جوسكاردوستان عقد اجتماع غير رسمي يضم رؤساء ست دول في رامبويي وكان التركيز على كيفية التصرف حيال أول أزمة نفطية والركود الاقتصادي نتيجة لهذه الأزمة. أعقب اجتماع رامبويي قمة أخرى عقدت في بورتوريكو عام 1976 حين انضمت كندا للدول الست الأساسية. وانضم الاتحاد الأوروبي ممثلا بالمفوضية الأوروبية عام 1977. ولم يكن هناك أي تغييرات أخرى بالعضوية حتى التسعينيات، حين دعا رئيس الوزراء، جون ميجور، الرئيس غورباتشوف للانضمام لقادة الدول السبع (G7) في نهاية القمة التي عقدت في لندن عام 1991، وأصبحت عضوية روسيا رسمية تدريجيا منذ ذلك الحين.وعقدت أول قمة لمجموعة الثمانية (G8) بحضور كامل الأعضاء في برمنجهام عام 1998، حين رأست المملكة المتحدة المجموعة.وتعقد هذه القمم عادة خلال عطلة نهاية الأسبوع في أوائل فصل الصيف. تستضيف القمة رئاسة دورية للمجموعة. فمنذ اجتماع رامبويي، تناوب على استضافة ورئاسة المجموعة فرنسا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، واليابان، وإيطاليا، وكندا على الترتيب، وتبدأ فترة الرئاسة الجديدة في شهر يناير من كل عام. سوف تتولى روسيا رئاسة مجموعة الثمانية وتستضيف قمتها الأولى عام 2006، في سانتبيترسبورج.