شراكة الاستعمار
محمد كشان
تقوم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل حاليا بزيارة افريقية تشمل أثيوبيا وجنوب أفريقيا، في بادرة تعد الأولى من نوعها لميركل، الرئيسة الحالية لمجموعة الدول الثماني الكبار، والشريك الأول في عملية التنمية مع أديس أبابا. وتعقبها بزيارة إلى جنوب أفريقيا، الحليف التجاري لألمانيا بعد المملكة المتحدة واليابان والولايات المتحدة. والزيارة تكشف مدى الاهتمام الاوروبى المتنامي بالقارة السمراء العجوز ، وإن جاءت في إطار ما سمى بالشراكة الجديدة مع إفريقيا عقب مباحثات (قمة الثماني) بألمانيا في يونيو الماضي.
تقوم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل حاليا بزيارة افريقية تشمل أثيوبيا وجنوب أفريقيا، في بادرة تعد الأولى من نوعها لميركل، الرئيسة الحالية لمجموعة الدول الثماني الكبار، والشريك الأول في عملية التنمية مع أديس أبابا. وتعقبها بزيارة إلى جنوب أفريقيا، الحليف التجاري لألمانيا بعد المملكة المتحدة واليابان والولايات المتحدة. والزيارة تكشف مدى الاهتمام الاوروبى المتنامي بالقارة السمراء العجوز ، وإن جاءت في إطار ما سمى بالشراكة الجديدة مع إفريقيا عقب مباحثات (قمة الثماني) بألمانيا في يونيو الماضي.
ولأوروبا تاريخ طويل وحافل بشراكات المصالح في قارتنا الفقيرة، يخفت حين تستغني الدول العظمى عن ثرواتها وطاقاتها ، ويزدهر مع الحاجة للنفوذ والتسلط، وفرض الهيمنة والاستعمار. وليست ميركل هي الأولى التي تقود مبادرة التحرك والإنقاذ لشعوب القارة الجائعة، ولا أثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي استجابت لمبادرات الدول الأوروبية طيلة العقود الماضية.فبريطانيا خلال رئاستها للإتحاد الأوروبى في العام 2005 دشنت مبادرة (لجنة أفريقيا) التى أطلقها رئيس وزرائها السابق تونى بلير منذ العام 2004. وجاء بلير حينها إلى أديس أبابا وقال في خطابه الشهير انه يبحث عن” كيفية تحويل الاهتمام الدولي إلى فعل لمساعدة أفريقيا على إنهاء الصراعات والقضاء على الفقر”. ووعد بلير بأن العام القادم (2005) سيكون “عام القرار لأفريقيا وللمجتمع الدولي”.
وحتى قبيل إنتهاء ولايته بأيام في مايو 2007 ، كانت القارة الأفريقية محطة هامة لبلير ، زارها ونادي بضرورة إعطاءها الأولوية الأكبر فى مجال التنمية والسلم. ولكن، لا زالت القارة السمراء إلى هذه اللحظة تشتعل حروباً وفقراً، وصراعات تندلع وتتأجج، خاصةً إذا دخل اللعبة مارد جديد كالصين، أو الولايات المتحدة.فأوروبا تعتبر منذ أمد بعيد أن القارة الأفريقية بمثابة الحديقة الخلفية لها، خرجت منها في الستينيات، ولا تزال تحمل كثيراً من الحنين والألفة لثمارها وأشجارها ونفطها، وتقهر شبابها وتصدهم على أعقابهم منتهكة بذلك ابسط حقوق الإنسان.ولكن للمستشارة الألمانية أوجه أخرى للتعاون والتفاوض، فهي تنظر إلى الدور الإيجابي مثلاً للصين في أفريقيا، خاصة ما يخص السودان ونزاعه الدائر في دارفور، على عكس فرنسا التى تخشى كثيراً من التأثير الصيني على مصالحها في أفريقيا ، ويقلقها تمدد شركات النفط الصينية غرب ووسط القارة ولا ضير فصراعات الزعامات الأوروبية دائماً ما يصل شرره الى القارة السمراء.
فبينما نجد دولاً كالمغرب والجزائر تتصارع في ولائها وقربها لفرنسا مثلا، تبرز دول أخرى مثل ليبيا تنادى بوحدة القارة في وجه ناهبي ثرواتها ، وتقول انه السبيل الوحيد للنجاة في المستقبل.فى هذا الخضم تحاول دول أخرى كايطاليا الدخول إلى المعترك الافريقى ، وحديث رئيس وزرائها رومانو برودي بالأمس ودعوته الأوروبيين لخلق مبادرات تتعلق بإفريقيا ، وتشديده على العوامل التاريخية التي تربطها مع روما خير دليل على ما سقناه.لكن دعوة برودي جاءت متأخرة بعض الشئ، لاسيما أنها تغرد خارج سرب الحلفاء الذي تقوده واشنطن وتتقدمه لندن وباريس وبرلين. والواقع ان روما تمتلك مفاتيح الولوج للقارة المظلمة لما لها من سياسات متوازنة تجاه القارة، ولثقلها الديني النابع من كونها مركزاً كاثوليكياً تدين به معظم دول جنوب القارة. على ان مثل هذه المبادرات تحتاج الى دعم من زعماء القارة فى الداخل،
وإرساء المزيد من أُسس الشفافية والحكم الراشد والنزاهة والاتزان
No comments:
Post a Comment