Wednesday, May 6, 2009
Thursday, March 19, 2009
اعتقال صحفيين سودانيين
القت الشرطة بالعاصمة السودانية اليوم الخميس 19 مارس القبض على صحفيين سودانيين هما عادل الباز رئيس تحرير صحيفة (الأحداث) والحاج وراق، الصحفي والكاتب بصحيفة (أجراس الحرية)، وذلك إثر الدعوى المرفوعة ضدهما وصحيفة (الصحافة) التى كانا يعملان بها من وزير الخارجية الأسبق لام أكول، والوزير السابق برئاسة الجمهورية تيلار دينق، وأمرت محكمة الخرطوم شمال، برئاسة القاضي مدثر الرشيد، بحبس عادل الباز والحاج وراق، لحين سدادهما مبلغ 27 ألف جنيه، إثر الدعوى المرفوعة ضدهما.
واتهم الكاتب الحاج وراق الوزيرين السابقين في مقال له في العام 2006 بولاءهما للحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) بالرغم من انتمائهما لحزب (الحركة الشعبية) ، وكانت المحكمة قضت بعد عدة جلسات بتعويض الوزيرين 100 الف جنيه، وتم تخفيضها بعد استئناف الحكم الى 60 الف جنيه، يسدد كاتب المقال الحاج وراق 20 الف والأستاذ عادل الباز 20 الف والصحيفة الناشرة (الصحافة) 20 الف لصالح الوزيرين، وقد تمّ الحجز على منقولات وأجهزة كمبيوتر بيعت لصالح سداد جزء من المبالغ المطلوبة.
وسبق ان تقدمت هيئة الدفاع عن عادل الباز والحاج وراق بسداد هذا المبلغ بالأقساط، إلا أنّ محامي الوزيرين رفض هذا الطلب، وطالب بحبس الصحفيين على ذمة التنفيذ، رغم إصرار هيئة الدفاع على أن هذه القضية قضية رأي عام، وأن المذكورين لا يملكان سوى قلميهما ومرتبهما الشهري الذي يتقاضونه من المؤسسات التي يعملان بها وهما ليسا أصحاب أموال ظاهرة أو معروفة.
ولا يزال عادل الباز والحاج وراق محبوسين منذ الخميس الماضي وحتى مساء اليوم السبت 21 مارس.
وعلي الصعيد نفسه عبرت مجموعة تضم مختلف المؤسسات والتنظيمات عن تضامنها مع وراق والباز بتشكيل لجنة قومية للتضامن مناهضة لحبس الصحفيين في قضايا النشر وتدعو للدفاع عن الحريات الصحفية، وضرورة تعديل القوانين المقيدة للحريات مثل قانون الأمن وقانون الصحافة والمطبوعات.
من جهة اخرى عبر عدد من الصحفيين عن مخاوفهم من ان يكون قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2009 الذي اجازه مجلس الوزراء في جلسته الخميس 19 مارس 2009، ان يكون سيفا مسلطا على رقاب الصحفيين، وكان القانون أثار جدلا واسعا وينتظر عرضه امام البرلمان لاجازته النهائية، ويُحمل القانون الجديد الصحفي او الكاتب كامل المسؤولية جراء نشره اية اخبار، ويفرض غرامات مالية على الصحفيين تصل الي 50 الف جنيه.
واتهم الكاتب الحاج وراق الوزيرين السابقين في مقال له في العام 2006 بولاءهما للحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) بالرغم من انتمائهما لحزب (الحركة الشعبية) ، وكانت المحكمة قضت بعد عدة جلسات بتعويض الوزيرين 100 الف جنيه، وتم تخفيضها بعد استئناف الحكم الى 60 الف جنيه، يسدد كاتب المقال الحاج وراق 20 الف والأستاذ عادل الباز 20 الف والصحيفة الناشرة (الصحافة) 20 الف لصالح الوزيرين، وقد تمّ الحجز على منقولات وأجهزة كمبيوتر بيعت لصالح سداد جزء من المبالغ المطلوبة.
وسبق ان تقدمت هيئة الدفاع عن عادل الباز والحاج وراق بسداد هذا المبلغ بالأقساط، إلا أنّ محامي الوزيرين رفض هذا الطلب، وطالب بحبس الصحفيين على ذمة التنفيذ، رغم إصرار هيئة الدفاع على أن هذه القضية قضية رأي عام، وأن المذكورين لا يملكان سوى قلميهما ومرتبهما الشهري الذي يتقاضونه من المؤسسات التي يعملان بها وهما ليسا أصحاب أموال ظاهرة أو معروفة.
ولا يزال عادل الباز والحاج وراق محبوسين منذ الخميس الماضي وحتى مساء اليوم السبت 21 مارس.
وعلي الصعيد نفسه عبرت مجموعة تضم مختلف المؤسسات والتنظيمات عن تضامنها مع وراق والباز بتشكيل لجنة قومية للتضامن مناهضة لحبس الصحفيين في قضايا النشر وتدعو للدفاع عن الحريات الصحفية، وضرورة تعديل القوانين المقيدة للحريات مثل قانون الأمن وقانون الصحافة والمطبوعات.
من جهة اخرى عبر عدد من الصحفيين عن مخاوفهم من ان يكون قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2009 الذي اجازه مجلس الوزراء في جلسته الخميس 19 مارس 2009، ان يكون سيفا مسلطا على رقاب الصحفيين، وكان القانون أثار جدلا واسعا وينتظر عرضه امام البرلمان لاجازته النهائية، ويُحمل القانون الجديد الصحفي او الكاتب كامل المسؤولية جراء نشره اية اخبار، ويفرض غرامات مالية على الصحفيين تصل الي 50 الف جنيه.
Posted by Mohamed Kashan at 7:31 AM 0 comments
Monday, January 26, 2009
بشرى الصائم في حوار الساعة: تيار اليمين سيقود الحزب الشيوعي نحو الهاوية
حوار: محمد كشان
قبل أن يعقد الحزب الشيوعي السوداني مؤتمره الخامس، تقدم الشيوعي البارز بشرى الصايم مصطفى برسالة مفتوحة للمؤتمرين تناول فيها قضايا الحزب الغائبة عن التداول والمناقشة منذ انعقاد المؤتمر الرابع للحزب في اكتوبر 1967.
ورغم أن الرسالة حملت في غلافها الخارجي شعار الحزب الشيوعي السوداني، وذُيلت باسم بشرى الصايم كعضو بالحزب نفسه، إلا أن الرسالة لن تجد حظها من الوصول داخل المؤتمر ومناقشتها، لسببين أولهما أن الرسالة لم تُدرج ضمن المناقشات العامة للمؤتمر، وثانيها ان الصايم ليس عضوا في الحزب المذكور !!
(الأحداث) التقت الصايم، القيادي في التجمع النقابي والشيوعي البارز، وعضو هيئة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتناولت معه بعض القضايا المتعلقة برسالته الموجهة للمؤتمر، وعضويته بالحزب الشيوعي.
* بأي صفة تنظيمية وجهت رسالتك المفتوحة للمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي المنعقد حاليا؟
- وجهتها بصفتي عضوا بالحزب الشيوعي منذ العام 1968، وظللت طيلة هذه السنوات الواحد وأربعون امارس نشاطي الحزبي من خلال فرع الحزب بمدينة الخرطوم بحري.
* لكن سليمان حامد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أكد في تصريحات صحفية الأربعاء الماضي على أنك مفصول من عضوية الحزب؟
ــ لا أريد أن أرد على تصريحات سليمان حامد، وعضويتي في الحزب يؤكدها أو ينفيها فرع الحزب الذي انتمي اليه حاليا، وهو موجود ولجانه مكتملة ، وهي الجهة الوحيدة التي لها الحق في فصلي، أما الهيئات الأخرى بالحزب فليس لها صلاحيات تقرر من خلالها ما إذا كنت عضوا في الحزب أم لا.
* هل اتبعت القنوات التنظيمية الصحيحة لتسليم الرسالة؟
- الرسالة سلمتها خلال فرع الحزب بواسطة زميلي "سعودي دراج" لتصل عبر الاشكال التنظيمية مباشرة للجنة التحضيرية للمؤتمر، وبعدها بعشر دقائق سلمتها مباشرة لـ "السر عثمان بابو" الذي التزم برفعها للجنة التحضيرية، ولم تُبلغني إي واحدة من هذه القنوات بأنني ليس من حقي توجيه رسالة للحزب، أو بأنني مفصول ويحظر ان أُسلم أية خطابات للحزب.
* هل تم ترشيحك للمشاركة في المؤتمر، أو دعوتك لحضور فعالياته؟
- الدعوات تمت بصورة انتقائية، ولم توجه لي أي دعوة، وحتى بالنسبة للتضامن النقابي الذي انتمي اليه، تم توجيه دعوتين فقط، مع ان تضامن النقابات والعمال هو مكون أساسي للحزب، وسبق للجنة المركزية ان وجه الامين العام للتضامن النقابي بعدم عقد اجتماعاته في دار الحزب بدعوى ان بشرى الصائم سيحضر للدار!!.
* في رسالتك الموجهة للمؤتمر، ماذا تقصد بغياب القيادات التاريخية عن المشاركة؟
- الغياب هنا ليس غياب الأشخاص الذين غابوا بأرواحهم، لكن غياب المساهمات التي ظلت موجودة منذ انتهاء المؤتمر الرابع للحزب، فعبد الخالق محجوب له مساهمتان قام بإعدادهما لتقدم في المؤتمر الخامس، المساهمة الاولى حول الماركسية وقضايا الثورة السودانية، والمساهمة الثانية حول قضايا العمل القيادي، وهاتان المساهمتان لم تدرجا في الأوراق التحضيرية للمؤتمر، وإنما وُضعت أوراق بديلة ارتبطت كلها بقضايا التجديد، وهي خلافات فكرية قد تطول وتأخذ زمنا طويلا، وتم إهمال القضايا المرتبطة بمعالجة قضايا الجماهير، وغابت عن هذا المؤتمر مذكرة الاستاذ خضر نصر عضو اللجنة المركزية المنتخب سنة 1968، وهو الذي قررت اللجنة المركزية سنة 1976 إنزاله، وإنهاء تفرغه عن العمل الحزبي، في الوقت الذي كان فيه مطلوبا للأمن، والتزم خضر بقرار اللجنة المركزية ، وقدم استئنافا للمؤتمر الخامس، وها هو المؤتمر قد قام واستئناف خضر نصر ليس على طاولة المُؤتمرين، وهذه واحدة من أشكال الخيانة وعدم الأمانة والوفاء لرجل ميت، وأطالب هنا برد الاعتبار لـ "خضر نصر"، ورفع الظلم عنه.
* ثم ماذا في الرسالة؟
ــ رسالتي حوت قضايا كثيرة تم إبعادها عن قصد من مداولات المؤتمر، ومنها مناقشة المسائل المتعلقة بالحزب الشيوعي منذ انتهاء المؤتمر الرابع وحتى الآن، كالانقلابات والانقسامات المتعددة في تاريخه منذ 1970، ويوليو 1971، ومايو 1969، والانتفاضة 1986 ، ومناقشة 19 يوليو وتشريحها، ثم موقف الحزب من مظاهرات السكر في 1988 التي قادتها أحزاب اليسار والبعثيين، ومنعه للقيادات الشيوعية من المشاركة فيها، وبالتالي وقوفه ضد نضال الشعب، ثم انقلاب 30 يونيو ومعرفة قيادة الحزب الشيوعي بموعد تنفيذه وعدم تحركها، وثم الهروب الجماعي والاختفاء الاختياري لعضوية الحزب بعد 30 يونيو، ونقل مركز المعارضة من الداخل للخارج ، وترغيب اعداد كبيرة من الكوادر الشيوعية في الهجرة الى الدول الغربية، ومن ثم توجيه كوادر الحزب بالعمل في منظمات المجتمع المدني ، والفساد المالي في هذه المنظمات، واختفاء الأموال التي كانت ترسلها منظمات المجتمع في الخارج لعضوية الحزب في الداخل لدرجة أن احدهم اختلس مبلغ 42 ألف دولار وحين تم إبلاغ القيادة بذلك، ردت عليهم (اشتكوه في البوليس)، ثم هناك قضايا تنظيمية مثل عزل عضوية 150 من الطلاب الخريجين وايقاف توصيلاتهم لفروع الحزب، لذلك أدعو المؤتمر أن لا يتعجل في إجازة التقرير الرئيسي بصورته الراهنة، لانه يعبر عن وجهة نظر تيار واحد.
* ما هي النتائج التي تتوقع أن يخرج بها المؤتمر؟
- المؤتمر الحالي هو لقاء احتفالي، فكل الوثائق أجيزت بالإجماع من قبل المؤتمرات التي عقدت منذ الخميس الماضي خلال اجتماع اللجنة المركزية، وحتى منصب السكرتير العام للحزب تم اختياره.
* من هو؟
- دار صراع وخلاف كبير حول اختيار السكرتير العام وذلك لوجود أكثر من مرشح للمنصب، نتيجة لبروز ثلاث تيارات داخل الحزب، وبالتالي وجود ثلاث مرشحين، بينما ترشح لعضوية اللجنة المركزية ما يقارب الـ 150 عضوا، والعدد المطلوب هو 33 عضوا، وقامت لجنة من عقلاء الحزب، وطلبت من الاستاذ محمد إبراهيم نقد أن يتولى منصب السكرتارية لمدة عامين، وذلك لتجاوز مرحلة الانقسامات التي بدأت تظهر، واستجاب نقد لطلب هذه اللجنة وهو حاليا المرشح الوحيد للمنصب.
* اذن نقد هو السكرتير العام القادم؟
- نعم، لكن نقد غير مؤهل لقيادة الحزب وذلك بحكم السن، فرجل فوق السبعين تصبح قدراته الفكرية اقل مما كانت عليه في السابق، والماركسية تتطلب قائد متوقد الفكر.
* الم يعتذر بدعوى حالته الصحية أو التقدم في السن ؟
ــ حاول أن يعتذر، لكنه وافق للمحافظة على وحدة الحزب، بالرغم من أنه سئُل من قبل ما إذا كان سيترشح لمنصب السكرتير العام، فأجاب بلغة انجليزية (why not).
* صنف لنا هذه التيارات الثلاثة التي ذكرتها؟
- التيار اليميني التصفوي ويقوده الشفيع خضر، وهو المتمسك باختيار نقد سكرتيرا عاما للحزب، ثم تيار يدعي الوسطية الماركسية ويمثله السر بابو، وتيار الطبقة العاملة ويمثله سليمان حامد، والأخير يقف ضد ترشح نقد للمنصب.
* أين الحرس القديم ؟
- قدامى الشيوعيين والماركسيين الحقيقيين جميعهم في فروع الحزب بالخارج، وهم الجهة الوحيدة التي لها رأي مختلف عن خط الحزب الحالي، لكن القيادة عملت على إبعادهم عن المؤتمر بتغيير مواعيد انعقاد المؤتمر الخامس ثلاث مرات، فبعد أن حددت القيادة لمناديب الخارج 17 ديسمبر 2008 موعدا لانعقاد المؤتمر، قامت بتأجيله للأول من يناير 2009 ، وانتظروا كثيرا إلى أن رجعوا لدول المهجر دون انعقاد المؤتمر، وتم تمديده مرة أخرى للتاريخ الحالي، والمناديب الذين تم اختيارهم أولا لن يستطيعوا الحضور، وربما يحضر آخرون بديلا عنهم ، وشيوعيي الخارج هم تيار ماركسي قوي ومؤثر ، ولهم حرية أكبر وذلك لبعدهم عن قبضة القيادة بالداخل، وأتاح لهم وجودهم بالخارج وسائل متعددة للتعبير، واستفادوا من التكنولوجيا، وتطور الأحزاب الشيوعية في العالم، لذلك فهذا التيار مختلف عن شيوعيي الداخل.
* ماذا تقصد بقبضة القيادة بالداخل؟
- الحزب الشيوعي بالداخل فرض قبضة قوية على عضويته، مثلا القيادات في المديريات الأخرى ، أو المدن، او حتى المكاتب المركزية، هي قيادات معينة منذ العام 1970 ولم يتم انتخابها، والجهة الوحيدة التي يحق لها الانتخاب هي فرع الحزب، وحتى خلال فترة الديمقراطية عقب الانتفاضة لم تتَح الفرصة لانتخاب أي من القيادات، وبالتأكيد أي شخص مُعين لن يعمل ضد من قام بتعيينه ، ونتيجة لوجود فكر ديمقراطي داخل الحزب، قامت القيادة بفصل أي عضو أبدى مخالفة لوجه نظر القيادة، بدءًا من قيادة الحزب بمديرية الخرطوم التي ظلت على رأس الحزب منذ 1979 وحتى الانتفاضة، والتي تمت إقالتها لأنها تحركت في اتجاه مغاير لقيادة الحزب، وفضحت اللجنة المركزية بأنها وقفت ضد الانتفاضة وأصدرت توجيهات تقول للجماهير (دي ما انتفاضة) بل ومنعت عضويتها من المشاركة فيها، والدخول في عضوية التجمع النقابي بدعوى ان المظاهرات نُظمت لكشف الشيوعيين واعتقالهم.
* اذن أنت ترى أن الحزب الشيوعي انحرف عن مساره ومبادئه القائمة على الديمقراطية ونضال الجماهير والطبقة العاملة؟
- نعم .. والقيادة الحالية هي التي قادت الحزب لهذا الانحراف، وهي قيادة يمينية تصفوية، وطرحها الحالي يتنافى تماما مع مبادئ الماركسية ويقود الحزب نحو التصفية، وهذا ما يجعلنا متمسكين بالحزب كحزب شيوعي يهتم بقضايا الجماهير ونضالها.
وشعار الحزب الشيوعي الذي خرج به من المؤتمر الرابع "لنجعل من الحزب الشيوعي قوة جماهيرية كبرى" لكن الحزب قطع صلاته بالجماهير وقضاياها، وذلك لابتعاد برنامجه عن الماركسية ، والحزب منذ العام 1971 (شغال رزق اليوم باليوم).
* منذ متى بدأ هذا الانحراف ؟
- منذ العام 1968 أي بعد المؤتمر الرابع، ولذلك طالبنا في رسالتنا الموجهة للمؤتمر الخامس تقييم انقسام الحزب سنة 1970 لأنه كان البداية الفعلية للانحراف اليميني في داخل الحزب ، فهناك أعضاء يحملون أفكارا يمينية ووقفوا مع "عبد الخالق محجوب"، لكنهم في الحقيقة حنوا رأسهم للعاصفة، وهنالك عضوية خرجت مع معاوية "إبراهيم سورج" مع انها تحمل أفكارا ماركسية.
* هل تصنف التقارب بين الحزب الشيوعي والمؤتمر الوطني كأقصى درجات الانحراف؟
- الخلاف بين الحزب الشيوعي والمؤتمر الوطني كبير وقديم، لكن المدهش إنهما تلاقيا، وذلك نتيجة لأن الحزب سائر في اتجاه التصفوية اليمينية، والدليل أن هناك أحزابا يسارية في الساحة لا زال موقفها من المؤتمر الوطني هو نفس الموقف القديم من الإسلاميين، باختصار الحزب الشيوعي أصبح يعبر عن مصالح طبقة برجوازية يمكنها أن تتصالح مع اليمين بسهولة وتنسى مصالح الجماهير.
* أنت منحاز ومتعصب بشدة للطبقة العاملة !!
- الطبقة العاملة هي التي من أجلها جاء الحزب الشيوعي، لكن القيادة الحالية جعلت الحزب لا يعبر عن مصالح هذه الطبقة ، بل أصبح يعبر عن الطبقة البرجوازية والتي لا تختلف مصالحها عن مصالح الطبقة البرجوازية في الحزب الاسلامي أو غيره، ما أدى لغياب الحزب الشيوعي عن الشارع تماما وتحوله لحزب "البرجوازية الصغيرة" كما تُعرف فى الماركسية، وصار حزب أُسر وبيوت محددة .. الحزب فقد صفاته الشيوعية منذ أن بدأ يتقلص عدد العمال داخل اللجنة المركزية ويزداد عدد البرجوازيين المثقفين، فالحزب في السابق كان محافظا على توازن عدد العمال مع عدد المثقفين ، لكن بعد العام 1970 بدأ تيار الماركسية داخل الحزب في الانحسار.
* ألا يوجد ماركسيون في الحزب الشيوعي الآن!!
- هناك تيار ماركسي كبير داخل الحزب وذلك على مستوى القيادات والجماهير.
* لماذا لم يتدخلوا لإيقاف هذا الانحراف عن الماركسية؟
- تدخل هذا التيار كثيرا، وأبرز مواقفه المشهودة وضحت في لقاء محمد إبراهيم نقد في الساحة الشعبية بالديم عقب ظهوره العلني، فتصريحات نقد وحواراته وكتاباته التي كتبها خلال فترة اختفائه كانت كلها تعبر عن الاتجاه اليميني التصفوي في الحزب، لكنه عندما واجه الجماهير التي هتفت بنضال الحزب الشيوعي والطبقة العاملة، تيقن نقد أن هناك رجالا من الحرس القديم ما زالوا على مبادئ الفكرة الماركسية، وارتجل نقد مقولته الشهيرة وقال (نحن ما نطينا .. نحن ما زلنا ماركسيين).
* نرجع لموضوع عضويتك في الحزب الشيوعي .. هل هذه أول مرة تسمع فيها بأنك مفصول من عضوية الحزب؟
- لا .. ليست هي المرة الأولى التي اسمع فيها أنني مفصول، فالإشاعة السابقة كانت إبان مؤتمر المديرية الذي عُقد في 2006 بالخرطوم حيث كتبت مقالا في صحيفة (الأضواء) انتقد فيه كيفية انعقاد المؤتمر وما دار فيه ، وأصدرت مدينة بحري بيانا أنكرت فيه عضويتي للحزب، مما اضطر صحيفة (الأيام) لأن تسأل يوسف حسين الناطق الرسمي باسم الحزب حول عضويتي، والذي نفى علمه بأن قرارا قد صدر بفصلي ، وأن بشرى الصائم ما زال عضوا في الحزب.
* ما الداعي للحزب أن ينفي انتسابك له؟
- إنكار العضوية في تاريخ الحزب الشيوعي ليست بالغريبة، ومن قبل أنكر الحزب عضوية شوقي محمد علي ، الطالب في معهد المعلمين في القضية الشهيرة المرتبطة بأحداث حل الحزب الشيوعي سنة 1965، وفي العام 1978 اُنكرت عضوية محمد عبد الرحمن شقل في افتتاحية جريدة الميدان الناطقة باسم الحزب، والإنكار في هذه المرة يجئ من شخص يرغب في حجب رسالتي من الوصول الى المؤتمر بقصد التشويش على عضوية المؤتمر والرأي العام، وللمصادفة أن نفس الشخص الذي أنكر عضويتي ، هو نفسه من قام بحجب الورقة المقدمة من محمد إبراهيم عبده كبج في مؤتمر سنة 1970 وادعى ضياعها ، وفي كل الحالتين الهدف هو منع وصول الرسالة.
* هل من الممكن أن يتم فصل العضو دون إخطاره؟
- سليمان حامد هو المسؤول التنظيمي للحزب الشيوعي، ويعرف جيدا لائحة الحزب ، وأسس الفصل فيها ومراحله، كونه مسؤول عن تطبيق لائحة الحزب، والمراحل التي يتم بها الفصل، وإخطار العضو من اول هذه المراحل.
* ما هي مراحل الفصل؟
- تبدأ بتحديد تهمة للعضو يتم تسليمها لفرع الحزب الذي يقوم بالتحقيق في الاتهام الموجه له، وإذا وجد أنها ترتقي للتهمة يتم تشكيل لجنة لمحاسبته، والتي بدورها تقوم بالتوصية بنوع العقوبة، وفرع الحزب هو الذي يؤيد أو يرفض أو يعدل هذه التوصية ، وبعد أن يتخذ القرار يرفعه لقيادة الحزب التي ما عليها إلا تطبيق القرار، وتقوم بإعلانه ، ثم تعطي العضو الحق في الاستئناف أمام المؤتمر العام، وبما أن سليمان حامد يدعي أنني مفصول، أقول له إن الهيئات الحزبية موجودة، بدءا من فرع الحزب، وقياداته ، وإذا وجدت أي جهة قامت بتطبيق هذه اللائحة فأنا سأقبل الفصل.
* لماذا انت متمسك بحزب يقول إنك مفصول، وتختلف معه فكريا وتنظيميا؟.
- أصررنا على وجودنا داخل هذه المؤسسة وأن لا ننقسم أو نكوّن مركزا آخر، رغم أنني دُعيت للخروج من الحزب من قبل قياداته (ده حزبنا وكان ما عاجبك أمشي سوي ليك حزب تاني)، ووجودنا داخل الحزب هو السبيل الوحيد لمنعه من التفكك والانجراف نحو هاوية اليمين.
* لكنك تنقل خلافاتك مع الحزب الى الإعلام والصحف؟
- كتاباتي عبر الصحف هي أولا امتثالا لتوجيهات قيادة الحزب ممثلة في يوسف حسين الذي وجهنا للكتابة وإبداء الرأي في مختلف وسائل الإعلام والصحف، وثانيا لأن بعض المساهمات التى قدمناها للحزب تم رفضها وإرجاعها، لذلك وجدت طريقها للصحف.
* أخيرا هل ستذهب الى مكان إقامة المؤتمر؟
- نعم سأذهب لأوصل رسالتي لعضوية المؤتمر حتى تحكم ضميرها الشيوعي وتمارس الديمقراطية وتتيح الفرصة لمناقشة القضايا الغائبة.
Posted by Mohamed Kashan at 10:26 AM 2 comments
Subscribe to:
Posts (Atom)