(افريكوم)
محمد كشان
أدى هوس الولايات المتحدة بالسيطرة على أماكن محددة في العالم إلى استحداث وسائل استعمارية جديدة كقواعدها وقياداتها العسكرية المنتشرة في كل أنحاء العالم وفق خارطة عسكرية إستراتيجية محددة. وكانت أفريقيا حتى وقت قريب تتبع إلى القيادة العسكرية الوسطى، والتي تشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بينما تتبع دول أخرى كمصر إلى قيادة المنطقة الأوروبية. لكن تطورات الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة، وبحثها عن مصادر طاقة أكثر استمرارية، جعلت النظرة الأمريكية للقارة الأفريقية تتغير على عدة اتجاهات. فقد أعلنت واشنطن، وبعد مداولات ومفاوضات كثيرة رسمياً اختيار “شتوتغارت” بجنوب ألمانيا مقراً للقيادة العسكرية الإقليمية لإفريقيا (افريكوم) والتي أُنشئت مؤخراً لتضاف إلى القيادات الأمريكية الأخرى. وحسب بيان للجيش الأمريكي فأن (افريكوم) ستكون مسؤولة عن العلاقات العسكرية للولايات المتحدة مع الدول الثلاث والخمسين في القارة.وحسمت الولايات المتحدة بذلك أشهرا من الجدل الدائر حول اختيار مقر لـ (افريكوم) ، منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في فبراير الماضي تكوين القيادة الامريكية الافريقية. ونشط الجنرال هنري ريان المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية منذ ذلك الوقت في جولات افريقية شملت إثيوبيا، غانا، كينيا، نيجيريا، السنغال، جنوب أفريقيا، المغرب، ليبيا، الجزائر، وحتى جيبوتي التي تضم اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، والسبب المعلن لهذه الزيارات التي تواصلت حتى وقت قريب هو البحث عن مقر إقليمي لـ (افريكوم). واحتارت واشنطن بين أي من الدول تختار وتفاوض لاستضافة القيادة الأمريكية فى افريقيا، لكن جهود ريان قوبلت بالرفض في المغرب العربي، حيث رفضت ليبيا والجزائر والمغرب اختيارها مقراً لـ (افريكوم)، بينما وافقت دول أخرى كجيبوتي والنيجر. ولكن عين واشنطن ليست على جنوب الصحراء الإفريقية، وإنما كانت تأمل أن توافق إحدى دول الشمال الافريقي على استضافة (افريكوم)، كون الشمال الافريقى هو الهدف الاساسى للوجود الامريكى فى المنطقة. فالنزاعات التي نشأت في منطقة غرب إفريقيا وشمالها، ونشاط تنظيم القاعدة الذي امتد إلى المغرب العربى وأصبح يهدد حلفاء واشنطن في شمال المتوسط واوروبا، ونشاط مجموعات متمردة كالطوارق على حدود مالي مع الجزائر، ونزاعات أخرى كالتي نشأت في مثلث تشاد - أفريقيا الوسطى - السودان، لكل هذه الأسباب كانت أمريكا تمني نفسها بمقر لقيادتها العسكرية في دولة من دول الشمال الافريقى.وكان لواشنطن أن تتنازل باختيارها جنوباً، حيث السيطرة على مناطق الإنتاج النفطي الغزير في خليج غينيا وتشاد ونيجيريا، لكن خوفها من تمدد النشاط الاصولي المتطرف في الشمال الافريقي، ورغبتها في عدم إثارة قلاقل وسط افريقيا في الوقت الحالي، والوجود الفرنسي في المنطقة، كل هذه الأسباب جعلت واشنطن تفضل اختيار شتوتغارت الألمانية مقراً، إذ ستعمل (افريكوم) في إطار (يوكوم) أي القيادة الإقليمية الأمريكية لمنطقة أوروبا.والى اليوم لم تقل واشنطن ما الهدف الرئيسي لوجودها في المنطقة الإفريقية،والذى سمته مجازا بوجود “المهمات العسكرية البحتة” ومساعدة الدول على ترقية أمن حدودها الإقليمية وأمنها البحري.ولم يتطرق مسؤول امريكي بالحديث عن البترول الأفريقي الذي يشكل الآن أكثر من 10% من الواردات النفطية الأمريكية، ولا حتى عن قلق واشنطن من منافسة الصين لها على موارد النفط الأفريقية !!. ولم يتطرق مسئول امريكى بالحديث عن النفط الأفريقي الذي يشكل الآن أكثر من 10% من الواردات النفطية الأمريكية، ولا حتى عن قلق وواشنطن من منافسة الصين لها على موارد النفط الأفريقية !!.
http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/ContentID/972/Default.aspx
أدى هوس الولايات المتحدة بالسيطرة على أماكن محددة في العالم إلى استحداث وسائل استعمارية جديدة كقواعدها وقياداتها العسكرية المنتشرة في كل أنحاء العالم وفق خارطة عسكرية إستراتيجية محددة. وكانت أفريقيا حتى وقت قريب تتبع إلى القيادة العسكرية الوسطى، والتي تشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بينما تتبع دول أخرى كمصر إلى قيادة المنطقة الأوروبية. لكن تطورات الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة، وبحثها عن مصادر طاقة أكثر استمرارية، جعلت النظرة الأمريكية للقارة الأفريقية تتغير على عدة اتجاهات. فقد أعلنت واشنطن، وبعد مداولات ومفاوضات كثيرة رسمياً اختيار “شتوتغارت” بجنوب ألمانيا مقراً للقيادة العسكرية الإقليمية لإفريقيا (افريكوم) والتي أُنشئت مؤخراً لتضاف إلى القيادات الأمريكية الأخرى. وحسب بيان للجيش الأمريكي فأن (افريكوم) ستكون مسؤولة عن العلاقات العسكرية للولايات المتحدة مع الدول الثلاث والخمسين في القارة.وحسمت الولايات المتحدة بذلك أشهرا من الجدل الدائر حول اختيار مقر لـ (افريكوم) ، منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش في فبراير الماضي تكوين القيادة الامريكية الافريقية. ونشط الجنرال هنري ريان المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية منذ ذلك الوقت في جولات افريقية شملت إثيوبيا، غانا، كينيا، نيجيريا، السنغال، جنوب أفريقيا، المغرب، ليبيا، الجزائر، وحتى جيبوتي التي تضم اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، والسبب المعلن لهذه الزيارات التي تواصلت حتى وقت قريب هو البحث عن مقر إقليمي لـ (افريكوم). واحتارت واشنطن بين أي من الدول تختار وتفاوض لاستضافة القيادة الأمريكية فى افريقيا، لكن جهود ريان قوبلت بالرفض في المغرب العربي، حيث رفضت ليبيا والجزائر والمغرب اختيارها مقراً لـ (افريكوم)، بينما وافقت دول أخرى كجيبوتي والنيجر. ولكن عين واشنطن ليست على جنوب الصحراء الإفريقية، وإنما كانت تأمل أن توافق إحدى دول الشمال الافريقي على استضافة (افريكوم)، كون الشمال الافريقى هو الهدف الاساسى للوجود الامريكى فى المنطقة. فالنزاعات التي نشأت في منطقة غرب إفريقيا وشمالها، ونشاط تنظيم القاعدة الذي امتد إلى المغرب العربى وأصبح يهدد حلفاء واشنطن في شمال المتوسط واوروبا، ونشاط مجموعات متمردة كالطوارق على حدود مالي مع الجزائر، ونزاعات أخرى كالتي نشأت في مثلث تشاد - أفريقيا الوسطى - السودان، لكل هذه الأسباب كانت أمريكا تمني نفسها بمقر لقيادتها العسكرية في دولة من دول الشمال الافريقى.وكان لواشنطن أن تتنازل باختيارها جنوباً، حيث السيطرة على مناطق الإنتاج النفطي الغزير في خليج غينيا وتشاد ونيجيريا، لكن خوفها من تمدد النشاط الاصولي المتطرف في الشمال الافريقي، ورغبتها في عدم إثارة قلاقل وسط افريقيا في الوقت الحالي، والوجود الفرنسي في المنطقة، كل هذه الأسباب جعلت واشنطن تفضل اختيار شتوتغارت الألمانية مقراً، إذ ستعمل (افريكوم) في إطار (يوكوم) أي القيادة الإقليمية الأمريكية لمنطقة أوروبا.والى اليوم لم تقل واشنطن ما الهدف الرئيسي لوجودها في المنطقة الإفريقية،والذى سمته مجازا بوجود “المهمات العسكرية البحتة” ومساعدة الدول على ترقية أمن حدودها الإقليمية وأمنها البحري.ولم يتطرق مسؤول امريكي بالحديث عن البترول الأفريقي الذي يشكل الآن أكثر من 10% من الواردات النفطية الأمريكية، ولا حتى عن قلق واشنطن من منافسة الصين لها على موارد النفط الأفريقية !!. ولم يتطرق مسئول امريكى بالحديث عن النفط الأفريقي الذي يشكل الآن أكثر من 10% من الواردات النفطية الأمريكية، ولا حتى عن قلق وواشنطن من منافسة الصين لها على موارد النفط الأفريقية !!.
http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/ContentID/972/Default.aspx