الخُبز يا بشار !!
إذا صدقت توقعات لبنان بأن القمة العربية ستفشل، فإن ذلك لا يعني أن للبنان حدس قوي، وإنما هو توقع منهجي ومدروس لتداعيات انعقاد مؤتمر القمة العربية والذي تلتئم بعض من اطرافه اليوم في العاصمة السورية دمشق.
وتُعقد القمة في سوريا علي خلفية التوتر مع لبنان، واتهام دمشق بإطالة أمد الأزمة بين حكومة بيروت المدعومة من المجتمع الدولي، والمعارضة المؤيدة لسوريا.
بدأت ملامح فشل القمة تتضح منذ إعلان الرئيس السوري بشار الأسد ان القمة ستعقد في موعدها وبمن حضر من الرؤساء العرب!! كان ذلك بمثابة أول المسامير في نعش القمة ، فتسعة دول عربية من أصل اثنتان وعشرون دولة أكدت مشاركتها علي مستوى الرؤساء ، بينما تمثل الدول الـ 11 المتبقية بمستوي اقل، ورغم طلب أمين عام الدول العربية عمر موسي من دمشق تأجيل القمة ريثما تُحل أزمة الرئاسة اللبنانية، أصرت دمشق علي ان تسعة رؤساء تكفي لانعقادها !!.
فالعرب سيجتمعون في غياب الزعامة التاريخية العربية، لدول مثل السعودية التي تمثل بمستوي وزاري اقل، ومصر التي تشارك بوزير دولة، والأردن التي لن يشارك عاهلها الملك عبد الله، واليمن التي أوفد الرئيس علي عبدالله صالح نائبه، إضافة لغياب رئيسي العراق والبحرين، ومقاطعة لبنان، فيما تأكد حتى كتابتي لهذا الرصد مشاركة رؤساء السودان وموريتانيا وجزر القُمر والإمارات وفلسطين وتونس وليبيا !! وهي اضعف الحلقات في الرابطة العربية ما يعني تزايد احتمالات فشل القمة في تحقيق أهداف انعقادها، ثم الملاحظ ان إعلان رؤساء السعودية ومصر والأردن واليمن مقاطعة قمة دمشق شرخ العالم العربي إلي مجموعتين، الأولي هي المجموعة الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة السعودية ومصر، والثانية مجموعة دول تسعي للمشاركة من اجل المشاركة، وهذا ربما فُهم إطار علاقة واشنطن المتوترة مع دمشق، ومحاولة أمريكا إضعاف موقف الرئيس بشار الأسد العربي، ورغبة الأسد في خطف الزعامة العربية ما أدخله في هذا الصراع.
ثاني قرار خاطئ اتخذته دمشق، بأن اقتصرت الدعوات لحضور القمة علي الرؤساء والملوك العرب، وقلل هذا القرار الخاطئ من حظوظ قمة العرب في النجاح، فمشاركة الزعماء والرؤساء من غير العرب للقمم العربية هو تأريخ وإرث اجتماعي وسياسي قديم ، وليس في القمم العربية وحدها بل قمم ومؤتمرات العالم اجمع، فحضور قادة دول مثل إيران وتركيا واندونيسيا وماليزيا ، ومشاركتهم في الجلسات الافتتاحية للقمة يثري بلا شك هذا الملتقي الدوري التقليدي، ويجعل منه محط تفاعل وتحالف استراتيجي بين العرب ورصفائهم من الدول الإسلامية والصديقة، ويركز الأنظار علي قمم العرب التي بلا شك ستقل أهميتها في غياب دولة مثل تركيا ، العضو في حلف شمال الأطلسي، أو إيران وباكستان الدولتين النوويتين، أو اندونيسيا وماليزيا ذات القوي الاقتصادية العظمى.
نجاح القمة العربية الحالية وإنقاذها من الفشل مرهون بالقرارات الاقتصادية المتوقعة في ختامها، وإن غاب عن الملف الاقتصادي المزمع مناقشته قضايا مهمة كقضية الخبز العربي وارتفاع أسعاره مثلا، فأن علي القمة وعلي الحاضرين من الزعماء العرب السلام ، فالمقترح الذي تقدمت به اليمن ويتضمن مناقشة موضوع الغلاء في العالم العربي، هو المس المباشر لمأساة المواطن العربي، لا السوق العربية المشتركة .. ولا تحرير التجارة العربية.. ولا إقامة اتحاد جمركي عربي .. ولا دفع العمل العربي الموحد، ولا المصير العربي المشترك، ولا قضية لبنان ولا فلسطين ولا دارفور، ولا العراق ولا حتى غزة، ولا الضفة الغربية .. لا شئ من هذا أو ذاك ينتظره المواطن العربي من زعماءه الكرام، وحده رغيف الخبز العربي هو ما يحتاجه المواطن العربي ، لا توجد دولة عربية واحدة لا تعاني من ارتفاع أسعار الخبز، بل وندرته كما في مصر وقطاع غزة بفلسطين هذه الأيام. في مصر تحوّل الحصول علي رغيفات من الخبز إلي حرب واقتتال يموت فيه المواطن المسكين دون ان يتحرك ادني طرف لمسؤول، بينما ترتفع أسعار السلع الاخري بين ليلة وضحاها إلي الضعف، وتتمدد أزمة الخبز والغلاء كسرطان في جسد الوطن العربي، من الخرطوم جنوبا، الي مصر وغزة شمالاً، والي اليمن جنوباً، وحتى المغرب ، ثم العراق .. باختصار كل الدول العربية أضحت تعاني من أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار وفي مقدمتها الخبز. . جملة واحدة ينتظرها الشعب العربي في ختام اللقاء العربي: دعم الخبز !!
وتُعقد القمة في سوريا علي خلفية التوتر مع لبنان، واتهام دمشق بإطالة أمد الأزمة بين حكومة بيروت المدعومة من المجتمع الدولي، والمعارضة المؤيدة لسوريا.
بدأت ملامح فشل القمة تتضح منذ إعلان الرئيس السوري بشار الأسد ان القمة ستعقد في موعدها وبمن حضر من الرؤساء العرب!! كان ذلك بمثابة أول المسامير في نعش القمة ، فتسعة دول عربية من أصل اثنتان وعشرون دولة أكدت مشاركتها علي مستوى الرؤساء ، بينما تمثل الدول الـ 11 المتبقية بمستوي اقل، ورغم طلب أمين عام الدول العربية عمر موسي من دمشق تأجيل القمة ريثما تُحل أزمة الرئاسة اللبنانية، أصرت دمشق علي ان تسعة رؤساء تكفي لانعقادها !!.
فالعرب سيجتمعون في غياب الزعامة التاريخية العربية، لدول مثل السعودية التي تمثل بمستوي وزاري اقل، ومصر التي تشارك بوزير دولة، والأردن التي لن يشارك عاهلها الملك عبد الله، واليمن التي أوفد الرئيس علي عبدالله صالح نائبه، إضافة لغياب رئيسي العراق والبحرين، ومقاطعة لبنان، فيما تأكد حتى كتابتي لهذا الرصد مشاركة رؤساء السودان وموريتانيا وجزر القُمر والإمارات وفلسطين وتونس وليبيا !! وهي اضعف الحلقات في الرابطة العربية ما يعني تزايد احتمالات فشل القمة في تحقيق أهداف انعقادها، ثم الملاحظ ان إعلان رؤساء السعودية ومصر والأردن واليمن مقاطعة قمة دمشق شرخ العالم العربي إلي مجموعتين، الأولي هي المجموعة الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة السعودية ومصر، والثانية مجموعة دول تسعي للمشاركة من اجل المشاركة، وهذا ربما فُهم إطار علاقة واشنطن المتوترة مع دمشق، ومحاولة أمريكا إضعاف موقف الرئيس بشار الأسد العربي، ورغبة الأسد في خطف الزعامة العربية ما أدخله في هذا الصراع.
ثاني قرار خاطئ اتخذته دمشق، بأن اقتصرت الدعوات لحضور القمة علي الرؤساء والملوك العرب، وقلل هذا القرار الخاطئ من حظوظ قمة العرب في النجاح، فمشاركة الزعماء والرؤساء من غير العرب للقمم العربية هو تأريخ وإرث اجتماعي وسياسي قديم ، وليس في القمم العربية وحدها بل قمم ومؤتمرات العالم اجمع، فحضور قادة دول مثل إيران وتركيا واندونيسيا وماليزيا ، ومشاركتهم في الجلسات الافتتاحية للقمة يثري بلا شك هذا الملتقي الدوري التقليدي، ويجعل منه محط تفاعل وتحالف استراتيجي بين العرب ورصفائهم من الدول الإسلامية والصديقة، ويركز الأنظار علي قمم العرب التي بلا شك ستقل أهميتها في غياب دولة مثل تركيا ، العضو في حلف شمال الأطلسي، أو إيران وباكستان الدولتين النوويتين، أو اندونيسيا وماليزيا ذات القوي الاقتصادية العظمى.
نجاح القمة العربية الحالية وإنقاذها من الفشل مرهون بالقرارات الاقتصادية المتوقعة في ختامها، وإن غاب عن الملف الاقتصادي المزمع مناقشته قضايا مهمة كقضية الخبز العربي وارتفاع أسعاره مثلا، فأن علي القمة وعلي الحاضرين من الزعماء العرب السلام ، فالمقترح الذي تقدمت به اليمن ويتضمن مناقشة موضوع الغلاء في العالم العربي، هو المس المباشر لمأساة المواطن العربي، لا السوق العربية المشتركة .. ولا تحرير التجارة العربية.. ولا إقامة اتحاد جمركي عربي .. ولا دفع العمل العربي الموحد، ولا المصير العربي المشترك، ولا قضية لبنان ولا فلسطين ولا دارفور، ولا العراق ولا حتى غزة، ولا الضفة الغربية .. لا شئ من هذا أو ذاك ينتظره المواطن العربي من زعماءه الكرام، وحده رغيف الخبز العربي هو ما يحتاجه المواطن العربي ، لا توجد دولة عربية واحدة لا تعاني من ارتفاع أسعار الخبز، بل وندرته كما في مصر وقطاع غزة بفلسطين هذه الأيام. في مصر تحوّل الحصول علي رغيفات من الخبز إلي حرب واقتتال يموت فيه المواطن المسكين دون ان يتحرك ادني طرف لمسؤول، بينما ترتفع أسعار السلع الاخري بين ليلة وضحاها إلي الضعف، وتتمدد أزمة الخبز والغلاء كسرطان في جسد الوطن العربي، من الخرطوم جنوبا، الي مصر وغزة شمالاً، والي اليمن جنوباً، وحتى المغرب ، ثم العراق .. باختصار كل الدول العربية أضحت تعاني من أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار وفي مقدمتها الخبز. . جملة واحدة ينتظرها الشعب العربي في ختام اللقاء العربي: دعم الخبز !!